في الجمهورية الثانية

في الجمهورية الثانية
دائماً ما يزاول خيالي صوت صديقتي التي لا يعجبها حال هذه الحكومة ولا تريد أن تتقبلها بأي حال كان، ودائماً ما تقول «حكومتنا جاية جاية».. فما كان مني إلا أن امتحن صبرها صباح السبت التاسع من يوليو.. صباح استقلال الجنوب منا الجلابة الشماليين «كما يحلو لأهل الجنوب القول».. بأن أرسل لها رسالة صغيرة تقول «صديقتي الجمهورية الثانية جات.. الشي حكومتكم دي حتجي متين؟» دقائق وتجيء الرسالة مرجوعة في مسماها.. «اصبروا تشوفوا براكم».. وهاهي الجمهورية الثانية تدخل في «التراك» ولا ندري إلى أي اتجاه ستقودنا هذه «الثانية».. وهل تستطيع أن تلملم أطراف البلد التي أصبحت في حالة الاستعداد للدخول في دائرة التفاوضات ثم الاتفاقيات ثم لتقرير المصير وأخيراً «وداعاً يا الخرطوم».. ولا ندري أين ستذهب بنا هذه الجمهورية.. والله ورسوله أعلم وبكري حسن صالح تالي البيانات الاعترافية.

العجورة منهم؟

على حس قيام دولة الجنوب والخوف من آثار الانفصال الاقتصادية.. في وسط الحي الشعبي وصاحب (بوكس الخضار) ينادي (الخدار الخدار مع الانفصال..) فخرجت «الحاجة ستهم» تشتري خضارها اليومي، ولكنها تفأجأت بأن كل شيء من داخل ذلك «البوكس» تضاعف سعره لتسأل «يا زول الحكاية شنو؟ ليه العجورة بألف الدنيا طايرة؟» ليرد عليها الخضرجي المتجول «يا ستهم يا خالة دي واحدة من آثار الانفصال»… لتقول له بشدة «سجم خشمي العجور دا مازارعنو هنا.. قايل جايبنو منهم.. ما تبطلوا الاستثمار في الانفصال»… وقس على ذلك تتعالى وتيرة استغلال الموجة عند الكثيرين المستفيدين من الأزمات.. مبروك عليهم انتعاش سوق الأزمات.

برلمان الشارع

الكلام هذه الأيام يتجول بين العامة همساً وجهراً ودنيا السياسة السودانية مليئة بزخم الحكي وتزداد الشائعات بعد إضافة وحذف بعض «اللفظات» حتى تبدو مشوقة.. والأفواه تضج بأمثلة كثيرة وقال ليك… «يا زول الحكومة دي ما عندها قشة مرة.. انفصال انفصال ما فارقة معاها» «يا عمك قال ليك الأسعار حترتفع فوق طاقة الناس».. «يا زول منطق مافي ضرب بس وجديع كراسي».. قال ليك يا تقلعونا يا نقلعكم»… «يا زول الراجل اليمرق يتضرع قدامنا»… «يا زول الجماعة جاهزين لحدي ما تصبح جمهورية السودان جمهورية أمبدة ومعاكم للآخر عشان تامنوا».. وبرلمان الشارع يقول ما لا يقوله الساسة إلا خلف حجب وأستار.

آخر الكلام

جاءت جمهورية فهل سيصدق ما يتهامس به برلمان الشارع من أن القوم يستأسدون عليكم وأنكم على مشارف طالبان السودان «ابقوا جاهزين» والرجال «اليبقوا مارقين» «ولا حول ولا قوة إلا بالله».
مع محبتي للجميع..

سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]

Exit mobile version