إنجليزي الإنقاذ
والفتى يلتوي لسانه وهو صبي «ايه.. بي.. سي».. وعندما يعود إلى بيت أهله.. ويحاول أن يزاوج ما بين طوله ولسانه الطفولي وهو يبدأ دراسة اللغة الإنجليزية يتعسر «في عمر كبير.. ورفاقه يقولون عليه أبو طويلة».. وعندما تمر الأيام والمواقف تدخله في امتحان أن يحادث أو يكتب جملة أو جملتين باللغة الإنجليزية في بلاد كانت تجيد الخطابة والكتابة الإنجليزية قبيل التعريب.. قبل توجه حكومة الإنقاذ للتعريب كان المتعلمون في بلادنا أكثر طلاقة وفصاحة في اللغة الإنجليزية لاعتبارات ثقافية مرتبطة بالتوجه البريطاني آنذاك ولكن هذا لا يقلل من قيمة امتلاك لغة جديدة كسلاح أو كما يقال «من عرف لغة قوم أمن شرهم».. فهل ظلمت الإنقاذ أبناء الشعب السوداني بتعريبها المطلق للتعليم؟ وما زالت تكابر عندما يتمتم الخريج الجامعي، بل والحاصل على شهادات عليا وفوق الجامعية.. ببساطة لأن الإنقاذ عمدت لهزم اللغة الإنجليزية ثم وجدت نفسها تفاوض بذات اللسان الإنجليزي ويتبارى قادتها الذين درسوا باللغة الإنحليزية وحازوا على المنح الخارجية وهم من عامة الشعب حظوظهم منها «شطارتهم واتقاد ذهنهم..» ولكن للأسف الشديد عندما وصل بعض هؤلاء «الشطار» إلى مراكز القرار مرروا وفوتوا على جيل كامل فرصة امتلاك ناصية اللغة الإنجليزية بحرمانهم الجرعات القوية التي كانت المناهج توفرها لهم.. ولا أدري من أشار على الإنقاذ بحرمان الجيل من من هذه اللغة الرئيسية.. نعم لغتنا لغة الدين قرآن وسنة والعروبة والضاد.. ولكننا نحتاج أيضاً اللغة الإنجليزية لغة العالم أجمع.. فإن تشاجرنا داخلياً صار لازماً علينا أن نلجأ إلى أهل «الرطانة» أهل الإنجليزي.. الإنجليزي الذي أصبح مستعصياً في المناهج.. فهل تحلل «أهل العنت» من قصر النظر في هذا الجانب وأتاحوا للعامة هذه اللغة السلاح، خاصة أننا صرنا في مسلسلات التدخلات الدولية والأمم والقوات التي لغتها الأساسية هذه الإنجليزية.. والزمن يقول يجب أن نتقنها لأنه ربما حرسنا يوماً في الحارات والأحياء الشعبية المتحدثون فقط بهذه اللغة في ظل تدويل قضايانا الصغيرة والكبيرة.
آخر الكلام.. أطلقوا العنان لتعليم هذه اللغة ولاتخشوا الظنون والهواجس وآمنوا شر الأقوام بمعرفة لغتهم أقلاها «أن تتفاوضوا بطلاقة لتكون حصيلة ذلك أفضل الخيارات السيئة».
مع محبتي للجميع.
سياج – آخر لحظة
[email]fadwamusa8@hotmail.com[/email]