زيجات أبناء السياسيين .. ألوان طيف خاطفة

في صيف عام 2000 الحارق ونحن جلوس في شارع «المين» بجامعة الخرطوم توجهت انظارنا نحو مجموعة من ابناء السياسيين وهم يشكلون حلقة وحدهم بعيدًا عن ناصبي الشراك من الجنسين الذين يطمعون في القرب من تلك المجموعة التي تمثل معبرًا نحو الصف الاول لمعظم الوجوه السياسية اللامعة في ذلك الوقت الا ان هذه الشراك لم تنجح في الاصطياد لان تلك المجموعة تتعامل بمبدأ «زيتنا في بيتنا» الذي تتبعه مسوغات كثيرة مثل التنشئة والتوجه السياسي والقرب العائلي والتفهم لمتطلبات الوضع.
زيجات أبناء السياسيين في السابق ومنذ العصور الملكية كانت تتم بالترتيب المسبق لها للحفاظ على علاقات حسن الجوار في المنطقة مثل زواج ماري انطوانيت ولويس ملك فرنسا وغيرها من الزيجات القائمة على المصالح الا انها تغيرت كثيرًا بعد ان اصبحت السياسة ساحة يشارك فيها الابناء بكامل رضاهم وقناعاتهم وبالتالي تتلاقى الافكار وتنتهي بالزواج.
واذا رجعنا للرسول عليه الصلاة والسلام كمرجعية في الزواج الذي يضمن ان تكون علاقات المودة والرحمة قائمة فنجد انه تزوج السيدة عائشة ابنة رفيقه الصديق ابو بكر واتبعها بالسيدة حفصة ابنة عمر ابن الخطاب وتزوج صفية ابنة حيي اليهودي فالف قلبها وجعلها من امهات المؤمنين وتزوج السيدة ماريا القبطية ايضًا فوضع الاسس التي تجعل الزواج يرسي قواعد الدولة الاسلامية.
واذا اخذنا الجيل الاول من السياسيين نجد ان زيجات نتجت عن تفاهم ادت الى حدوث خليط من الوان الطيف السياسي لا يفسده كون الزوجة على دين زوجها كما حدث في زواج السيدة وصال المهدي بالدكتور الترابي حيث جمعتهم اسوار الجامعة وانتهى بها الامر وهي ابنة حزب الامة الى البقاء بجانب زوجها في الحركة الاسلامية.
ولحق به ايضًا السيد علي عثمان النائب الاول لرئيس الجمهورية بزواجه بالشيخة فاطمة وهي ايضًا من حوش الأمة.
وداخل حزب الامة ايضًا زيجات بين الانصار انفسهم مثل رباح الصادق وعبد الرحمن الغالي والصادق نفسه تزوج حفية واتبعها بالسيدة سارة السياسية اللامعة ويظل ابنه مستشار السيد رئيس الجمهورية عبد الرحمن الاعزب الذي تنتظره الاضواء السياسية لان زواجه بالتاكيد سيكون له ابعاد اخرى وايضًا وهناك السيدة فاطمة المهدي وهي متزوجة من الدكتور التهامي وهو ايضًا من حزب الأمة.
وفي اطار زيجات الجيل الثاني تزوج المرحوم اسماعيل ابن ابراهيم احمد عمر الذي رحل أواخر التسعينيات بابنة شريف التهامي الوزير المايوي وزوج فاطمة المهدي اي زيجة اسلامية مع حزب امة ايضًا.
ويبدو ان المراغنة يعتمدون نظام سياسة «زيتنا في بيتنا» بقوة حيث تزوج ابنا السيد محمد عثمان بقريبتيهما من الدرجة الاولى حيث عقد قران علي محمد عثمان الميرغني و جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني على كريمة خال الاول محمد سر الختم الميرغني وعم الثاني محمد سر الختم الميرغني في يوم واحد.
وبالنسبة لابناء الحركة الاسلامية فقد نشطت بشدة الزيجات بين ابنائهم الذين جمعهم انتماء موحد وغالبًا مقاعد دراسة مشتركة واحيانًا ود اسري كما حدث بزواج مصعب ابن الشهيد الزبير وكريمة د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية والذي اعاد الكرة مجددًا بزواج ابنه محمد بكريمة والي الجزيرة الزبير طه.
واحيانًا يكون زواج ابناء السياسيين بنشطاء من الحركة غير معروفين كما حدث مع كريمات شيخ علي عثمان من اسلاميين ناشطين وكذلك بنات د.الترابي من اسلاميين شعبيين يعملون في مهن مختلفة مع انتمائهم للحركة وايضًا كريمة غازي صلاح الدين التي ارتبطت بشاب درس معها في جامعة الخرطوم ينتمي للحركة الإسلامية.
القائمة تطول وقطعًا لن تتوقف طالما هناك اجيال تحمل نفس افكار الحوش الذي تتزوج منه والجميل انها زيجات ناجحة ومستقرة عبر الأجيال.

كتبت: ساره شرف الدين
صحيفة الانتباهة

Exit mobile version