باي باي زواج الأقارب …انقلاب على الأثر القديم «غطي قدحك» والأغرب أقرب

[JUSTIFY]مشادة كلامية امتدت لايام، انتهت بفرض الرأي الذي أبدته الوالدة لابنها بأن يتزوج ابنة خالته، وحسم الحدث بقبول الابن بعد ان قالت له الوالدة: ما عافية ليك لبني، عندها استجاب الابن لضغط والدته وتزوج ابنة خالته، وقال انه لم يتزوجها عن قناعة ولكن تقاليد العائلة دائما ما تلزم الابناء بالزواج من بنات الخالات والعمات، ويضيف محدثنا الطيب بأن حديث والدته كان مبرراً ولكنه لم يكن مقنعاً له، حين قالت له إن خالتك «محمولة» وعليك الزواج من إحدى بناتها لتخفيف الحمل عنها، وان كان قد وعدها بمساعدتهم ماديا ولكن امه رفضت الا ان يتزوج بابنتها، وقال الطيب: اعيش حياة تقليدية وفق ما اقتضته العائلة وأؤدي واجباتي والتزاماتي في صمت.
ولم يكن مهندس سليمان افضل حالا من الطيب الذي اتت به ظروف الدراسة من أقصى قرى الشرق بعد ان التحق باحدى الجامعات العريقة الي العاصمة، ولما كانت الظروف تستوجب إقامته في دار عمه وعلى مدى ست سنوات متواصلة، اتفق والده مع عمه ان يتم عقد قران ابنه على احدى بنات عمه، وبالفعل تم الامر واستمر لسنوات قبل ان يتم زفافهما بعد حوالى عشر سنوات من تاريخ عقد القران، وان كان وقتها لا يفكر في الزواج، ولكن هدفه الالتحاق بالجامعة استوجب عليه ان يرضخ لقرار لم تتم استشارته فيه.
وزواج الاقارب عرف في كثير من المجتمعات وشاع في الفترات السابقة، وكان ابناء العمومة يتم الزامهم بالزواج من بنات عماتهم وخالاتهم، ولا يتزوج الابن من خارج العائلة، وفي كتير من الاحيان يتم الاتفاق على خطبة الابناء وهم اطفال، ومنذ نشأتهم الاولى يكون قد علم الجميع بخطبتهم.
وتقول الحاجة طيبة عطا الله في جملة اختصرت فهمها عن رأيها في زواج الاقارب: «البعد ولا البلاد ام سعد»، ومضت شارحة لقولها ان الابتعاد اصبح خيراً من القرب، لأن زواج الاهل والاقارب اصبح يولد الكثير من الخلافات والمشكلات العائلية.
وترفض الطالبة الجامعية سارة علاء الدين ان تتزوج بالطريقة التقليدية، وتقول ان الآباء لم يعودوا كما كانوا في السابق، حيث اصبحت هناك مساحات لسماع الرأي الآخر، وقلما تجد من يتعصب لرأيه ويتمسك به خاصة في امور الزواج، وان الانفتاح على المجتمعات والتقدم في التعليم اتاح فرصة اكبر للاختيار وقبول رأي الآخر. ويرى الموظف الاربعيني الطيب الخير ان السياسة السابقة في خطبة الابناء منذ نعومة اظافرهم بواسطة الآباء لم تأت من فراغ، وان طول فترة الخطبة يساعد في اقتراب الابناء من بعضهم، لا سيما أنهم في الغالب يكونون قد تربوا في بيئة واحدة او مشابهة لبعض. ويرى أن كثرة الخلافات وحالات الطلاق في الوقت الراهن تعود الى الابتعاد عن رأي الآباء واستئثار الابناء برأيهم باعتبار أنها حياتهم الخاصة، وانهم ادري بها ولا يتدخل الآباء الا لمباركة الزواج واتمام مراسمه، ويضيف أن النظرة الثاقبة لم تعد متوفرة في شباب اليوم الذين دائماً ما يصطدمون بواقع الحياة والمسؤولية التي يتنصل منها في اقرب صدام.
ومن زاوية اخرى يرى فيصل خير الله أن المحمدة في زواج الاقارب، ان الاقتران يكون بين اشخاص يعرفون طبائع بعض، إضافة الى عدم التكلف وفرض الالتزامات والكماليات في الزواج وبدون تعقيدات، بعكس زواج الأغراب الذي يتجاوز سترة الحال الى الفشخرة والشوفانية، ويرى فيصل ان هذا هو السبب وراء صعوبة الزواج.
[/JUSTIFY]

الصحافة

Exit mobile version