** (أشد ما يؤلمنا هو أن بعضنا يودع البعض الآخر بفعل السياسة، والحسرة والحزن يملأن قلوبنا ونحن نودع بعضنا بفعل السياسة)، أو هكذا لخص اللواء فاكوان قور إحساس أبناء الجنوب الذين كانوا في القوات المسلحة، وهذا تقريباً هو إحساس كل الأهل، شمالاً وجنوباً.. يخطئ الشمال لو ظن بأن أهل الجنوب فرحين بما يحدث، وكذلك يخطئ الجنوب لو ظن بأن أهل الشمال فرحين بما يحدث، فالحدث محزن للجنوب والشمال معاً.. ولكن ثمن الحدث كان – ويجب أن يكون – هو السلام والاستقرار للشمال والجنوب.. أي يجب أن يكون السلام هو الغاية من هذا الانفصال، حتى لاتمتلئ القلوب بالمزيد من الحسرة والحزن..!!
** فليكن انفصالاً سياسياً، بحيث لا يفصل حبال الوصل والتواصل بين شعب السودان وشعب جنوب السودان.. فليكن انفصالاً سياسياً، بحيث يحفظ لكل دولة كامل سيادتها على أرضها وشعبها ومصيرها وقرارها، بحيث لا تتدخل في شأن الدولة الجارة إلا بما تحفظ استقرارها.. تأمين الحدود الشمالية لدولة جنوب السودان من المخاطر يجب أن يكون أمانة في عنق حكومة السودان وشعبها، وكذلك تأمين الحدود الجنوبية للدولة السودانية يجب أن يكون أمانة في عنق حكومة جنوب السودان وشعبها، أي ظهر الشمال يجب أن يقوى بالجنوب وكذلك ظهر الجنوب يجب أن يقوى بالشمال، ويجب ألا يقلب أحدهما للآخر (ظهر المجن)، حتى لا يخسر الأهل هنا وهناك (الوحدة والسلام معاً)..!!
** أسواقنا – شمالا وجنوبا – يجب ألا تتأثر بهذا الانفصال.. ولا مراعينا ولا شوارعنا ولا أنديتنا ولا مساجدنا ولا كنائسنا، ولا.. فالجنوب – وطناً وإنساناً- يجب أن يسير في الشمال طولاً وعرضاً بلا قيود أو متاريس.. وكذلك الشمال – وطناً وإنساناً- يجب أن يعيش في الجنوب بلا حواجز أو هواجس.. وآمال ومطالب أهل الشمال والجنوب يجب أن تتجاوز محطة الحريات الأربع، إلى ما هي أرحب من تلك.. مواطن الجنوب يجب أن يكون كما النيل حين يعبر الجنوب إلى الشمال بلا استئذان، وكذلك مواطن الشمال يجب أن يكون كما الهواء حين يعبر الشمال إلى الجنوب بلا تأشيرة.. وأخيراً، يجب ألا يمنع الحزن الشمال – حكومة وشعباً ومعارضة – عن تقديم صادق الدعوات والأماني لشعب الجنوب وحكومته بتأسيس دولة مثالية يسودها السلام والعدل والرخاء..!!
** والمهم جداً.. الحياة – شمالاً وجنوباً – يجب أن تمضي نحو الأفضل، والأمل نحو غد أفضل يجب أن ينبض في القلوب، ويجب ألا ننسى بأن رحلة الناس والأوطان دائماً وأبداً تمر بمحطات صعبة وتجارب مؤلمة.. ومن الأفضل تحويل تلك المحطات والتجارب – سريعاً – إلى (دروس مفيدة).. فاليوم ليس بآخر أيام الناس – بالجنوب أو بالشمال – في الحياة.. وكما نحزن اليوم، يجب أن نعمل لغد لا يحزن فيه (أنجالنا وأحفادنا) أيضاً..!!
إليكم – السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]