ولا تكاد المؤسسات تخلو من هذه الظاهرة التي كان متعارفاً عليها في الأحياء السكنية وفي الجمعيات النسائية، ولكن تسللها الى داخل مرافق العمل الرسمية غير مقبول، ويأتي في اطار غير رسمي ويؤثر سلباً على اداء الموظفين، وتقول أمنية أحمد إن تبادل السلع داخل مكاتب الموظفين تحول من ظاهرة الى عادة راتبة وبعروض مغرية وبأقساط مريحة، فكل شخص يحرص على احضار بضائع ليوزعها على زملائه ويدفع له مع بداية كل شهر، فلماذا لا يقومون بعرض هذه السلع في منازلهم مثلاً، فاماكن العمل لا تصلح لمثل هذه الاعمال.
فيما تصف ليلى بخيت منظر البضائع وهي مبعثرة على ترابيز المكاتب بالمخجل وغير الحضاري، وتضيف ان مثل هذه الاعمال لها اماكن مخصصة، واذا اراد الانسان ان يحسن دخله فذلك لا يكون بتشويه المؤسسات وتحويلها الى اسواق مؤقتة، وعرض المبيعات اثناء ساعات العمل الرسمية يعتبر اخلالاً بالقوانين العامة وعدم احترام للمؤسسة، ولكن من المؤسف ان الأمر بات متعارفاً عليه بين العاملين من الجنسين، ولا بد من القيام بحملات ضد هذه العادة السيئة.
ولكن غفران عبد الحليم تقول إن ادارات المؤسسات لها يد في انتشار «الدلالة» في اماكن العمل الرسمية، وفي كثير من الاحيان تجد المديرين يقومون بمشاركة صغار الموظفين في تبادل البضائع، وهذا تأييد بشكل غير مباشر، بدلاً من منع هذه الممارسات غير السليمة، فهي تتهمهم قائلة: إن لم يكن الأمر كذلك لما وجدت الظاهرة أرضاً خصبة للوصول الى هذه المراحل، ولا بد من معالجة الوضع بفرض ضوابط حازمة تحد من احضار البضائع الى داخل المرافق العامة لأنها مخصصة للعمل وليس للبيع والشراء، وما يزيد الامر تعقيداً عدم وعي الموظفين بشكل عام وافتقارهم للسلوك الراقي المتحضر، ولماذا لا تعقد ورش عمل لتناقش فيها هذه الظواهر بكل شفافية، لأن هذا السلوك ورثه الآن الجيل الجديد من الموظفين والشباب منهم.
ويتهم محمد عطا النساء العاملات بشكل مباشر، وقال انهن من ادخل هذه الممارسات الى المرافق العامة ونقلن العدوى للجنس الآخر، فالرجال لا يجرأون على فعل مثل هذه الأشياء، ومن الصعوبة بمكان أن يأتي رجل وبحوزته «ملايات» أو «ملابس» ليعرضها على زملائه في العمل، ولكن الآن بات هذا ممكناً، فالمنظر معتاد لديهم ولا فرق بينهم و «الدلاليات» اللاتي ضاق بهن المجال بعد ان شاركهن الجميع هذه المهنة، ويحمد لهن أنهن منظمات في بيعهن، ولديهن زبائن معروفون ويبعن لهم في هدوء دون الإخلال بعمل غيرهن. [/JUSTIFY]
الصحافة – الخرطوم: هند رمضان