والشركة تنسحب..
وزجاجة النميري وإيقاف نفط الجنوب الآن قوسان لجملة واحدة ممتدة.
.. وعريف شرطة في توريت منتصف سبتمبر 1953 يرسل تلغرفاً لآخر يقول فيه حرفياً..
– في الرابعة غداً سوف تكون هناك حرب.
– وكانت هي أحداث توريت..
وتوريت 1953 واشتباك الأسبوع الماضي قوسان حول جملة واحدة ممتدة.
.. ومارس 1953 واستفزاز يجعل حشداً من الأنصار يشتبكون مع الشرطة.
.. واشتباك ميدان الخليفة واشتباكات تمضي الآن وأخرى معها تصبح هي أقواس لجملة واحدة ممتدة.
.. وداخل القوسين تتفرع الأحداث.
نسخ متكررة من المشهد ذاته.
.. وفي الخمسينيات زعيم أحد الحزبين الكبيرين وعن التحالف مع الآخر يقول:
– نسلمها لإسرائيل ولا نسلمها لهم.
– وأحزاب سودانية تحتفل هذا الأسبوع في إسرائيل.. ولا أحد يعلم ما إذا كان هناك أقواس.
و.. و..
والإنقاذ ما تبدأ به الأسبوع الأول من عمرها هو دعوة للحوار..
والسلطة الجديدة كانت تعلم أن الاتفاق مستحيل.. لكن هدفاً آخر كان هناك.
وفي حوارها مع أخطاء الآخرين الإنقاذ كانت تجد أن النميري يبدأ عهده بمطاردة الإمام الهادي وقتله وهو يتجه شرقاً للخروج من السودان.
.. والإنقاذ تبدأ عهدها بفتح الطريق أمام الصادق المهدي وهو يتجه شرقاً للخروج من السودان.. والصادق المهدي ما بين دخوله مزرعته في السقاي وهو يرتدي الجلباب وخروجه من الناحية الأخرى وهو يرتدي السفاري وحتى خروجه من الحدود كانت العيون تتبعه.
.. ثم سلسلة المحادثات الطويلة..
والإنقاذ تجد أن من يقود الجنوب هو جهات من ورائه.. والجهات هذه تستند إلى مجلس الأمن.. ومجلس الأمن »ينتهر« السودان بعيون حمراء للتفاوض.
والإنقاذ التي جعلت الصادق المهدي ينفذ خطتها لخروجه »وهو يحسب أنه يخدعها« تصنع مثلها مع الجنوب.
والجنوب الذي يريد أن يحتفظ بالحرب.. تنفيذاً لمخطط أمريكي.. ويحتفظ بمفاوضات تظاهراً بالخضوع لقرارات مجلس الأمن .. يذهب إلى أسلوب ممتع.
الجنوب يجلس إلى التفاوض.. ويرفض.. ثم يجلس إلى التفاوض.. ثم يرفض..
والبشير يذهب إلى مثلها.. فالبشير يجعل قادة إفريقيا الذين يدعمون سلفا كير ينظرون إليه وهو يرفض ويرفض وأيديهم تُرفع عن دعمه.
.. وسلفا كير يجد أنه يفعل ما فعله الصادق المهدي.
وشيء جديد يحدث الآن ابتداءً من الأسابيع القادمة.
(2)
وقبل أيام نحدث هنا أن الإنقاذ تتجه إلى أسلوب جديد.. وما يقترب الآن من الأسلوب هذا بعضه هو:
أحداث لا تجرؤ أصابع الصحافة على لمسها.. لكن الأصابع التي تشير من بعيد تجد أن..
شخصيات كبيرة سوف تتقدم باستقالات محترمة.
وأن محاكم كبيرة.. أكثر من محكمة.. سوف تقام.. وقضايا سوف تشغل الصحافة.
وأن البشير لن يشترك بعد اليوم في محادثات.
ثم أحداث من يُحدثها قبل أن تُحدثه يهلك.
وقبل عام وحين نحدث دكتور أحمد إبراهيم الطاهر في سخط ينظر إلى سخطنا ثم يقول:
سهل جداً أن تحمل سيفاً وتقتل… لكنه صعب جداً أن تحمل مشرطاً وتصنع الحياة.
والمشرط الآن يعمل.
بريد:
أستاذ..
أمس ولما كان حديثك تحت الطبع.. كانت ولاية الخرطوم وآخرون معها يصنعون حلاً ممتازاً لمشكلة مستشفى الصافية.
التوقيع: هـ.
المحرر: شكر الله لهم.. ومن دعائنا لهم ألا ينظروا أبداً إلى قريب لهم وهو يتلوى تحت أظافر الفشل الكلوي الرهيب.
صحيفة الإنتباهة
[/JUSTIFY]