كان واضحا وجليا للكثيرين أن الدكتور نافع يمثل (درعا) وحاميا لحمى المؤتمر الوطني والرئيس البشير شخصيا خاصة بعدما أصبح من أكثر المقربين إليه بعد ذهاب قوش غاضبا ومغضوبا عليه عن دهاليز السلطة ومراكز اتخاذ القرار!
علاقة د. نافع بالسيد الرئيس تنبئ بأن الرجل لا يمكنه اتخاذ قرار بدون الرجوع للرئيس وبالأحرى فهو المنفذ الأول لكل ما يقره الرئيس مدافعا ومنافحا عنه بكل ما أؤتي من قوة لسان عبر التصريحات الحارقة التي يسكب حممها في وجه كل من يظنه متطاولا على الرئيس ومنتقدا لأقواله وأفعاله !!
كنت أظن وليس كل الظن إثم أن د. نافع هو الوحيد من أركان حرب الرئيس ومساعديه ومستشاريه والمقربين إليه الذي سيظل بعيدا عن أي بوادر (دقسة) ليس لتؤدي بمستقبله السياسي وتلحقه بقوش فحسب ولكن لكي لا توقعه في براثن الشامتين وما أكثرهم وما أعظم فرحتهم لو أن الرئيس قد وضع (نافعا) في مصاف (الضار) بالنسبة له ولمنظومة حكمه !
غضبة الرئيس البشير مما فعله الدكتور نافع بموافقته على اتفاق هدنة أديس أبابا لجنوب كردفان والعفو المشمول به عبد العزيز الحلو في ثنايا الاتفاق قد يمر مرور الكرام إذا انحنى د. نافع للعاصفة وتركها تمر بسلام ولكن الشرخ الذي أحدثه هذا التصرف بسبب عدم الرجوع لمشورة الرئيس سيضع الرجل تحت الميكروسكوب الرئاسي ولن يهنأ في قادمات الأيام بلعلعة دون رقيب وحسيب على ما اعتقد، خاصة بعدما اهتزت صورة د. نافع أمام الجميع بنقض الرئيس لاتفاق أديس أبابا قبل أن يجف مداد حروفه وأصبح وضعه حرجا جدا.. والكل يترقب كيف (سيخارج) د. نافع نفسه من هذه الورطة التي أوقع نفسه فيها مرتان، مرة بتوقيعه اتفاق ليس مرضيا عنه من الرئاسة ومرة بهز ثقة الرئيس فيه بعدما كان من ذوي الحظوة وكامل الثقة لدى سيادته !
حديث الرئيس الذي أكد فيه عدم نيتهم لوقف العمليات في جنوب كردفان ودحر التمرد كما قال يجعل الموقف ليس ضبابيا في ناحية السلام واستعادة الأمن في جنوب كردفان فحسب ولكنه ينبئ بانشقاق جديد داخل صف الحكومة وتضارب في المواقف والأقوال والأفعال بما ينعكس على زيادة معدل التوتر في كافة الميادين وداخل قصر الرئاسة !!
و
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن يا رب !!
نادية عثمان مختار
مفاهيم – صحيفة الأخبار – 2011/7/5
[email]nadiaosman2000@hotmail.com[/email]