والحوار مع «الأساطير» ليس متاحاً في العادة، وهو محفوف بالمحاولة و«خيبة الأمل» في مرات كثيرة، ركضنا فيها خلفه، واستنفدنا كل السبل سعياً إلى المجد بالجلوس في صحبته دقائق طالت أو قصرت، لكنه في كل مرة كان يعتذر أو يعتذر وكيل أعماله، مكتفياً بالجلوس في الفيلا الرابضة على شاطئ الجميرا، يحاور نفسه، ويراها الأحق بأن تجالسه كل هذا الوقت.
أخيراً، وافق مارادونا.. ربما احترم فينا الإصرار وعدم اليأس.. ربما أدرك أنه آن الأوان ليقول كل شيء.. ربما احتاج أحداً آخر غير نفسه ليتحدث إليه، أو ربما هو «الأبيض» الذي دفع مارادونا ليقفز خارج أسوار «الأساطير» ويغادر برجه العاجي لبعض الوقت، كي يتحدث طوال ساعة كنا ضيوفاً عليه في مملكته الخاصة، ليطل عبر «الاتحاد» على الجماهير العربية في أول حوار مطول، قال فيه كل شيء، وفتح صدره لكل التساؤلات.
عن الإمارات
تحدث مارادونا عن الإمارات وعن كأس الخليج وعن المنتخب وعن بيليه وميسي والفيفا.. مرات كان يبدو هادئاً، ومرات يطلق سهام النقد النارية، تبعاً لمحطات الحوار وحالة المد والجزر، لكنه أبداً لم يتخل عن «أسطورته» التي كانت حاضرة طوال اللقاء، الذي يأتيكم حصرياً، عبر «الاتحاد»، فإلى تفاصيله.
كان طبيعياً أن نبدأ من كأس الخليج، ومن البطولة نفسها، وكيف يراها ويقيّمها، والغريب أنه فوجئ بعدم الاعتراف بها من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، وعندما علم بذلك، قال: الجميع يعلم رأيي في الاتحاد الدولي للعبة، وأنا واثق بأنه عندما يذهب بلاتر ويأتي بلاتيني في خلافته، من الممكن في هذه الحالة أن يتم الاعتراف بالبطولة الخليجية، ووضعها ضمن روزنامة «الفيفا». ومن جانبي، أرى أنها بطولة إقليمية جيدة للغاية، والأهم فيها هو حب كرة القدم ورغبة لاعبي هذه المنطقة في إظهار مواهبهم من خلال بطولة تشاهدها قاعدة عريضة من جماهير المنطقة، والتي أرى أنها تعشق كرة القدم، وهناك ظهور جيد لفرق عديدة في المنافسة الخليجية، وما دام الأمر كذلك، وما دام الشغف قائماً، والبطولة تصنع هذه الحالة في المنطقة، فلا يهم أن يعترف بها «الفيفا» أو لا.. المهم أنها تفعل ما تفعله، وأنها ظلت طوال كل هذه السنوات. …
وتمنى الأسطورة مارادونا والذي يعمل حالياً سفيراً شرفياً للرياضة في دبي أن يعود منتخبنا «الأبيض» متوجاً بلقب البطولة من البحرين لإسعاد الجماهير الإماراتية بلقب مهم في المنطقة.
تأثر بالغ
وأبدى مارادونا تأثره البالغ بدموع إسماعيل مطر عقب التأهل للمباراة النهائية، كما أنه وصف عمر عبدالرحمن بالموهبة الجميلة، وقال عن أحمد خليل إنه مهاجم رائع، وهنأ مهدي علي مدرب منتخبنا على ما يقدمه من مستوى رائع في التدريب، واصفاً إياه بـ«المهندس» الذي تمكن من صنع مجموعة ممتازة وبناء منتخب سيكون له شأن كبير في السنوات المقبلة إذا تمت المحافظة عليه وتطويره ليذهب بطموحات كرة الإمارات إلى ما هو أبعد من ذلك.
وخلال الحوار، كشف مارادونا عن أسرار متنوعة فيما يخص العلاقة الشائكة بينه وبين السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، كما قام بشرح أسباب حالة العداء الظاهرة أمام العالم مع البرازيلي بيليه، مؤكداً أنه ليست له عداوة مع أحد، لكن الطرف الآخر هو من يضمر ذلك.
كما وجه انتقادات لاذعة لرئيس الاتحاد الأرجنتيني لكرة القدم خوليو جراندونا، الذي يشغل في الوقت نفسه منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي، مطالباً إياه بالرحيل من منصبه؛ لأنه أفسد الكرة في الأرجنتين.
وإلى تفصيل ما قال، فقد أعرب مارادونا عن سعادته الكبيرة بما يقدمه «الأبيض» من مستوى متميز في كأس الخليج، قائلاً: لقد استمتعنا بما يقدمه اللاعبون من أداء راقٍ للغاية في كل المباريات، ومشاعري كانت جياشة للغاية وأنا أشاهد هؤلاء اللاعبين في المباراة الأخيرة التي تفوقوا فيها على الكويت في نصف النهائي بهدف في وقت صعب، وهذا التفوق مستحق في ظل المعطيات التي سارت عليها المباراة، حيث سنحت أكثر من فرصة خاصة في الشوط الأول.
انضباط كبير
وأضاف مارادونا: يتميز المنتخب الإماراتي بحالة انضباط كبيرة في أرض الملعب والتزام كامل بما يريده المدرب مهدي علي طوال المباراة، وأهم دوافع هذا الالتزام من اللاعبين أن الفريق بالفعل يرغب في صناعة وتقديم شيء جميل للكرة الإماراتية، وهذا الجيل من اللاعبين سيكون قادراً على إظهار الكرة الإماراتية على أفضل ما يكون في المحافل التي يشارك فيها.
وبرر النجم الأرجنتيني الكبير ذلك بقوله: أشعر بأن هؤلاء اللاعبين لديهم رغبة كبيرة في التتويج بالألقاب من خلال الالتزام الكامل في الملعب، والشكل المتناسق في المباريات التي يلعبونها، وهو ما لاحظته عليهم، فهم يختلفون كثيراً عن المنتخب السابق في وجوه عديدة، وبينهم العديد من المواهب الكروية التي سيكون لها بريقها في السنوات المقبلة، وأشعر برغبة هذا الجيل صاحب الأعمار السنية المتقاربة في البحث عن لقب البطولة، وهو ما أتمناه شخصياً، وسيكون ذلك لو تحقق أكبر حافز لهم في السنوات المقبلة، حيث ستمنحهم البطولة ثقة كبيرة سوف تقفز بهم كثيراً إلى الأمام.
أضاف: ثقة اللاعبين التي شاهدتها في مبارياتهم الماضية، أتمنى أن تستمر معهم في مباراة اليوم ضد المنتخب العراقي، وقال: تحركات اللاعبين وتمريراتهم داخل الملعب والجماعية التي يؤدون بها المباريات تدفعني كثيراً إلى التفاؤل بمستقبل هذا الجيل وبفكرهم الراقي في الملعب، وأتمنى منهم اليوم الاستمرار في الالتزام الكامل بما يريده المدرب منهم، وأن يحافظوا على المكتسبات التي تحققت خلال هذه البطولة.
خط الوسط
ونوه مارادونا بنقطة أخرى قائلاً: خط وسط المنتخب هو الأكثر تميزاً، حيث أرى أنه الدينامو الذي يحرك الفريق، لوجود أكثر من عنصر يستطيع السيطرة على منطقة المناورات المهمة، وهو خط منضبط تماماً، وكرة القدم العالمية حالياً تعتمد على الالتزام الخططي.
سألت مارادونا عن أبرز العناصر التي يراها في المنتخب، فرد قائلاً: عناصر الفريق المتميزة كثيرة ومتنوعة، وأذكر منهم عمر عبدالرحمن الموهوب الذي نستمتع بما يقدمه من لمسات في أرض الملعب، فهو يمتلك شخصية في الملعب، ويستطيع تحريك الفريق في الوقت الذي يرغب فيه، وأطلب منه المحافظة على ما يقدمه، وأن يبحث عن الإجادة أكثر من ذلك نظراً لإمكاناته العالية، كما أن المهاجم الأسمر أحمد خليل لديه عزيمة قوية وإصرار على أن يسجل في المباريات، وهذه العزيمة تصاحبها مهارة جيدة تستطيع التعامل مع الكرة بشكل إيجابي وفعال أمام مرمى الخصم.
مستوى متزن
وأكد أن مصدر سعادته ليس فقط لمجرد التأهل للنهائي وإنما لأن مستوى المنتخب الإماراتي متزن للغاية، وقال: ترتفع وتيرة أداء الفريق من مباراة لأخرى، وتشكيلة المنتخب التي شاهدتها في كل المباريات مناسبة تماماً وتؤدي دورها بشكل رائع في أرض الملعب، وما يسعدني أكثر، حالة الفرح والسعادة التي يضفيها هذا الفريق على الشارع الكروي الإماراتي الذي أرى أنه يستحق هذه الفرحة، ومن خلال هؤلاء اللاعبين وهذا الجيل، فإنه من حق جماهير اللعبة أن تستمع.
أضاف: سعدت بما شاهدته في البطولة من مستويات خليجية، خاصة المنتخب العراقي الذي استحق هو الآخر التأهل للمباراة النهائية لما قدمه من جهد كبير طوال مبارياته السابقة، أوتوقع أن تكون المباراة النهائية قوية ومثيرة للغاية بين فريقين هما الأفضل من وجهة نظري، ويستحقان الوصول للمباراة إلى هذه المحطة من البطولة.
وجاء الحديث عن العراق فرصة مناسبة لنسأله عن حقيقة العرض العراقي الذي تلقاه لتدريب «أسود الرافدين»، فرد مارادونا، قائلاً: لم يصل إلي أي شيء رسمي، ثم إن البرزيلي زيكو لم يحصل على وقته الكافي، أضف إلى ذلك أن لي عملي في دبي، وأنا بالنسبة لي يصعب استبدال دبي بأي مكان آخر في العالم، وفي كل الأحوال أنا جاهز للتدريب في أي وقت ومكان؛ لأن كرة القدم هي عشقي الدائم.
وفيما يخص الهولندي فرانك ريكارد وفشله مع المنتخب السعودي، قال الأسطورة مارادونا: أعرف ريكارد جيداً، وهو من المدربين أصحاب الكفاءات العالية، ويحب عمله كثيراً، ولكن ليس معنى أنه فشل مع المنتخب السعودي أنه مدرب ضعيف، بل كل المدربين ربما يكونون معرضين للوقوع فيما وقع فيه ريكارد، وربما عندما يذهب ريكارد إلى فريق آخر يتألق ويبدع، وهكذا كرة القدم، ولكن ثقتي في ريكارد وكفاءته كبيرة.
وحول عدم دفع عدد من مدربي الأندية بلاعبي المنتخب الأولمبي الذين يسطرون مع الفريق الأول أفضل الملاحم حالياً أثناء المباريات المحلية، قال مارادونا: هذه النقطة ترجع في المقام الأساسي لمدرب النادي، وهو الأجدر بمعرفة العناصر التي تفيده في المباريات من عدمها ولا يمكن لأي مدرب أن يفرط في لاعب أو عنصر من الممكن أن يجعله يكسب في المباريات، ومن الطبيعي أن تكون هناك قناعة كاملة من المدرب بالتشكيلة التي يبدأ بها مبارياته، ثم إن الفريق هو مسؤولية المدرب وليس الإداريين أو الإعلاميين، ومن الطبيعي أن يتم إعطاء مساحة الحرية كاملة أمام المدير الفني لاختيار العناصر التي يلعب بها؛ لأنه هو المسؤول الأول والأخير عن الفريق.
بنجامين «عيوني»
دبي (الاتحاد) – يخفق قلب مارادونا عندما يتم ذكر اسم حفيده بنجامين، فما أن ذكرت اسمه في السؤال باللغة العربية، ونقله المترجم إلى الإسبانية، بدا الأسطورة وكأنه ينتظر السؤال بلهفة شديدة، وعلى الفور قال: بنجامين هو عيوني التي أرى بها، والله قد أخذ والدتي بوفاتها منذ فترة لكنه منحني بنجامين الذي يخفف عني الكثير من الآلام، وأحرص يومياً على مشاهدته، وهو نعمة كبيرة من الله.
الأسطورة يصر على وجود ناصر عبيد
دبي(الاتحاد) – تعودنا في مجال كرة القدم أن يصر مدرب على وجود مدرب مساعد له في المهنة لكي يلازمه في كل مكان، لكن الوضع مختلف مع مارادونا، حيث طلب أن يتواجد معه بعد الانتقال لعمله الجديد سفيرا شرفيا للرياضة بدبي، ناصر عبيد خليفة والذي يعتبر المساعد الشخصي للأسطورة الأرجنتيني، وسبق لناصر أن عمل مع مارادونا عندما قدم لتدريب الوصل، وبعد أن أنهى الوصل تعاقد مارادونا وانتقل لمجلس دبي، أصر الأخير على وجود ناصر عبيد مساعداً له، ويتولى ناصر تنسيق الكثير من الأمور الإعلامية والإدارية الخاصة به.
وأعرب ناصر عبيد عن سعادته الكبيرة بحرص مارادونا على وجوده معه، وقال: هذا يؤكد بالفعل أننا كمواطنين نجحنا في مهمتنا، وأعتقد أن العمل معه أكبر مكسب في حياتي، مشيراً إلى أن التعامل مع الأسطورة له طابعه الخاص.
وقال: خلال الأيام التي عملت بها وما زلت مع هذا النجم الكبير، زاد حبي له، نظرا لحبه الجارف لنا ولدبي ورغبته في أن يظل بيننا طوال عمره.
مرض مارادونا جعله يغير مكان الحوار
دبي (الاتحاد) – كان متفق على أن نجلس مع الأسطورة لإجراء هذا الحوار في نادي الجولف بدبي، حيث يحرص الأسطورة على ممارسة تلك اللعبة والتدريب عليها هناك، غير أنه بسبب مرضه المفاجئ، طلب الأسطورة أن نجلس معاً في منزله بالجميرا، ووقتها قلت «سبحان الله» رب ضارة نافعة، حيث إن الجلوس معه في بيته أفضل بكثير من الوجود بالنادي حتى تكون الحرية في الكلام أفضل وأكثر، بدلاً من أن ينفد الوقت في التوقيع للمعجبين والمعجبات.
بيليه إنسان يعيش على «الحسد»
دبي(الاتحاد) – قلت لمارادونا: ما هو سر العداء مع بيليه، فرد ضاحكاً: أنا لست على عداء مع أحد، ولكن بيليه إنسان يعيش على الحسد، وأنا إنسان أعيش مع أصحابي وأحبهم، وبيليه يميل ويفضل الإداريين، وأنا أفضل الكرة واللاعبين وملعب الكرة بشكل عام، وهناك اختلافات كثيرة بيننا لكنني بشكل عام ليست هناك عداوة شخصية، ولو كانت هناك عداوة شخصية مثلاً بيني وبين بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لما ذهبت إلى في جائزة الإبداع الرياضي منذ أيام في دبي وصافحته أمام الجميع.
حزين لإقالة ألميدا من ريفر بليت
دبي (الاتحاد) – قال مارادونا: شعرت بالحزن بعد قرار الاستغناء عن مدرب فريق ريفر بليت الأرجنتيني ماتياس ألميدا وتعيين مدرب آخر، وهو رامون دياز، حيث أرى أن ألميدا لا يستحق هذه المعاملة نظراً لأخلاقه العالية.
وعندما سألته عن رأيه في اتهام مواطنه الأرجنتيني كلاوديو بورجي مدرب منتخب تشيلي الصحافة التشيلية بالتآمر عليه من أجل الإطاحة به من منصبه، وأنه استخدم لهجة عنيفة لصد هجوم الصحفيين ووصفهم بـ«الكلاب»، رد مارادونا، قائلاً: كلاوديو له مطلق الحرية في التعبير عن رأيه طالما أنه يقوله من خلال ردة فعل ودون تفكير أوتدبير مسبق، وهذا طبع موجود في كثير من المدربين الأرجنتينيين؛ لأنهم يقولون
ما يفكرون فيه مباشرة.
الكرة الأرجنتينية فقدت «هيبتها» بسبب الفساد
دبي(الاتحاد) – وجه مارادونا رسالة حب وتقدير للإعلام الإماراتي من خلال جريدة «الاتحاد»، قائلاً: لقد أظهر الإعلام الإماراتي الاحترام والرقي الكبيرين في التعامل معي منذ وصولي للمرة الأولى وحتى الآن، ولابد أن أشكركم على ما قدمتموه لي من احترام متبادل في التعامل.
وفي المقابل، انتقل مارادونا للتحدث عن الإعلام الأرجنتيني، قائلاً: هناك.. من الممكن لأي شخص أن يقول أي شيء سواء بعلم أو دون علم؛ ولذلك فإن مشكلات الكرة والرياضة الأرجنتينية كثيرة ومتنوعة؛ ولذلك أيضاً فقدت كرة القدم الأرجنتينية هيبتها بسبب الفساد الذي تعيشه.
الوصل سار على عكس ما طلبت وأقالوني على «تويتر»
دبي (الاتحاد) – عندما تطرقت مع الأسطورة إلى نادي الوصل وما يعانيه في الوقت الراهن، شعرت بالألم الكبير في نفس مارادونا، وخرجت كلماته في البداية بنبرة هادئة، لكنها حزينة، حيث قال: لا أرى مباريات الوصل، فقد عانيت عدم احترام النادي لي بقرار الإقالة الذي علمت به من خلال «تويتر».
أضاف: كنت أرغب بالفعل في تطوير مستوى الفريق، وتقدمت بتقرير به كل المتطلبات الخاصة بالفريق خلال الموسم الجديد، سواء من حيث التعاقدات الجديدة للاعبين أو بعض الأفكار المستقبلية من أجل التطوير، وفوجئت بقرار الإقالة الذي آلمني كثيراً، وشعرت بالمرارة وقتها لهذا التعامل، وما قلته في التقرير ساروا عكسه تماماً، وكانت هناك الكثير من الخطط التطويرية التي كانت كفيلة بجعل الفريق ينافس في السنوات المقبلة، وأتمنى لهم التوفيق مستقبلاً.
الأسطورة: جراندونا يجب أن يرحل
دبي (الاتحاد) – ما أن يسمع مارادونا سؤالاً عن وطنه الأرجنتين حتى ينتبه جيداً للسؤال، وعندما قلت له إن منتخب الأرجنتين تحت 20 مهدد بالابتعاد والخروج من بطولة أميركا الجنوبية، رد مارادونا قائلاً: ما يحدث لهذا المنتخب والكرة الأرجنتينية بشكل عام «مصيبة» وعلى رئيس الاتحاد جراندونا أن يرحل سريعاً، ويترك منصبه لشخص يحاول علاج الأخطاء التي ارتكبها. وقال: الأشخاص الذين يعملون بالاتحاد الأرجنتيني هدفهم الأول والأخير هو جمع المال، ولا ينظرون إلى مصلحة الوطن أو المنتخبات المختلفة الموجودة في المراحل السنية كافة، وبالتالي فإننا لن نتألق أو نظهر في هذه الفئة العمرية.
أضاف: جراندونا وضع ابنه بالمنتخب، ولو كنت موجوداً في تدريب المنتخب، لقلت له من الأفضل أن تذهب لكي تجلس في بيتك، ولا علاقة لك بكرة القدم.
يريد أن يقضي بقية حياته في دبي
مارادونا: أشعر بأنني واحد من هذا الشعب
دبي (الاتحاد) – عندما سألت مارادونا عن حياته في الإمارات عامة ودبي تحديداً، رد قائلاً: أتمنى أن أعيش بقية حياتي في دبي، حيث وجدت في هذا البلد كل شيء جميل سواء التعامل بين الناس والنظام والحياة، كما أن شعبها يتميز بالطيبة والحب ولا توجد أي منغصات تستطيع أن تعكر صفو الحياة، وكل شخص له دوره وعمله في الحياة. أضاف: ارتباطي بالشعب الإماراتي وثيق جداً، وذلك للمعاملة الجيدة التي ألقاها، وهو ما يجعلني أشعر بالفعل بأنني واحد من هذا الشعب.
تمنى عودة «حرب الشمال والجنوب»
نابولي في دمي وعشقي له لن يزول
دبي (الاتحاد) – عندما ذكرت للأسطورة اسم نابولي، ظل لفترة قصيرة يسترجع شريط ذكرياته الجميلة في هذه المدينة الإيطالية وكأنه يرغب في أن يقول للزمان «ارجع يا زمان». وعن نابولي، قال الأسطورة: عشقي لهذا النادي لن يزول، فأنا أشعر بأنه في دمي، حيث كانت لي هناك أيام ممتعة وجميلة، فقد فعلت وقتها الكثير مع نابولي، حيث كانت الحرب الكروية وحروب أخرى نفسية بين الشمال والجنوب، ولكنها انتهت منذ سنوات طويلة ولكنني أتمناها أن تعود مجدداً حتى ترتفع وتيرة الحماس في لعبة كرة القدم.
وقال: مع نابولي، قدمنا كرة ممتعة، وجعلنا لهذا الفريق كياناً كبيراً، ومعه عشت الكثير من الأيام التي لا تنسى، وعندما يذكر اسم نابولي أتذكر تلك الأيام والبطولات الكروية التي حققناها.
البيت أفضل من «الطائرة الخاصة»
دبي (الاتحاد) – على الرغم من وجود طائرة خاصة رهن إشارته ليسافر على متنها إلى البحرين لمشاهدة النهائي الخليجي، إلا أن مارادونا يفضل أن يظل في بيته على شاطئ الجميرا، حيث أكد أنه سيبقى ليتابع المباراة المهمة والمثيرة بين الإمارات والعراق أمام التلفزيون في فيلته، آملاً فوز «الأبيض» ليحتفل بطريقته الخاصة بعد التتويج.
لهذا السبب أختلف مع رئيس الاتحاد الدولي
بلاتر يبحث عن «البزنس» وأنا أهتم بمصلحة اللاعبين
دبي (الاتحاد) – في حفل تكريم المتوجين بـ «جائزة محمد بن راشد للإبداع الرياضي»، كانت هناك مصافحة قوية بين مارادونا وجوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهذه المبادرة بالمصافحة قام بها مارادونا، وقبلها وأثناء كلمته على المسرح تطرق بلاتر إلى وجود مارادونا في دبي ودور النجم الأرجنتيني الأسبق في عالم كرة القدم.
وأمام هذه الواقعة، بادرت بسؤال الأسطورة: هل تعني مصافحتك بلاتر أنه لا توجد بينكما أي خلافات أو لم تعد هناك رواسب في النفوس؟، فرد مارادونا قائلاً: ذهبت لمصافحة بلاتر عقب نهاية المؤتمر؛ لأن هذا من أدب الأخلاق وما بيني وبين بلاتر لا تمحوه هذه المصافحة ولا تزيله.
قلت لمارادونا، إن بلاتر قال بالحرف الواحد «إن أبواب (الفيفا) ستكون مفتوحة أمامه إذا رغب في الحضور»، ورد مارادونا ضاحكاً، وقال بصوت عالٍ: بلاتر يقول ذلك لكنه لن يعطيني المفتاح كي أفتح أبواب الفيفا، وهو يعلم ذلك جيداً، وحتى إذا أعطاني المفتاح فإن باب الفيفا لن يفتح؛ لأن بلاتر يريد ذلك، وهناك اختلاف كبير بيني وبين بلاتر، وهو اختلاف ليس شخصياً بقدر ما هو اختلاف في الأفكار والمعتقدات، حيث إن بلاتر يعمل مع كرة القدم من منظور «البزنس»، وأنا أرى أنه يجب أن تكون من منظور يهتم بمصلحة اللاعبين والجماهير، وأنه من الممكن العمل والقيام بأشياء كثيرة لكي يستطيع اللاعب والناشئ الصغير أن يقدم بشكل أفضل.
أضاف: هناك الكثير من الأموال يتم صرفها في مناطق كثيرة في العالم، منها في قارة أفريقيا، حيث يتم صرف مبالغ بالملايين، ولو أن هذه الملايين تذهب في طريقها من أجل متعة اللاعبين، وفي غرضها الصحيح من أجل تكوين النشء، لشهدنا تطوراً، ولكن العمل الذي يقوم به بلاتر يعتمد في الأساس على (البزنس) وليس الاهتمام بهؤلاء الصبية والناشئة الراغبين في الإبداع الكروي.
وقال: لو استطعت الحصول على تقرير بالأموال التي يصرفها الفيفا بهذا الشأن، وإنها تسير في طريقها الصحيح، وقتها سوف أشكر بلاتر كثيراً؛ لأنني أريد على الأقل أن يتمتع لاعبو الكرة بما يقدمونه في ملاعب العالم المختلفة.
أضاف: عندما يأتي بلاتيني خلفاً لبلاتر، سوف يكون هناك اهتمام أكبر بمصلحة اللعبة وعناصرها المتكاملة، ووقتها ستكون كرة القدم أفضل بكثير، وأتمنى أن يأتي هذا اليوم سريعاً.
النجار «رفيق المشوار»
دبي (الاتحاد)- خلال مشوار مارادونا بعد أن ترك نادي الوصل، ظهر المترجم محمد النجار، فبات هو الآخر من رفقاء المشوار بين الحين والآخر، وحينما يحتاج الأمر إلى وجوده للترجمة، خاصة أنه بارع في توصيل أفكار الأسطورة. ويعمل النجار بالسفارة الأرجنتينية، ويرى مارادونا كما نراه، أسطورة عالمية، أينعت في الأرجنتين، وهو سعيد بالترجمة له، ويرى أن انفعالات مارادونا تضيف الكثير إلى أجواء الحوار، وتضع لها خلفية عميقة، من المهم مراعاتها في عملية الترجمة.
ميسي يستمتع ويُمتعنا
إسماعيل مطر يعبر عن أحاسيس الشارع الإماراتي
دبي (الاتحاد) – أكد مارادونا أن موهبة ميسي نابعة من حبه لكرة القدم والتمتع بها أيضاً، وقال: لذلك نراه يلعب بسهولة ومتعة في الوقت نفسه، وهو من دون شك أفضل لاعب في العالم، ويفعل ما يشاء عندما تكون الكرة معه، كما أنه على عكس لاعبين كثيرين آخرين يسرعون بمنتهى القوة عقب التدريبات إلى بيوتهم، في الوقت الذي يحاول فيه ميسي إمتاع نفسه باللعبة، ولذا فهو يستمتع ويمتعنا. وتطرق مارادونا من ميسي العالمي، إلى نجم الكرة بالإمارات، إسماعيل مطر، فهو يعرفه جيداً، ويعرف قدره كلاعب موهوب، وتأثر كثيراً ببكائه عقب تأهل المنتخب إلى النهائي في «خليجي 21»، وعن ذلك يقول مارادونا: عقب مباراة المنتخب الإماراتي مع الكويت شاهدت إسماعيل مطر لاعب المنتخب وهو يبكي وتأثرت كثيراً لهذا اللاعب، فهو يبكي حباً لبلده، وأرى أن ما فعله إسماعيل مطر هو تعبير عن أحاسيس الشارع الإماراتي تجاه تلك المباراة التي أسعدت الكثيرين، وسعادتهم ستكون أكثر اليوم عندما يعودون باللقب من البحرين.
قالها عندما شاهد غلاف «الاتحاد»
«الأبيض» رقم 1»
دبي (الاتحاد) – حرص مارادونا أثناء زيارتنا إليه في فيلته بمنطقة الجميرة على مشاهدة جريدة الاتحاد وتصفحها، والوقوف على أبرز ما فيها عبر مترجمه، ولفت نظره غلاف «الاتحاد»، وكان لفرحة المنتخب بعد الفوز على الكويت، فأمسك مارادونا بالجريدة وأخذ يقلب في صورها وأشار على «الأبيض» بالرقم (1)، مشيراً إلى أنه يتمنى بالفعل أن يكون هذا المنتخب هو رقم واحد في «خليجي 21»، وقام الأسطورة بالإشادة بعدد من اللاعبين الذين تواجدوا في الصورة، ومنهم إسماعيل مطر وحارس المنتخب علي خصيف.
الاتحاد