دبِّر أمورك بنفسك

دبِّر أمورك بنفسك
سلطان عبد العزيز العتيبي شاب سعودي ظل يعاني فترة طويلة آلاما مبرحة، بسبب ورم كبير في فخذه الأيمن، وبحسب رواية جريدة المدينة السعودية، فإن سلطان لم يقصر في عرض نفسه على الأطباء، الذين لم يقصروا بدورهم في الكشف عليه واتخاذ قرار بإزالة الورم، وفي مطلع الشهر الماضي دخل صاحبنا مستشفى الملك فهد في المدينة المنورة لإجراء العملية الجراحية، ولكن بعد انتظار دام ساعات قالوا له: معليش تعال بعد أسبوع، وخرج سلطان وعاش على المسكنات أسبوعا ثم عاد الى المستشفى، ولكنهم أبلغوه باستحالة إجراء عملية استئصال الورم لعدم وجود سرير، وأعطوه موعدا ثالثا ورابعا، ثم قالوا له تعال بعد شهر على أمل ان نجد لك سريرا، وظل الورم يزداد في الحجم وباتت المسكنات عاجزة عن تهدئة الآلام التي يحس بها، فقرر سلطان العتيبي حل المشكلة بطريقة «سد الذرائع»، واشترى سريرا ثم طلاه باللون المستخدم في أسِرة المستشفى، وحمل سريره وذهب الى المدير الطبي في المستشفى منشرح الصدر وقال له: خلاص .. فُرِجت.. وما تشيلوا هم .. اشتريت سرير على حسابي وحطوه في ممر أو عنبر أو مخزن.. بس فكوني من الورم.. وبالمناسبة سأتنازل للمستشفى عن السرير بعد شفائي بإذن الله عسى ان يسهم ذلك في فك ضائقة مريض آخر، فما كان من المدير الطبي إلا أن استدعى رجال أمن المستشفى ورموا سلطان وسريره «بره».
اعتقد ان سلطان العتيبي شخص مبدع، لأنه يقدم للمواطنين العرب والحكومات العربية الحلول لمشكلات مزمنة: تذهب بطفلك الى أقرب مدرسة الى بيت العائلة، وأنت واثق من أنه مستوف لكل الشروط، فيقولون لك: منين يا حسرة.. كل الكراسي «مليانة»!! فترد عليهم: ولا يهمكم.. باكر يجي معاه كرسي ودرج وطباشير ولو ترغبون في سبورة رقبتي سدادة.. ويقاطعونك: مشكور يا سيد.. بس حجرات الدراسة ليس فيها مكان لكرسي إضافي.. وترد بدورك: ولا يهمكم أنا عارف ان وزارة التربية «محمولة»، ومشغولة بتربية الدواجن والطواجن.. سأبني لكم غرفة دراسة مع حمام، لأن حماماتكم بصراحة «تكسف».. وإذا حصلت على تأشيرة عمرة رمضانية فلا تكن عبيطا غشيما وتذهب الى مكتب شركة الطيران ومعك فقط قيمة التذكرة بل احمل معك مقعدا صغيرا لأنه من المؤكد أنهم سيقولون لك لا توجد مقاعد، إذا كنت معاقا من ناحية الواسطة.
وإذا كنت تبحث عن وظيفة في جهة فسيقولون لك لا توجد شواغر وفي هذه الحالة لا يجدي التبرع بكرسي من جيبك الخاص.. بكل عدم تواضع عندي خبرات واسعة في التعامل مع المسئولين في القطاع الحكومي، فقبل أن أدخل مكتبا أكون سلفا قد عرفت اسم «أتخن راس» فيه، وأعرف أنه غير موجود، وأقف أمام أي موظف وأسأل: وين فلان (اسم الرأس الكبير حاف بدون ألقاب لإعطاء الانطباع بأن الحالة بيننا واحدة).. وعندما يبلغوني بأنه غير موجود أصيح: أف.. مش معقول.. كان على الأقل يكلمني بأنه سيتغيب بدلا من إضاعة وقتي.. رد الفعل الطبيعي لأي موظف تجاه شخص «يتأفف» من مديره يكون: ولا يهمك يا استاذ.. أي خدمة؟ فتواصل القنزحة: في ورق الزفت بتاع موضوع الزفت مفروض (بتهكم) صاحب السعادة يخلصه اليوم.. بس مفيش احترام للناس والمواعيد.. وما يحصل دائما هو ان الموظفين يتبارون لـ «تخليص» الزفت،.. ولو حدثت مفاجأة وقال لك أحدهم إن الرأس الكبير وصل، طنش، او أحسن تنفجر غاضبا: مش عايز أشوف وجه انسان ما يحترم المواعيد.. والحل الجذري لمشكلة الواسطة هو أن تطبع كروت فخمة بأسماء كبار الشخصيات في بلدك وتقدمها للجهات التي لديك مصلحة فيها.. بس إياك تستخدمها للحصول على كاش.
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
Exit mobile version