واقتراح سلواوي آخر

واقتراح سلواوي آخر

تحدثت على مدى يومين متصلين عن اقتراح الكويتية سلوى المطيري السماح بفتح مكاتب لبيع وشراء الجواري كوسيلة لحماية الفضيلة: تدفع نحو 16400 دولار وتقتني جارية بمواصفات على كيفك، وتستطيع تشكيل كتيبة من الحريم لو كنت ميسور الحال وتشتري الجواري بالجملة، وقد استندت سلوى في مقترحها هذا إلى الآية الكريمة «والذين هم لفروجهم حافظون، إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين».. لن نخوض في الانتقائية في التعامل مع النصوص القرآنية أو الأحكام الشرعية ولكن احكموا لها أو عليها بعد الاطلاع على آخر إبداعاتها: شراء أزواج حلوين مسلمين من الخارج للراغبات من الكويتيات وذلك كفيل بحل مشكلة العنوسة في الكويت!! نعم هي قالت «شراء» التي تعني بلغة التجارة «استيراد».. هل هناك نقص في عدد الرجال في الكويت؟ لا.. هل هناك عزوف من الرجال الكويتيين عن الزواج؟ لا، فمعظم الكويتيين يتزوجون قبل ان يبلغوا الخامسة والعشرين!! طيب لماذا تقترحين يا ست سلوى شراء أزواج أجانب لبنات بلدك؟ الرد السلواوي هو أن الكويتية مدللة وقوية الشخصية وتفضل ان تكون «قائدة»، وبالتالي تصطدم بالزوج الكويتي الذي هو بدوره قوي الشخصية وتتعثر الزيجات وينتهي الكثير منها بالطلاق، ولهذا فإن اقتراحي – اقتراح سلوى المطيري مو اقتراحي أنا – هو ان يكون الزوج الأجنبي المستورد مهذبا ووسيما ومطيعا ينفذ أوامر ورغبات زوجته الكويتية. ولا أفهم هل تمدح سلوى المرأة الكويتية أم تذمها عندما تقول إنها تفضل الزوج الشخشيخة الذليل التابع «القفة» ونحن في السودان نصف الانسان الإمعة وعديم الشخصية بأنه قفة لأن القفة (سَلّة) تسلم أذنيها لكل من يريد حملها وتحريكها من دون ان تبدي مقاومة!!
هل الكويتية متسلطة ومرعبة لهذه الدرجة بحيث ماكو حل لمشكلة العنوسة وارتفاع معدلات الطلاق إلا بشراء رجال من الخارج؟ طيب شلون الإحصاءات السكانية تشير إلى أن معدل النمو السكاني لأهل الكويت الأصليين والبدون في ارتفاع مطرد، وما أعرفه من خلال علاقاتي بالكويتيين من الجنسين أنهم يفضلون شريك الحياة من نفس بلدهم.. المهم من حق سلوى ان تقترح ومن حق غيرها ان يقبل ويرفض، وشخصيا التزمت حدود الأدب وأنا اتناول اقتراحها بيع الجواري للرجال الكويتيين، والشق الأول من اقتراحها بيع رجال أجانب كأزواج للنساء الكويتيات، ولكن ما ضايقني ونرفزني حقا هو أنها تقول عن الرجال المطلوب استيرادهم انهم ينبغي أن يكونوا بيض البشرة.. ليش بيض البشرة بالتحديد؟ قالت: لتحسين النسل.. هذا يعني ضمنا ان النسل الموجود حاليا في الكويت بحاجة الى تحسين، وتلك مشكلة إخوتي الكويتيين، أما مشكلتي مع صاحبة الاقتراح فهي انها تفترض ان الجنس الأسود والأسمر سيئ (لأن سيئ هي عكس حسن) وبالتالي فإن عيالي وخالاتي وعماتي وأبناء عمي والسلفيين والشيوعيين في افريقيا لا ينبغي لهم الإنجاب لأنهم بذلك يلوثون النسل البشري! دعك من أن هناك آلاف السمر والسمراوات من أهل الكويت فربما تقترح سلوى لاحقا ارغام هذه الشريحة على الاقتران ببيض البشرة وإلا باب الكويت يفوت جمل .. هل صاحبة الاقتراح بيضاء؟ بحسب التصنيف العالمي السائد «لا».. كل أهل الخليج يعتبرون «سمرا» بل إن السمرة من علامات البدو الأقحاح.. نعم هم سمر ولا يمكن وصف الواحد منهم بالبياض إلا مقارنة بجعفر عباس بن شداد!! تماما كما ان جعفر هذا يعتبر ذا بشرة فاتحة مقارنة بالرئيس الزيمبابوي روبرت موجابي على كل حال اللي عارف عزه مستريح وشخصيا لست مستعدا لتلويث نسل عائلتي بالسماح لأي من عيالي بالاقتران بشخص «أبيض» بالمقاييس الأوروبية أو السلواوية.

[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
Exit mobile version