وجاء قوش وكان يبدو وكأنه يمشي في نومه.
وكنا نعلم أنه قد اجتمع مساء ليلة الإثنين (الليلة السابقة مباشرة) مع قادة مجموعته للانقلاب وقوش حين يدخل علي الرئيس يقول مندفعاً:
السيد الرئيس.. الحمد لله كنت أريد أن ألقاك قبل دعوتك هذه لأحدثك عن انقلاب يدبر.
الرئيس الذي كان يدير قلماً بين أصابعه يقول بهدوء: نعم والمدبر هو أنت!
وعاد الرئيس ينظر أمامه إلى ورقة يكتبها وكأنه لم يقل شيئا.. لكن قوش كان قد ضربته الصاعقة!
ويقص الفريق عبدالرحيم تفاصيل لا نستطيع كتابتها الآن، لكن المشهد يمضي. وصلاح قوش حين ينكر ويتهم آخرين (سبعة من الضباط) يظل البشير ينظر إلى الورقة أمامه وكأنه يراجع ما يكتب ثم يقول لمدير الأمن: من هم؟ وغداً نكمل.
اعتقال البشير وتسليمه للجنائية كان الهدف الأول للانقلاب يومئذ، كما يقول وزير الدفاع
صحيفة الشرق المطبوعة العدد رقم (407) [/JUSTIFY]