الذي يهمني في هذا المنعطف والاستدلال (بالحدُّوته) أعلاه واختياري لعنوان الموضوع وفيه عبارة (الظلم ظلمات) هو أن يكون المال لمواطن أو مجموعة مواطنين من الدولة والدولة تُسوِّق وتماطل وتمانع لعقد من الزمان بل ربما أكثر من ذلك للسداد. فقد سبق أن خاطبتُ الأخ الرئيس قبل حوالى خمس سنوات حول حقوق متقاعدي البنوك الحكومية. ففي لقاء في حلقة التلاوة الدورية للأهل والأصدقاء وبمنزل الأخ عبد الله النصري كان الأخ حسين أبو علي والذي يختم لنا بدعائه الطيب ــ ولفترة تجاوزت العقدين من الزمان ــ كان شيخ حسين وهو أحد متضرري البنوك الحكومية يرفع الدعاء على الأخ البشير وأذكر أنيّ في ذلك اليوم أو تلك الليلة حقيقة ــ أوقفته وقلتُ بالحرف «ارجوك يا أخي العزيز لا تدعو على رئيسنا الذي أعرفه عابداً عادلاً تقيًا.. وأُطمئنك بأنني الحلقة القادمة إن لم أحضر ومعي البشير شخصياً ــ فسيكون معنا الأخ بكري حسن صالح مستشاره الشخصي والقريب إلى قلبه أو عبد الرحيم محمد حسين رفيقه في الأفراح والأتراح ــ وفي معيتهم ــ بإذن الله ــ جلال الدين محمد عثمان رئيس القضاء (سابقًا) بالطبع» وأصحاب الشأن المشرفين على المال العام. الأخ عبد الوهاب عثمان وزير المالية الأسبق ود. صابر محمد حسن محافظ بنك السودان السابق وحكمة الله البالغة كلهم (دناقلة يا رسول الله!!) وأقارب لمعظم رجال الحلقة الأسبوعية، (كل ثلاثاء.. في منزل أحد الإخوة).مضى الأسبوع وصراحة توقعت ــ شخصيًا ــ الاستجابة من أحد الأسماء التي جاء ذكرها.. وكان خذلانًا مبيناً.
وللغرابة وصلنا بدلا منهم أحد المتضررين جاء من عطبرة ليشكرني فيما كتبت وتوقع حضور أحد المشار إليهم أعلاه!! وقد كان الغياب المعيب! الغياب دون اعتذار أو أسباب. فهل تشاور الرئيس مع هؤلاء الإخوة وماذا قال لهم وماذا قالوا له!!؟؟؟ غفرانك يا رب!! الأهم في القصة واصل الاتحاد جهاده ولا أقول نضاله عقدوا المؤتمرات الصحفية ووقفوا عند مجلس الوزراء وأمام بنك السودان الوقفات الاحتجاجية ولم يبق لهم إلا أن يرفعوا أمرهم للأمم المتحدة. كل ذلك تم في أدب جم ومسؤولية عظيمة وصبر يحسدهم عليه أيوب (عليه السلام) وما زالوا متمسكين بحبل الصبر وحبل الله القوي المتين (طوال تلك الفترة وللآن)..!! بمحض الصدفة وفي عدد (الإنتباهة) رقم 2404 بتاريخ 16 نوفمبر 2012م قرأت الآتي»
I Quote unquote: يعني نقل مسطرة من الجريدة:
الاتحاد العام لمتقاعدي البنوك الحكومية
تهنئة: يهنئ الاتحاد العام لمتقاعدي البنوك الحكومية السيد/ رئيس الجمهورية بنعمة الشفاء وسلامة العودة لأرض الوطن (ونحن نتابع رحلة العلاج بالمملحة العربية السعودية استبشرنا خيرًا بما سمعناه من سيادتكم عند لقائكم بمواطنيكم بالسفارة السودانية بالرياض ببشرى شفائكم التام وبما ذكرتموه بأنه خلال مسيرة الإنقاذ وقع كثير من الظلم على بعض المواطنين وقد شملنا هذا الظلم بصدور القرار الوزاري رقم 1115/2000 الذي حرمنا من حقوقنا نتيجة توصية غير دقيقة من وزير المالية الأسبق ومحافظ بنك السودان السابق بدعوى أن تلك الحقوق مزايا معاشية بينما هي المعاش الأصلي الذي أكدت عليه الأحكام القضائية حتى المحكمة الدستورية وهيئات التحكيم وديوان العدالة وفتاوى وزيري العدل الأسبق والحالي وقانون معاشات الخدمة العامة. نأمل أن يُصدر سيادتكم أوامركم لرفع الظلم عنا حيث إننا ظللنا نعاني من الظلم طوال اثني عشر عاماً. وفقكم الله لخدمة البلاد والعباد). هذه الرسالة أخي البشير ممهورة بأمر المكتب التنفيذي للاتحاد مع عنوان المقر وهواتفهم الجوالة.. مضى أكثر من شهرين ولم يصلهم رد من مكتبكم. لا من رئاسة الوزراء ولا من رئاسة الجمهورية..
الأخ الكريم ابن خالتي وأبو النسب وأحد أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد – الأستاذ أحمد عبد الله محمد خير ــ وزير المالية الأسبق بالولاية الشمالية تابع هذا الملف عن كثب وأكد لي أن قلة رضيت بالقليل وسكتت عن الضَّيم ولكن الأغلبية ما زالت تنتظر عدل الدولة وإنصاف الرئيس عمر حسن أحمد البشير رئيس الجمهورية!! وأنا أذكِّرك أخي الرئيس وبما سقته في مقالتي السابقة قبل حوالى خمس سنوات. ثلاثة لاتُرد دعوتهم الإمام العادل والصائم عند فطره ودعوة المظلوم – ترتفع فوق الغمام ويقول الرب (وعزتي وجلالي لأنصرنَّه ولو بعد حين). ولو بعد حين.. (أكررها من عندي)!!.. نعم أخي الرئيس د عوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب. وحَسْب هذه المجموعة أنها فقط ذكَّرتك بأنها وقع عليها ظلم لاثني عشر عاماً. شاء الله أخي أن تُسمَّى عمراً وعمر الخليفة الراشد اشتُهر بالعدل. كن على طريقه هداك الله وهو القائل: لو عثرت بغلة في العراق لكان عمر مسؤولاً أن يُسِّوي لها الطريق.. ونذكرك بنفس المعيار وهذا الشعب قد اختارك حاكماً ورضيت أنت أن تحكمه نقول لك: إذا عثرت بقرة في (شنقلوطوباية) على حدودنا الغربية.. فأنت مسئول لتُسوِّي لها الطريق.. فحتماً لن ينصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
حاشية: أقول والله على ما أقول شهيد بأني سمعت ــ حينها ــ والعهدة على الراوي بأن أحد قيادات الدولة ــ وهو قانوني لا يُشقُّ له غبار ــ أمَّن على كل خطوات التقاضي في هذاالشأن.. قضية متقاعدي البنوك الحكومية. فقط قال: إن المبلغ كبير والسداد شبه مستحيل!!
نعم.. إذا كانت الدولة يطالب قضاتها مواطناً لسداد مبلغ ولفترة 40 عاماً – فلماذا تهضم هي حقوق مواطنيها ليختل ميزان العدل!!؟؟
أنصفوهم ــ هداكم الله ــ فإن «الظلم ظلمات يوم القيامة» كما جاء في الأثر.
صحيفة الإنتباهة
بروفيسور محمد سعيد حربي
ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد!!