الشكر وكفر النعمة

الشكر وكفر النعمة
قال ابن القيم:الشكر:ظهور أثر نعمة الله على لسان عبده: ثناءا وإعترافا،وعلى قلبه شهودا ومحبة، وعلى جوارحه انقيادا وطاعة. والشكر فيه إعتراف بالمنعم والنعمة ،وهو من أسباب حفظ النعمة بل المزيد ولا يكون الشكر باللسان فقط بل اللسان يعبر عما في الجنان، وكذلك يكون بعمل الجوارح والأركان .والشكور من أسماء الله تعالى ،ومعناه: الذي يجازي بيسير الطاعات كثير الدرجات، ويعطي بالعمل في أيام معدودة نعيما في الآخرة غير محدود، قال تعالى:[فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون] وقال:[ يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون] وبين الله تعالى أن الشكر سبب للزيادة فقال:[وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد]وعن صهيب الرومي رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر ،فكان خيرا له،وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له}وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{لا يشكر الله من لا يشكر الناس}وقال ابن سعدي: وأما الشكور من عباد الله، فهو الذي يجتهد في شكر ربه بطاعته وأدائه ما وظف عليه من عبادته.
كفر النعمة وكفرانها سترها بترك أداء شكرها.قال تعالى:[وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون]وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{من أعطي عطاءا فوجد فليجز به فإن لم يجد فليثن به، فمن أثنى به فقد شكره، ومن كتمه فقد كفره}وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:{من لا يشكر الناس لا يشكر الله} وقال الغزالي رحمه الله:”لم يقصر بالخلق عن شكر النعم إلا الجهل والغفلة، فإنهم منعوا بالجهل والغفلة عن معرفة النعم، ولا يتصور شكر النعمة إلا بعد معرفة كونها نعمة، ثم إنهم إن عرفوا نعمة ظنوا أن الشكر عليها أن يقول باللسان:الحمد لله والشكر لله، ولم يعرفوا أن معنى الشكر أن يستعمل النعمة في إتمام الحكمة التي أريدت بها وهي طاعة الله عزوجل فلا يمنع من الشكر بعد حصول هاتين المعرفتين إلا غلبة الشهوة واستيلاء الشيطان وما سد على الخلق طريق الشكر إلا جهلهم بضروب النعم الظاهرة والباطنة والخاصة والعامة أو الغفلة عنها لحصولهم عليها بلا أدنى سبب”.
وكفر النعمة من أعظم أسباب زوالها ،وأن ذوق لباس الجوع والخوف سببه كفر النعمة، وأن من أعظم أسباب كفر النعم :الجهل والغفلة، عياذا بك اللهم عن ذلك .اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك .

هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]

Exit mobile version