اشاي:اسطورة البحار والمياه (2-2)

[ALIGN=CENTER]اشاي:اسطورة البحار والمياه (2-2) [/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]ولم يتمالك قاك نفسه وهو يرى أخته وزوجته فقفز إلى داخل النيل وهو يحمل حربته.. ولم يكن الوحش(جاق انوان) ذو الأذرع العديدة فحاول السيطرة على المهاجم لكن قاك قطع عدة اذرع وطعن الوحش الذي ظل ممسكاً بضحيتيه ثم ماتوا جميعاً:قاك وزوجته اجاق وشقيقته اشاي والوحش.. لقد ماتوا جميعاً غرقى في النيل.
ترك قاك وراءه طفلاً رضيعاً هو (وول) إبن (أجاق) ….
تجمع اهل القتلى حول الطفل اليتيم فأهل اجاق بيونق ثلاثة اشقاء هم :(قونق) الذي إنحدر منه فقونق ، و(نقونق) الذي إنحدر منه فارووم ، و(متيوب) الذي ينحدر منه اسرة (فتيوب) … هؤلاء ابناء بيونق جميعاً واشقاء اجاك ، تضامنوا مع أهل (قاك) فربوا وول.
*****************************
اعلاه الرواية الثانية لاسطورة (اشاي) بنت البحار التي قدمها أهلها فداءً لمرورهم والتي صارت إحدى(الكجور) المهمة التي يفتخر بها اهلها… وكما ذكرت فوالدتي من تلك الأسرة التي تعتقد الدينكا بأن السيادة والزعامة واحدة من الحقوق الواجبة الإحترام للتضحية التي قاموا بها من اجل الأمة عندما ضحوا ببنتهم.
هذه الرواية كتبتها كما رواها لي الخال ماثيو منقوك وهنا يلزمني توضيح مهم جداً للقارئ فـ(ماثيو منقوك) من مدينة التونج ، لكن صلة الجد الذي سرده يجعله قريبي بحكم الدم ولا يجوز له أو لإبنه الزواج من شقيقاتي لأمي وكذلك لا يمكنني زواج اي بنت من بنات هذه الأسرة أو بنات بناتها….
القصة هذه لم تكن بعيدة عن اساطير الفراعنة فالمعروف تاريخياً بأن الفراعنة كانوا يقدمون الفتيات للنيل كل عام.. هذا من ناحية استطاع التاريخ إثباته لوجود توثيق بالكتابة.
من ناحية أخرى فقد ورثنا نحن ابناء الدينكا قصصاً خاصة عن الأسر تنتهي كل منها بالبحر والماء .وهذا يعطي القليل من المنطق لقصة إغراق الفتاة (اشاي).
على كل حال لدينا مساعٍ جادة لجمع اكبر عدد من القصص عن هذه السر التي تفتخر بقدومها من المشرق ، وفي إحدى المرات قال أحد الأعمام بأن كوش هو نفسها كلمة (Koc) والذي ينطق (كوج) ولأنه لا يوجد الصوت(ش) في لغة الدينكا… فالدينكا تزعم بانهما كلمة واحدة إنحرفت وكوج في لغة الدينكا تعني الناس او بشر..
اتوقع المساهمة الجادة من الأسر التي جاء ذكرها في رواية الخال ماثيو خاصة ابناء فقونق وفتيوب وفرووم لتجد اسطورتهم فرصتها في النشر والتوثيق حتى يستطيع ابناؤهم البعيدون عن القارة متابعتها وترجمتها فليس هناك من يقوم بالتوثيق غير صاحب الشئ. واناشد العارفين بالقصص القديمة مساعدتنا في جمع هذا التراث الكبير والثمين فهو مفيد للدراسات الانثربولوجية وعلوم الاديان.
سنكون على استعداد تام لنشر اي تعليق او تعديل للقصة اعلاه وفي الوقت لإستقبال المزيد من المساهمات.
رجاء لـ(كير وألاكير) اينما كانوا يمكنهم مهاتفتي على الرقم (0922857410) وذلك لتوثيق روايتهم عن عبورهم المياه عندما اتوا من الشرق.[/ALIGN]

كلام الناس – السوداني – العدد رقم 1034 – 2008-09-29

Exit mobile version