المهم أن الإمام في خطبة الجمعة الماضية أطلق اسم «المزعمطة» على المعارضة السودانية التي يشاركها الآمال والآلام والأحلام في قلب نظام الحكم. وعندما يوصف شخص بأنه مزعمط فهذا يعني أنه قليل الحيلة وضعيف الحركة. و«ماعندو التكتح». وبالطبع يمكن أن يقاس على المزعمطة أسماء أخرى تطلق على المعارضة مثل المعارضة المزعوطة والمعارضة الممعوطة والمعارضة «المعولقة» والمعارضة «الدغور». والدغور من السخلان هو ذلك الذي بلغ من الكبر عتيا ويبدو مريضاً وحجمه صغير ولا فائدة فيه لا لحم ولا شحم ولا لبن.
وكان الإمام في موقف سابق قد أطلق مثلاً يقول فيما معناه (لابدّ أن نُشارك الحكومة في المطايب والجلد والراس). وهو هنا يشير إلى المشاركة في السلطة مع المؤتمر الوطني. والمطايب في (الذبيحة) معروفة بأنها الكبدة والكلاوي والزند والدوش (والكراع الورانية). على أن البعض قد يعتقدون أن (أم فتفت) من المطايب على الرغم من صعوبة نظافتها نظراً لطبقاتها المتراكمة والمليئة بالقاذورات. وكنا في انتظار المطايب (وأم فتفت وأب غازيه) الذي قد يناله حزب الأمة (جناح الصادق) من ذبيحة الحكومة.
ومن أقوال الإمام على أيام الانتقادات المتبادلة بينه وبين المؤتمر الشعبي أنه قال في حقهم (ساقط وشايل قلمو يصحِّح) وهي حكمة (منجورة أخضر على وزن: هي شنو وشايلا موسها تعمل شنو؟؟) ويصعب ذكر الأمر المرموز له بشنو لأن ناس الصحافة والمطبوعات وربما من بعدهم ناس (الرقابة القبلية والبعدية) لن يسمحوا بكتابته. ولكن باللغة العربية الفصحى يمكن أن نشرح الموضوع بقولنا (هي غير مختونة وتحمل الموس لختان الأخريات) ويضرب هذا المثل لمن يأمر بفعل شيء ولا يلتزم به في نفسه.
ومن أقوال الإمام على أيام إقالة أو استقالة صلاح قوش أنه قال (فطر معاي الصباح وتعشوا بيهو في الليل) ولم يتضح حتى الآن إن كانوا قد تعشوا به لأنه فطر معاهو أو أنه فطر معه لكي يتعشوا به أو أنهم تعشوا به لأن الاثنين فطروا مع بعضهم. ولم يطلق الإمام شيئاً على صلاح قوش بعد المحاولة الانقلابية أو التخريبية الأخيرة. وقال سيادته في مناسبة أخرى وربما أنه كان يتحدث عن الحكومة (عاملة أحمر شفايف وسنونها مكسرة) وقال في وصف الزعيم مبارك الفاضل (ابن عمه) ورئيس الفصيل المنشق (كضبوا المطر واكلوا التيراب) ولم أفهم تفاصيل المقصود مع أنني أعلم أن الذي يعتقد أن المطر (ما جايي) يقوم بأكل التيراب ثم يفاجأ بأن المطر جاء) ولا يجد البذور التي يغرسها للموسم الجديد. ولا أدري ماذا فعل مبارك الفاضل حتى يوصف بذلك وما المطر التي (كذبها) وما هي البذور التي أكلها. علماً بأن كثيراً من البذور هذه الأيام توصف إما بأنها فاسدة أو أنها ضعيفة الإنبات أو أنها مستوردة. فهل أكل مبارك الفاضل بذوراً كانت محلية أم مستوردة وكم حجم البذور التي أكلها خاصة إذا كانت مستوردة من الخواجات في دول غرب أوربا؟.
على كل حال يبدو أن الإمام أطلق على المعارضة ما تستحقه من وصف لحالتها «المزعوطة» والممعوطة والمزعمطة. حيث صارت منزوعة الأنياب والأظافر وما عادت تمثل غير الأشباح العائدة من مقبرة التاريخ وليس لديها ما تقف عليه من أرض صلبة غير ما فعله «أجدادها» القدماء ولن يكون الإرث التاريخي المستدعى من أعماق التاريخ كافياً لإقناع أولاد «الفيس بوك» بتاعين الزمن ده.
> كسرة أولى:ـ ورد في صحف الأمس نقلاً عن مجلة الإيكونومست البريطانية ما يؤكد أن حكومة دولة الدينكا في جنوب السودان هي التي تدعم قطاع الشمال وتدعم المتمردين في دارفور وتدعم ما يُعرف بالجبهة الثورية بالتعاون مع أحزاب المعارضة السودانية «المزعمطة والممعوطة» والسؤال إلى متى سنظل نداهن ونراعي ونستكين للمعارضة أو لحكومة الدينكا. يا جماعة لازم نقيف «ألف أحمر». يا جماعة الناس ديل ما عايزين «يسيبونا». يا جماعة لا بد من إعلان التعبئة العامة وإعلان حالة الطوارئ والاستعداد. يا جماعة نحن في خطر عظيم. يا جماعة ليس هناك أي وقت «للمحْركة» والتلكؤ .. ويا أيها المندكورو اتحدوا.
> كسرة ثانية:ـ إحدى عصابات النيقرز بالحاج يوسف اعترضت طريق مواطن سوداني في حي البركة. وعصابة النيقرز اعترضت الرجل وضربته ضرباً مبرحاً وأخذت منه كل ما كان في جيبه من نقود وكل ما معه من منقولات. ولكن عصابة النيقرز مشكورة وجزاها الله خيرًا تركت للمواطن «حق المواصلات» ويعتبر هذا كتبرع من منسوبي دول الجوار الشقيقة إلى شقيقهم المواطن السوداني فجزاهم الله خير الجزاء ورضي الله عنهم وأرضاهم وجعل الجنة متقلبهم ومثواهم ونفعنا بهم آمين. وبلغة عربي جوبا فإن عصابة النيقرز أرادت أن ترسل رسالة تفيد بأن فيها جوانب إنسانية لدرجة ترك حق المواصلات للزول السوداني «يعني أنا أكوك تاع إنتكم». يا هو أنا بديهو حق تاع مواسلات أشان إنتكم برجعتو أهل تاع إنتكم بعدين إنت تاني بجي هنا. ويا هو واللا هي أكوك تاع دولة تاع جنوب السودان ياهو نهنا تاع سلفاكير تاع باقان تاع عرمان تاع أمبيكي تاع سوزان رايس تاع فاروق أبو إيسى تاع جبهة ثورية.. إنت بفهمتو كلام تاع أنا واللا أنتكم ما بفهمتو كلام تاع أكوك تاع أنا».
صحيفة الإنتباهة
د. عبد الماجد عبد القادر