غازي سليمان : لو أبلغني الترابي من وقت مبكر لأحضرت العروس إلى المسجد!!

أنا لا أدعو العامة!!
كنت مؤدبا جدا على غير العادة!
الشيوعية شرف لا أدعيه!!
رغم أنه يرفض هذا التصنيف، إلا أنه شخصية “مثيرة للجدل” أينما حل، في السياسة والقانون والاجتماع.. دائما ما يكون عنصر المفاجأة حاضرا ضمن تصرفاته وأقواله وأفعاله.. يتصدر بين فينة وأخرى مينشيتات الصحف.. كان في وقت من الأوقات منتميا للحركة الشعبية وفي ذات الوقت يوجه لأعضائها نقدا أقرب إلى (الشتيمة)، ثم يعلن تأييده لرئيس الجمهورية عمر البشير وينتقد المؤتمر الوطني، يقول إنه حوار الشيخ حسن الترابي إلا أنه لا يرى إمكانية الانضمام للمؤتمر الشعبي وبين هذه المتناقضات يتمكن غازي سليمان من المزج بانسجام..
بعيدا هذه المرة عن السياسة وتحالف المعارضة، هاجم المحامي غازي سليمان بعض ضيوفه في مسجد العصمة بالخرطوم حينما أبدوا ضيقا من خطبه طويلة كان يقولها الشيخ د.حسن عبد الله الترابي، أثناء عقد قران ابنه.. غازي مسك المايكروفون وقال للضيوف “الماعجبو مع السلامة”..
(السوداني) أجرت حوارا قصيرا مع المحامي الشهير، فقال الكثير المثير كعادته..
أجرى الحوار: القسم السياسي
* ما صحة ما كتب عن أنك قلت لضيوفك الذين دعوتهم لزواج ابنك ” الماعجبو، مع السلامة” حينما احتجوا على طول خطبة الترابي؟
نعم قلت ذلك.. لقد دعيت أعدادا كبيرة من أصدقائي ورموز الحركة الوطنية على رأسهم الصادق عبد الله عبد الماجد وحسن عبد الله الترابي وعبد الباسط سبدرات، وكان جامع العصمة مكتظا بأهلنا الجعليين العمراب وغيرهم، وبدأنا عقد القران بآيات من القرآن الكريم، قرأها علينا المجاهد الكبير الشيخ دفع الله، وبعد أن تحدث دفع الله لمدة نصف ساعة قام بتسليم المايكروفون لحسن عبد الله الترابي ليقوم بإجراءات عقد الزواج.. وتحدث الدكتور حديث المثقف الواعي والعالم الفذ حول الفرق بين عقد الزواج وعقود المعاملات الأخرى مثل عقد الإيجار وعقود البيع الآنية، واسترسل في محاضرة قيمة لمن يريد الاستماع لكن فجأة وقف أحد الحضور لا أعرف من هو، وأنا شخصيا لا أدعو العامة..

* (مقاطعة) من تقصد بالعامة؟
الزول العامي
* يعني أنك تدعو المشاهير فقط.. لم نفهم قصدك؟
الزول الما بفهم..الرجل العامي أنا لا أناديه أو أدعوه.
* ثم ما الذي حدث؟
وقف أحدهم وأعتقد أنه غير صحيح العقل، أمام الترابي حينما كان يتحدث وقال له يازول اختصر الكلام إحنا ما عندنا زمن.. وكانت ردة فعلي عادية جدا، باعتباري دعيت الترابي كنت مؤدبا جدا وقلت أنا صاحب هذه الدعوة وأنا والد العريس وأنا أتحمل مسئولية الدكتور الترابي كما أني شخصيا أسمح للترابي بالتحدث إلى الصباح، العاجبو ومن يريد أن يتعلم فليستمع وليصبر، عدا ذلك ودعناه الله والرسول ومع السلامة.. بعدها حصل هرج ومرج وأعتقد أنهم مدسوسون، خرجوا وانتهى الاحتفال بإتمام العقد.. هذا ما حدث.
* دفاعك عن الترابي، هل فقط لأنه مجرد شخص مدعو أم لعلاقة وطيدة تربطك به منذ القدم؟
هل في شخص محترم في السودان ليست لديه علاقة وطيدة مع الشيخ حسن الترابي؟ علاقتي مع الترابي بدأت بأمانة حينما قاد شعب السودان في ثورة أكتوبر وأطاح بحكم الفريق إبراهيم عبود، وكنت أحد تلاميذه في جامعة الخرطوم.
* هل لهذا السبب فقط تحب الترابي أم هناك أسبابا أخرى؟
حبي للترابي حب موضوعي.. أحبه لمساهمته في العمل العام وتجرده وأمانته ونزاهته وهو رجل شفاف..
* هل تكن له هذه المشاعر منذ أن عرفته إلى الآن أم أنها تعرضت لهزات في فترة من الفترات؟
إلى الآن هذه المشاعر وإلى أن يرث الله الأرض وما عليها، وهو يبادلني نفس الشعور والاحترام، واعتقلت في الماضي بسببه وعذبت لأكثر من مرة.
* ألا ترى أنه كان يمكن أن تكون أكثر لباقة مع ضيوفك المدعوين، مثلا أن تحاول تصبيرهم بدلا عن طردهم بصورة ناعمة؟
أولا أنا كنت مؤدبا جدا، ولست غازي سليمان المعروف لأهالي أم درمان.. كان بإمكاني أن أكون أفظع من ذلك.. كون أن أقول للناس ودعتكم الله والرسول فهذا منتهى اللباقة والأدب ولا يعكس شخصيتي الحقيقية، كان بإمكاني أن أقول لهم برة يا صعاليك!!..
* لماذا زعل الضيوف من كلامك وخرجوا إذا؟
زعلوا لأنهم صعاليك بحق وحقيقة..
* عفوا أستاذ غازي، ليس جميع من غضب من تصرفك هم بما وصفت.. ألم تتأكد من ذلك؟
لا أعرف.. هذا مكان عام،.. لكني شخصيا لم أرسل دعوة لأشخاص غير محترمين إنما الدعوات كانت للمحترمين فقط.
* ماذا كانت ردة فعلهم؟
عرفت لاحقا أن بعض الصعاليك حينما قلت لهم ما قلت في المسجد، قالوا لي من الخلف أسكت يا شيوعي لكن ردي عليهم أن هذه تهمة لا أنفيها وشرف لا أدعيه.. ويكفي الشيوعيين السودانيين فخرا أن ليس من بينهم فاسد ماليا ولا أخلاقيا.
* هل أنت زعلان من الحكومة؟
هذا سؤال سياسي بحت..
* يبدو أنك لم تدعُ شخصيات بارزة من الحكومة؟
أكثر من كون أن يأتي الرجل المحترم وزير العدل محمد بشارة دوسة، وعبد الباسط سبدرات و مأمون حميدة، تاني عايز منو في الحكومة؟.. ثم أني لا أدعو الحكومة إنما شخصيات احترمها، ولا تهمني الحكومة، ولم أدعُ من دعوت لهذه الصفة، إنما دعيتهم لعلاقتي الشخصية معهم..إذا ناس الحكومة جاءوا مرحبا بهم وإن لم يأتوا فأنا غير محتاج لهم.. قال حكومة قال!! ياتو حكومة دة؟
* هل فعلا حضرت زواج ابنك بعض الشخصيات من الجنوب وقدامى الأصدقاء من الحركة الشعبية؟
هذا الكلام غير صحيح.. من جاء هو صديقي المحترم لام أكول وحرسه..الجنوبيون فاتوا والقاعدين هم ناس أبيي..
* هل طلبت من الترابي أن يقول الخطبة أم أنه تبرع من تلقاء نفسه؟
أنا طلبت أن يتم العقد على يديه.. لأن العقد الذي يتم على يد حسن الترابي عقد مبارك ومسنود ومقبول من الله رب العالمين.
* ما رأيك في الفتوى التي قالها “لماذا لا تكون المرأة حاضرة في المسجد مع الرجال لتشهد عقد قرانها”؟
طبعا.. الترابي لو قال لي منذ وقت مبكر لأحضرت العريس والعروس في المسجد.. أنا طبعا من الناحية الثقافية والفقهية حوار ملتزم في كل ما يقول وهو لا يقول إلا الصحيح..
* لماذا إذا لا تنضم إلى المؤتمر الشعبي؟
المؤتمر الشعبي لا يحتاج إلى غازي سليمان، ويكفي المؤتمر الشعبي أن غازي سليمان دائما تتوافق أفكاره مع زعيمه الشيخ حسن عبد الله الترابي.. أنا لا أنفع في أي حزب سياسي.
* لا ميول سياسية لديك الآن؟
لا على الإطلاق.. لدى ميول لأفكاري فقط
* وإن التقت أفكارك مع حزب معين.. ما المانع؟
لكنها لا تلتقي بنسبة 100%.. إنما فقط في بعض الأشياء.. أفكاري مثلا تلتقي مع المؤتمر الوطني فيما يختص بضرورة هزيمة ما يسمى الجبهة الثورية والموقعين على مذكرة الفجر الكاذب لأنها مذكرة صهيونية تستهدف السودان الشمالي وسلامة أراضيه.. لكني في أشياء أخرى أختلف مع “الوطني” في طريقة إدارة البلاد ومحاربة الفساد.. أشياء كثيرة جدا.
* قلت إنك تؤمن بما يقوله الترابي.. ماذا عن الناحية السياسية؟
أنا قلت من ناحية ثقافية وشرعية أنا حوار من حواري الدكتور حسن عبد الله الترابي.

صحيفة السوداني

Exit mobile version