الهندي عز الدين : ماذا ينتظرون أن يحدث في شهر “مارس”؟!!

[JUSTIFY]{ الخبر الذي تم تسريبه إلى صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية، حول اتفاق بيع نفط (الجنوب) إلى دولة الكيان الصهيوني، مجرد (فبركات) ومحاولة للضغط على حكومة السودان لاستعجال تطبيق اتفاق النفط بين الخرطوم وجوبا، وإلاّ فكيف تستطيع “تل أبيب” تصدير النفط (الجنوبي) دون حاجة إلى استخدام خطوط (الأنابيب) إلى بورتسودان، أو تلك التي يمكن إنشاؤها خلال “ثلاث سنوات” إلى ميناء “ممبسا” الكيني؟!

{ أما ما قال به (عواجيز) مجلس الشيوخ الأمريكي، الذين زاروا الجنوب قبل أيام ونصحوا حكومته بنقل النفط عبر الشاحنات إلى “إثيوبيا”، فهو محض (خيال)، وعملية عسيرة للغاية، بل مستحيلة، فما لا يعرفه السادة (السناتورات) أن غالبية نفط الجنوب، خاصة المنتج في حقل (فلوج) بأعالي النيل، يحتاج باستمرار إلى (تسخين) داخل الأنابيب، لاحتوائه على كمية عالية من المواد (الشمعية)، وهذا يعني أن البترول (سيتجمد) داخل الشاحنات في الطريق الشاق والطويل من الجنوب إلى إثيوبيا، ومنها إلى موانئ “جيبوتي” قُبالة (خليج عدن)!!

{ لا شك أن هناك تعاوناً (استراتيجياً) عميقاً وقديماً بين الجنوب وإسرائيل، ممتد من زمن “أنانيا (1)” وتمرد اللواء “جوزيف لاقو” في ستينيات القرن المنصرم، ثم تجدد بقوة في حقبة تمرد “الحركة الشعبية” بقيادة الراحل “جون قرنق دي مبيور”، وتوثق (رسمياً) و(دبلوماسياً) في عهد الفريق “سلفاكير ميارديت”، بعد انفصال جنوب السودان وإعلانه دولة مستقلة ذات سيادة!!

{ لكن هذا (التعاون الإستراتيجي) مع إسرائيل لن يفلح في تصدير نفط الجنوب، على الأقل خلال الأشهر القادمة من هذا العام (2013)، ولهذا فإن قيادة الجنوب مطالبة بإنهاء الخلافات مع السودان، وتجاوز العقبات، وصولاً إلى قرار ضخ النفط في أنابيب (الشمال) باتجاه بورتسودان، وفي ذلك مصلحة للشعبين وللحكومتين بعيداً عن المزايدات.

{ إسرائيل خدعت أمريكا كثيراً، وضحكت على دول وأنظمة (عربية) عديدة، فلن يعجزها رغم تقديرها لمصالحها (العميقة) في الجنوب – التي لن تكون بأية حال أعمق من مصالحها في أمريكا – لن يعجزها أن تخدع وزير نفط الجنوب السيد “ستيفن داو” أو تغريه بالمال وأشياء أخرى، ليكون قراره وقرار حكومته قبل جولة المفاوضات الأخيرة أن (دولة الجنوب غير مستعدة لضخ النفط قبل حلول شهر مارس)!!

{ ماذا ينتظرون أن يحدث في شهر “مارس”؟!!

{ ربما تكون مجرد (وصية إسرائيلية)، ولكن لا شيء في الأفق يشي بحدث ذي قيمة في “مارس” الذي لا يحمل سوى (الغبار) لخرطوم (الكتاحة)!!

{ مزيداً من (الغُبار) في “الخرطوم” ومزيداً من (الغباء) في “جوبا”!!

[/JUSTIFY]

صحيفة المجهر السياسي

Exit mobile version