الجيش الشعبي ينفي انسحابه من نقاط التنازع مع الخرطوم

[JUSTIFY]نفى جيش جنوب السودان انسحابه من مناطق حدودية مع السودان، مؤكدا أن أي خطوة من هذا النوع لن تجري إلا في إطار انسحاب متزامن مع الجيش السوداني من تلك المناطق التي ظلت محل نزاع بين الطرفين منذ انفصال الجنوب العام قبل الماضي.

وقال الناطق الرسمي باسم الجيش العقيد فيليب أقوير إن “التقارير التي تتحدث عن انسحاب جيشه من المناطق الحدودية مضللة وكاذبة ولا تستند إلى حقائق”.

وتأتي تلك التصريحات بعد الإعلان عن فشل رئيسيْ البلدين سلفاكير ميارديت وعمر البشير في التوصل لتفاهمات بشأن تنفيذ البروتوكول الأمني الموقع بينهما في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.

شروط للانسحاب
وقال أقوير -في تصريحات للجزيرة نت- إن “أي تعامل بين الدولتين لابد أن يجري وفق نظم ولوائح متفق عليها”، مشيرا إلى أن “الجيش لن ينسحب من تلك المناطق إلا في إطار انسحاب متزامن مع الجيش السوداني ومن نقطة الصفر، وإلا فإن الجيش سيبقى في مواقعه لحين الاتفاق على ترسيم للحدود”.

وكان وزير الدفاع في جنوب السودان جون كونغ قد قال -في جوبا الأسبوع الماضي، عقب عودته من العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، حيث تجري المفاوضات بين البلدين برعاية الاتحاد الأفريقي- إن قواته بدأت الانسحاب من المناطق الحدودية والمتنازعة عليها، تنفيذا للاتفاق الأمني الموقع مع الخرطوم.

ومن جهته، كشف أحمد كبر نائب والي ولاية شرق دارفور السودانية عن تحرك لحشود وآليات عسكرية من داخل جنوب السودان إلى الحدود مع ولايته، مشيرا -في تصريحات نقلتها صحف سودانية- إلى أنهم يتابعون تلك التحركات بدقة، وأن حكومته تقوم بمسؤولياتها لتوفير الحماية اللازمة لمواطنيها وأراضيها.

تناقض التصريحات
ويرى لادو جون -وهو باحث في الشأن السياسي بجنوب السودان- أن التصريحات المتناقضة لمسؤولي جوبا تعكس ما وصفه بتباعد التنسيق على المستوى السياسي والعسكري.

ويضيف لادو جون للجزيرة نت أن هذا التناقض يمكن تفسيره بتشكك جوبا في الخطوات المتعلقة بالتنفيذ الشامل لبروتوكولات التعاون، مشيرا إلى أن هناك إرباكا في التوجه العام لسياسة جنوب السودان حيال ما يجري على أرض الواقع.

وتتنازع الخرطوم وجوبا عدة مناطق حدودية -منها دبة الفخار على النيل الأبيض، وجبل المقينص- وتقع في مساحة حدودية بين ثلاث ولايات، هي النيل الأبيض وجنوب كردفان بالسودان، وولاية أعالي النيل بجنوب السودان، وكاكا التجارية وهي منطقة تجارية حدودية تفصل بين ولايتيْ جنوب كردفان وولاية أعالي النيل، وكافي كنجي/حفرة النحاس قرب جنوب دارفور.

وكان اجتماع قمة ضم رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت ونظيره السوداني عمر البشير التأم الأسبوع الماضي، ولكنهما لم يحرزا أي تقدم في شأن تطبيق اتفاقيات التعاون التي وقعها الطرفان في سبتمبر/أيلول وشملت إقامة منطقة منزوعة السلاح على الحدود، واستئناف ضخ النفط الجنوبي عبر الشمال.

وفشل تنفيذ الاتفاقات خصوصا بسبب مطالبة الخرطوم بفك ارتباط جوبا بالحركة الشعبية/قطاع الشمال التي كانت في السابق جزءا من الحركة الشعبية في جنوب السودان، وحمل عناصرها السلاح ضد الحكومة السودانية بولايتيْ جنوب كردفان والنيل الأزرق الحدوديتين.

[/JUSTIFY]

الجزيرة نت

Exit mobile version