خلاصة قولنا ،أن دين الله الذي رضيه لعباده لا تبرح أحكامه حد الوسطية بحال من الأحوال ،وما وجد مما هو خلاف ذلك لا بد وأن ترى عليه بصمة بشرية غالية أو جافية، قال الطحاوي رحمه الله:” دين الله في الأرض والسماء واحد، وهو دين الإسلام، وهو بين الغلو والتقصير، وبين التشبيه والتعطيل، وبين الجبر والقدر، وبين الأمن واليأس”
هو التشدد والإفراط المفضيان إلى مجاوزة الحد، وضده فهو الإنحراف عن الشيء والبعد عنه والتفريط في الأخذ به.قال تعالى:[يأهل الكتاب لا تغلو في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خير لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له مافي السماوات ومافي الأرض وكفى بالله وكيلا] وعن ابن عباس بينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب إذا هو برجل قائم فسأل عنه فقالوا :أبو إسرائيل نذر أن يقوم ولا يقعد، ولا يستظل ولا يتكلم ويصوم ، فقال النبي ص:{مره فليتكلم وليستظل ، وليقعد، وليتم صومه} وقال ابن حجر رحمه الله:” لا يتعمق أحد في الأعمال الدينية ويترك الرفق إلا عجز وانقطع فيغلب }بضم الياء .وقال تعالى في ذم الجفاء والتفريط:[قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله حتى إذا جاءتهم الساعة بغتة قالوا ياحسرتنا على ما فرطنا فيها وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون]وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله ص فقد ناسا في بعض الصلوات فقال:{لقد هممت أن آمر رجلا يصلي بالناس ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها فآمر بهم فيحرقوا عليهم بحزم الحطب بيوتهم ولو علم أحدهم أنه يجد عظما سمينا لشهدها يعني صلاة العشاء} لذلك على المسلم أن ينأى بجانبه عن هذين الخلقين ، وليعلم أن السبيل الأقوم في ذلك هو الإستمساك بكتاب الله وسنة رسوله الكريم بفهم الراسخين في العلم من سلف هذه الأمة وخلفها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :{أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا، فإنه من يعش منكم يرى بعدي اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجز ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وإن كل بدعة ضلالة } اللهم إهدنا سواء السبيل ، اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]