ويأتي ذلك بعد يوم واحد من فض جهاز الأمن السوداني لوقفة احتجاجية لناشطين ومنعهم من تسليم مذكرة لمفوضية حقوق الإنسان اعتراضا على حظر السلطات لنشاط عدد من منظمات المجتمع المدني خلال الأيام العشر الماضية.
وأوضح عفيف لمراسل وكالة الأناضول للأنباء أنه “تسلم اليوم خطاب من مسجل التنظيمات (الجهة المختصة بإصدار تراخيص المركز الثقافية) يخطره بإلغاء ترخيص المركز دون تقديم أي أسباب”.
وأضاف أن “مركزه بصدد الطعن في القرار بالطرق القانونية بوصفه قرارا تعسفيا مع تصعيد الحملة الإعلامية ضد القرارات التي طالت منظمات المجتمع المدني”.
واستنكرت أمس الأحد مفوضية حقوق الإنسان منع الأجهزة الأمنية للناشطين من دخول مبانيها لتسليم المذكرة وقالت في بيان صحفي وصل مراسل الأناضول نسخة منه أن الخطوة تمثل انتهاكا صارخا للدستور واعتداء على حرم المفوضية وحصانتها.
وأشار البيان إلى أن “المفوضية ستتخذ الإجراءات اللازمة لأن مثل هذه التصرفات تحول دون أدائها للمهام التي أنشئت من أجلها”، لكنها لم تبين طبيعة الإجراء الذي ستتخذه ولا توقيته.
ومفوضية حقوق الإنسان السودانية هي مؤسسة حكومية تتبع لرئاسة الجمهورية ومهمتها حماية الحقوق الواردة في الدستور السوداني من الانتهاك.
ومنذ صدور القرارات بحق المنظمات لم تعلق أي جهة رسمية عليه لكن صحيفة مقربة من الحكومة ذكرت الاثنين الماضي أن “السلطات ستشن حملة واسعة ضد مراكز بحثية وثقافية متورطة في استلام أموال من بلدان أجنبية عبر سفارات تلك البلدان لتقويض النظام”.
لكن الباقر عفيف قال إن “مركزه يعمل وفقا للقانون وأنه يقدم ميزانيته بعد تقديمها لمراجع قانوني إلى مسجل التنظيمات التابع لمفوضية الشئون الإنسانية وأنه يملكه كل تفاصيل الدعم الخارجي الذي يتلقاه وأوجه صرفه”.
وأشار إلى أن “كل المنظمات بما فيها المنظمات شبه الحكومية تتلقى دعما خارجيا وأن السلطات على علم بذلك مسبقا”.
ولم يصدر تعقيب من السلطات السودانية حول ما ذكره عفيف.
وكان المدير التنفيذي لمركز الدراسات السودانية عبد الله أبو الريش قال لمراسل وكالة الأناضول الاثنين الماضي، إن “وزارة الإعلام والثقافة حظرت نشاط مركزه بحجة أنه يمارس أنشطة تخالف أغراض إنشائه وتضر بالأمن القومي”.
وقال الهادي علي راضي نائب رئيس “منتدى السرد والنقد” الذي يتلقى دعم إيراني وينظم جائزة سنوية تحمل اسم الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني لمراسل الأناضول في وقت سابق أن جهاز الأمن استدعى رئيسة المنتدى زينب بليل واستفسر منها عن علاقة المنتدى بالمستشارية الثقافية الإيرانية بالخرطوم قبل أن يخطرها شفاهة بقرار إغلاق المنتدى.
الخرطوم الأناضول