وقد هندس مجلس البرير هذا التغيير وفي باله حلم الاهلة الكبير .. ولا يخفى على الجميع الصعاب الجمة التي واجهها المجلس وهو يبحر في أمواج متلاطمة من الاحتجاجات والاعتصامات والمكايدات ومحاولات سلب الشرعية ونعلم جيداً بان
الطرفين يجمعهما حب الهلال الكيان فليس هناك منتصر وخاسر وذلك اذا وضعنا الامور بالمقاييس العقلانية التي تكلل المعني قدما بمسيرة الهلال الى آفاق التميز والابداع .. اليس الهلال هو بطل اقوى دوري افريقي حسب تصنيف الفيفا طالما ان الامور قد انتهت الى ما آلت اليه وكل شئ كان في سبيل الهلال وحتى اختلاف الاراء ووجهات النظر دليل حيوية وديناميكية المجتمع الهلالي وقدرته في الحفاظ على هيبة وقوة الهلال .. كل هذه النتائج والمسلمات توجب على كل الهلالاب الانضمام الى الجهود التي بذلها ويبذلها المجلس من اجل توفير الاستقرار داخل الاسرة الهلالية الواحدة المتضامنة وخلق الأجواء المتصالحة التي من شأنها المساعدة في تحقيق الانتصارات والانجازات هذا العام ان شاء الله فالمجلس تبقت له فقط مصالحة جماهيره وتنظيم الروابط والالتراس واشراكها في المبادرات والبرامج المختلفة ودعمها وربطها بالنادي فهي القوة الضاربة الحقيقية للهلال فعظمته من عظمة جماهيره وما زلت اردد اقتراحي بلقاء مكاشفة بين مجلس الادارة وجماهيره الممانعة والغاضبة والمعارضة يمكن ان يعد له بعناية حتى يخرج الهواء الساخن وحتى تهدأ النفوس بكل هدوء وعقلانية والأمر في تقديري ممكن جداً طالما ان محور الخلاف او النزاع هو الهلال وهو حبيب جميع الاطراف فلابد من الالتقاء في نقطة وفي النهاية يحسب الأمر كبادرة حضارية شجاعة ستقود الى تصفية الاجواء فتمتلئ المدرجات ويعود هدير »سيد البلد« يهز الارض تحت اقدام المنافسين كأيام الاهلي المصري ونسراوا واسيك العاجي والترجي والنجم التونسيين.
ان هلاليتي القديمة هي التي جعلتني ادرك كيف ان جماهير الهلال تتعلق دوماً بنجومها وتربط نفسها بهم بعلاقات قوية ولصيقة وكأنها تمتلك تلك النجوم »وما قصة البرنس ببعيد« هذا في حالة النجوم الوطنيين اما وأخيرا فقد جاء الاحتراف فقد تخف من عبادة النجوم الى حب الفريق .. هناك خمس درر افريقية ستكون ضمن اساسيي سيد البلد هذا العام .. سانيه ، سنكارا ، سيدي بيه ، تراوري ، اكانقا وهم اضافة مشهود لها بالتميز فاذا حالف الحظ المدرب الفرنسي غارزيتو في صهرهم ودمجهم بشكل يفيد الفريق مع مجموعته الشابة من الوطنيين المعز ، جمعة ، مساوي ، بوي ، فداسي ، كايا ، سامي ، بشه ، عمر بخيت ، مهند ، نزار ، كاريكا ، بكري ، خليفة ، عبده جابر وصالح الامين .. اذا تخلى المدرب عن المسائل التي تسلبه التركيز ، وقلل من تصريحاته الصحفية غير المناسبة .. واذا حدد اهدافه كاملة وبكل دقة خاصة وانه متعاقد لعام واحد يمكنه ان يحقق ما نرجوه وترجاه جماهير الازرق باذن الله .. وللاعلام الهلالي بكل صنوفه واجنحته وهم الذين يعشقون الهلال فكرة وكيانا ولكنهم كل بطريقته وهذا امر جيد .. ولكن في تقديري ان المغالاة في العداوة والفجور في الخصومة تحت مظلة الهلال امر مستغرب لأن في ذلك تدميرا وتخذيلا للكيان .. فالاختلاف على النهج او الاشخاص او السياسات لا يبرر التعدي والتجني والتركيز على النواقص والسوالب وترك الايجابيات والنجاحات ويقف الفوز بالممتاز دون هزيمة رغم كل شئ والتماسك .. واعادة بناء الفريق والاجانب والجهاز الفني واستكمال شرعية المجلس والانجاز الاعلامي الكبير القادم ان شاء الله.
كيف يكون قلمي هلاليا وهو يسعى بين السطور للنيل من قيادة وادارة الهلال .. كيف يناصب قلمي العداء اولئك الذين تصدوا للقيادة وهم يضحون بوقتهم ومالهم وسمعتهم من اجل الهلال الذي يحبونه كما نحبه نحن ولكنهم يحبونه بطريقتهم وهم اكثر حبا للهلال منا لانهم عبروا عن عشقهم وحبهم بشكل فاعل وفادح ومكلف واكثر عملية .. لا اجامل هنا مجلس البرير وسوف اعارض وانتقد اي اتجاه ديكتاتوري لمجلسه ان فعل ولكن هل يعقل ما نقرأه في الصحف الهلالية من نقد يومي مستمر للمجلس ورئيسه بما لا يعبر ولا يفيد في دعم مسيرة الفريق والكيان .. الا يوجد للرجل ومجلسه انجاز واحد!! لماذا تتعمد الصحف الهلالية المعارضة تجنب الحديث عن الايجابيات ولو كانت قليلة بدلاً من الهجوم اليومي الراتب .. بماذا يفيد ذلك القارئ الهلالي .. وماذا يفيد ذلك الصحفي تخذيل الجماهير عن الالتفاف حول فريقها ومجلسها اذا كان حقاً ينتمي للهلال.. هل يعقل اذا افترضنا ان تدعوني عداوتي للبرير ان ألحق الاذي بالهلال هذا هو السؤال المحوري في تلك الحرب الراتبة اليومية على مانشيتات بعض الصحف الزرقاء .. وتأتي خطورتها في انها لا تلحق الاذى بالمجلس ورئيسه بل تضر كثيرا بالفريق وتحرمه التركيز وصفاء الاجواء لانجاز موسم متميز نعول عليه كثيرا او تنتظره الجماهير باشواق السنين.
لماذا نعتدي على انفسنا بالحاق الضرر بالكيان من خلال التحريض السلبي وسط الجماهير الهلالية بما يعرقل مسيرة الفريق لماذا نتناول الموضوعات الصغيرة التي ضررها اكثر من نفعها .. لماذا نؤجج الفتنة ولا نصب عليها الماء .. لماذا نتناول القضايا الشخصية التي لا تفيد القارئ .. لماذا لا نستبدل تلك العبارات الجافة والقاسية في عناوين صحفنا وموضوعاتنا؟! اليس من واجبنا الصحفي الارتقاء بفكر وذوق القارئ .. لماذا نستخدم عبارات مثل »يسحق ، يدمر ، يكمن ، يتربص ، يلقنه درسا ، يتصدى ، يستدرج« وغيرها من العبارات التي لم نكن نطالعها في الصفحات الرياضية على عهود عمر عبد التام ، ادهم علي ، حسن عز الدين ،محمود شمس الدين ، حسن مختار ، مبارك خوجلي ، عوض ابشر ، اوشي ، الحبو ، ابوشنب ، احمد محمد الحسن ، مأمون الطاهر ، كمال حامد ، عمر علي حسن ، القبطان وغيرهم من ذلك الجيل فهذا الجيل فعلا غير محظوظ رياضياً ايضاً..
اني اعول كثيرا وارجو من الاخوة الصحفيين الهلاليين ان يجعلوا من هذا الموسم الجديد »نيو لوك« لموضوعاتهم وشحنها بالموضوعية والصدق في خدمة الهلال الكيان وذلك بمتابعة ومراقبة الأداء في مؤسسة الهلال الكبرى باستحسان الجميل ورفض القبيح والعمل على تحريض الجماهير للوقوف خلف مجلسها وفريقها ومساعدة الفريق بملاحقة نجومها من ناحية الاداء والتطوير وليس المسائل الشخصية والاشاعات .. لقد عارضت وبشدة ابعاد القائد وكتبت عدة مقالات هنا في صحيفة قوون ناديت بعدم التصعيد والتهدئة والتعقل ولم الشمل واحسب نفسي قريبا من الاخ الامين البرير ولكن هناك امرين .. الامر الاول فقد طرحت آرائي ومقالاتي بشكل هادئ وموضوعي وضربت الامثال والامر الثاني فقد عدت جنديا في خدمة الهلال بمجرد ان انتهت الأمور الى ما انتهت اليه واقف الآن وبكل قوة مع الهلال ومجلسه ورئيسه لان مسيرة الهلال ماضية وقد انطلقت معها منذ اكثر من خمسة واربعين عاما وستمضي مسيرة الابداع الازرق بكل قوة وجمال ان شاء الله.
صحيفة قوون