لا حـبـذا أنــت يـا أمـدرمـان مـن بــلـد .. أمـطـرتـي نـكـداً لا جـادك الــمـطـر
من صحن مسجدها حتى مـشارفها .. حط الخمول بها و إستحكم الضجر
من محن المدينة العتيقة ، أن طالبة جامعية رفضت شاباً وسيماً واثق الخطوة يمشي ملكاً ، ظاهر الحسن شديد الكبرياء . لسبب غاية في البساطة كما قالت ( لأني بحب أبوهو شديد ) ، ولم يخيب الأب ظنها ، فتزوج بها من فوه دون أن يرمش له ” حب ” .
وقال شهود أن علاقة جيرة توطدت بين أسرة الفتاة والشاب ، ما جعل التزاور متاحاً ، أو كما قال أهل البدية ( سلام بلا غرض ، وطيبين بلا مرض ) .
إستغلت الطالبة الجامعية هذا التداخل العفوي لنصب شراك الغرام لرب الأسرة قبل أن يفسده الإبن بفيضانه العاطفي مدفوعاً من والدته التي رأت في الطالبة مشروعاً مستثمراً كزوجة لإبنها ، وعلى التو ، تحرك وفد المقدمة صباح الجمعة لطلب يد الطالبة ، التي وافقت أسرتها دون تحفظ ، لكن الطالبة وسط دهشة الجميع ، طلبت من والد العريس أن تخبره برأيها على إنفراد ، وبصراحة تحسد عليها ، قالت له ( ولله انا ما بحب ولدك ، أنا بحبك إنت دا ) !! .
ذهل الرجل من هول المفاجأة ، وسحب وفده بهدوء ، ثم عاد مجدداً رفقة وفد آخر ليطلب يدها ، على أن تكتمل مراسم الزفاف في غضون الأيام المقبلة .
صحيفة حكايات