هذه القصيدة الرائعة كتبها صديقنا وزميلنا الكاتب الصحفي الكبير فيصل محمد صالح ولو كان محبا للمصطلحات الإنقاذية لقلنا الخبير الصحفي. الذي يحيرني في أمر فيصل هو أنني لم أسمع له قصيدة ثانية ملحنة او غير ملحنة وبالطبع لن تكون هذه بيضة ديك فأين بقية شعرك يافيصل؟ صديقنا الراحل محمد طه محمد احمد كان يقول إن السودانيين حاسدين لا يمكن ان يتكرموا عليك بصفتين مهما كانت درجة نبوغك فأنت صحفي خلاص تموت صحفي فلن يقبل منك شعر او قصة فقد ينطبق هذا على فيصل . وقبل أن تغادر محطة فيصل لابد من أن نذكر أنه الآن لديه قضية نشر معروفة فنحمد للذين اشتكوه أن أوقفوه أمام القضاء بكامل دفاعه ولكننا نقول لهم بالله زول قلبه على البلد وبيقول كلام مرهف وجميل زي اولاد المدارس معقولة يكون قاصد غير الخير فيما ينشره ؟ كل الذي طالب به فيصل هو لجنة تحقيق قضائية للنظر فيما زعمته صفية اسحاق. اتركوا فيصل وزملاءه يشخبطوا في الجرائد ويكتبوا الواجب ويحلوا.
أما مناسبة كل هذا الحديث أعلاه ليست الوحدة التي تغنى بها فيصل أعلاه وتشهد اليوم آخر سبت لها إنما أسعار الكراريس والكتب وبقية الإتاوات التي تفرضها المدارس على التلاميذ والغريبة ما أن تطالع جريدة إلا وتجد تصريحا لمسؤول ينفي فيه نفيا باتا أن هناك رسوم في المدارس الحكومية لا بل إن أحدهم صرح بأن أي مدير أو مديرة يطرد تلميذ او تلميذة سوف يتعرض لعقوبة مكتبية بينما في إحدى صحف الخرطوم صرحت إحدى المديرات قائلة إن تصريحا ت المسئولين لا تعدو أن تكون كلام جرايد وعددت الأشياء التي يجب عليها أن توفرها حتى تصبح البيئة المدرسية صالحة للعمل من برادات او حتى أزيار ومراوح ونظافة لا بل ترميم لجدر تشققت وسألت من أين لي الفلوس ؟ قالت إن المسئولين يقولون لها تصرفي واجمعي تبرعات من أولياء أمور الطلاب؟ واستطردت ما يسميه المسئولين تبرعا نحن نسميه مساهمات إجبارية . ذكر أحدهم أن مديرة مدرسة حكومية كانت عندما تطالب التلميذات بدفع المساهمة الإجبارية تقول لهن(الزيكن أولياء أمورهن بيدفعوا ليهن الملايين عشان يتعلمن انتن أهلكن مستكترين عليكن الجنيهات دي؟ ) طبعا الإشارة هنا للمدارس الخاصة وهذا يشي بأن المدراء تفننوا في جمع المساهمة الإجبارية ولديهم حيلهم غير الطرد.
أحد الأصدقاء له ثلاثة أطفال بمرحلة الأساس وواحدة بالثانوي قال إنه أصبح يخاف من هجمتهم الصباحية طلبا للمستحقات الدراسية اليومية لدرجة أنه أسماهم السحاحير وهذه مفردها سحار وليس ساحر فالساحر يسحر بجماله أما السحار فهو الذي يأكل الناس (نجم) كما في الأحاجي السودانية القديمة فالله يجازي الذي حول أولاد المدراس من ساحرين الى سحاحير.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]