ناشطة أم كاشطة؟

ناشطة أم كاشطة؟
لا أعرف كيف اكتسبت الكويتية سلوى المطيري لقب «ناشطة»، بل لا أعرف ماذا يعني هذا اللقب الذي صار مجانيا مثل لقب «مفكر» الذي يظهر على شاشات التلفزيون قرينا لبعض الأسماء، فشعبان عبدالرحيم مثلا يفكر في أمور الغناء واللبس: غنيت للحمار والسجائر والبصل وحسني مبارك والثوار.. تغني لإيه ولمين تاني يا شعبولا؟ وتلبس إيه في حفل زواج البنت فراولة من الواد بلية؟ وكلنا نفكر في مختلف الشؤون، وبالتالي لا أعرف كيف ينال الإنسان لقب مفكر على الشاشة؟ المهم ان سلوى لفتت انتباه وسائل الإعلام مؤخرا بتصريحات واقتراحات شعبولية، ولكن ما حيرني هو كيف نالت لقب ناشطة!! فهو لقب مثل مسمى «وجيه» الذي تطلقه الصحافة على من لا حرفة معينة له: «وصل الى البلاد الوجيه فلان الفلاني في زيارة قصيرة لم تمهله طويلا».. «تشهد قاعة الهيافة في فندق اللطافة حفل زواج الشاب القيافة نجل الوجيه كنافة».. إلى عهد قريب كان لقب وجيه وقفا على رجال الأعمال، ولكن في زمن صارت فيه الألقاب بالنيات، صار اللقب يوزع بسخاء على كل من لا يحمل لقبا مهنيا معينا، وليس في هذا استخفاف بمن يوصفون بالوجاهة، فمعظمهم لم يطالب بذلك اللقب، ولكن انتشرت في مجتمعاتنا في السنوات الأخيرة آفة الألقاب، وكأن اسم الإنسان «حاف» لا يكفي بل يجب ان يسبقه او يتبعه مسمى وظيفته: المهندس كلس.. الدكتور قنبور.. المحامي أبو كلاوي.. الإعلامي الهلامي.. الصحفي السخفي.. وهناك شرائح من المهنيين والحرفيين والموظفين والعمال لم يدخلوا بعد سوق الأسماء المقرونة بالألقاب فلا ترى في وسيلة إعلامية اسما من شاكلة: المدرس ترمس.. السيدة الداية كباية.. الميكانيكي ميكي.. السباك تمباك.. السائق فائق.
ما علينا، فسلوى الكويتية يتم تعريفها على أنها ناشطة، وسأستعرض هنا جانبا من نشاطها لتحكموا ما إذا كانت ناشطة أم كاشطة!! تقول سلوى إن قلبها على أهلها الكويتيين ومن ثم خرجت باقتراحات لحمايتهم من الرذيلة والعنوسة والتعوسة (التعوسة هي المرض الذي تصاب به المرأة التي تصبح طرفا في زيجة فاشلة)، ومن أفكارها الثورية أن تسمح السلطات في بلادها بفتح مكاتب لاستجلاب الجواري، بنفس طريقة جلب الخادمات، ولكن هناك فرق، فالجارية تصبح ملكا لمن يشتريها بينما الخادمة تعمل لأجل معلوم براتب معلوم، وهي تعتقد ان جلب الجاريات من الخارج ليشتريهن الرجل الكويتي المستطيع ماديا سيحمي الأخلاق، لأنه سيحد من المعاصي والعلاقات المحرمة بين الجنسين.. وقالت إنها مستعدة لفتح مكتب لجلب وبيع الجواري لو منحتها السلطات – لا قدر الله – الترخيص اللازم، وتعهدت بجلب فتيات بمواصفات تهبل وبأسعار معقولة: ثمن الجارية 2500 دينار كويتي.. تدفع ذلك المبلغ للمكتب بعد ان تختار الجارية من الكتالوج، أو فيلم فيديو ثم تراها بالعين المجردة وتقتنع بأنها «مش بطالة» وبعدها تصبح ملك يمينك وتعاشرها معاشرة الأزواج، ولو عندك 25000 دينار تستطيع ان تشتري عشر جاريات وتقضي عمرك كله «جاريا» من مخدع إلى آخر.
الـ 2500 دينار تلك تدخل في جيب تاجر الجواري، أما الجارية نفسها فتتقاضى 2000 دينار، وهو مبلغ مش بطال في نظر الكثير من العائلات الفقيرة التي تبيع حتى عيالها الرضع طلبا للمال، ولكن الجارية لن تلمس فلسا واحدا من هذا المبلغ إلا بعد مرور خمس سنوات على «تجريرها».. يعني تشتريها وتعود الى المكتب بعد سنة أو ثلاث سنوات وتقول ان البضاعة مضروبة وتطالب باسترداد فلوسك بعد خصم جانب منها نظير مدة «التجرير.. و«نفاصل بعد الواصل».
[EMAIL]jafabbas19@gmail.com [/EMAIL]
Exit mobile version