وعملت النرويج مع طرفي النزاع في القضايا الإنسانية بالجنوب والشمال، وقدمت دعماً إنسانياً إلى المناطق المتأثرة بالحرب في الجنوب لتصبح النرويج على اتصال وثيق مع الجماعات المتمردة في الجنوب، ومع الحركة الشعبية لتحرير السودان. وبرزت أهمية تلك العلاقة في الجولة الأخيرة من محادثات السلام عندما ظهرت حاجة أطراف النزاع إلى طرف ثالث موثوق به، يمكنه نقل الرسائل والتعبير عن وجهات النظر. ومن ثم، أثبت الاتصال الوثيق للنرويج بأحد طرفي النزاع قيمته مع مرور الوقت.
وبرزت النرويج كوسيط مساند للسودان من خلال استضافة النرويج المؤتمر الدولي للمانحين من أجل السودان في أبريل 2005، حيث تعهد المانحون بتقديم المساعدات لعملية إعادة الإعمار التي ستبدأ فور توقيع معاهدة السلام الشامل ولكن الآمال ذهبت أدراج الرياح ولم تجنِ الحكومة سوى السراب. وما تزال النرويج متلزمة بمساعدة حكومة السودان في جهودها المبذولة لإعادة بناء الدولة وبناء القدرات، إلى جانب أنها عضو في لجنة التقدير والتقييم.
بالتالي تستمد زيارة نافع إلى السويد والنرويج أهمية خاصة بعد فشل جولة المفوضات الأخيرة ووصول قمة البشير وسلفا كير إلى طريق مسدود ولأن القضية لها أبعاد خارجية فإن الزيارة تمس جوانب مهمة بعلاقة الغرب بدولة الجنوب وتغيير الفهم بأن الغرب على قلب رجل واحد، وقال لي أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني البروفسير بدر الدين أحمد إبراهيم إن التعامل مع الغرب ككتلة واحدة خطأ يفهم منه أن الغرب يقع تحت التأثير الأمريكي، ودعا إلى التعامل مع أمريكا كدولة لوحدها والدول الغربية كل على حدة، وقال إن الحديث بأن الغرب كأنه أمريكا فيه ظلم وغير دقيق، واعتبر الحوار الذي يجريه مساعد الرئيس د. نافع مع السويد والنرويج فيه تصحيح للمعلومات المغلوطة التي تحملها وسائل الإعلام. وقال إن الزيارة امتداد للزيارات السابقة إلى روسيا والكاريبي وأكد أنه من الضروري أن يفتح السودان علاقاته مع كل الدول ولا يتعامل مع منظوماتها، وأكد أن الزيارة لوضع تلك الدول في الصورة وتمليكها المعلومات الحقيقية وهو الغرض الأساسي من هذا الحراك. لقد قابلت دولة الجنوب الحراك الذي تجريه الحكومة بالخارج بفعل مضاد عندما دفعت بالأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم لزيارة الدولة الإفريقية التي زارتها من قبل وفود رفيعة من الحكومة كأنما تريد حكومة الجنوب إفشال أي تحرك للحكومة لتحييد الدول الإفريقية كما فعلت في إبقاء ملف القضايا العالقة داخل البيت الإفريقي إذا تحرك نافع في الغرب لها أبعاد خارجية ومصالح داخلية فهل ينتزع نافع تحييد الغرب أم يبقى قلبها مع دولة الجنوب وعينها مع السودان؟.
> تقرير: صلاح مختار
صحيفة الانتباهة