{ خمسة أيام قضيناها بين “كازبلانكا” كما يسميها أهلها، أو “الدار البيضاء” كما نقول نحن، و”الرباط” العاصمة، و”طنجة” حيث مقرن المحيط و البحر!
الطبيعة تسحرك منذ الوهلة الأولى، ويأخذك العجب من بساط الخضرة المفروش على مد البصر، وامتداد البلد، إذا علمت أن الأرض عندهم ترتوي بالأمطار، لا بالأنهار والخزانات، ورغم ذلك يبلغ عائد صادرات الخضر والفاكهة (2) مليار دولار!! كم يبلغ حجم الصادرات في سودان “المتعافي” والنهضة الزراعية ومشروع الجزيرة ونهر النيل الأطول في العالم؟!
{ و(2) مليار دولار أخرى هي حجم صادرات الثروة الحيوانية في المغرب الوريف، فهل تجاوزنا في السودان الشاسع العريض سقف الـ (600) مليون دولار في أحسن الأعوام، في بلد تمشي على بسيطتها أكثر من (100) مليون رأس، ويبلغ سعر كيلو الضأن في عاصمتها “خمسين جنيها”؟!
{ و(9) مليارات دولار عائدات السياحة في المغرب الجميل، بينما لم تتجاوز عندنا في أكثر التقديرات تفاؤلاً (500) مليون دولار، في وجود النيل وسواحل البحر الأحمر البكر، وآثار الحضارة النوبية التالدة والتليدة من “البجراوية” إلى “مروي”، ومن طبيعة “الدندر” البديعة إلى مفاتن “كسلا” وروعة السفاري في رمال كردفان.
ولكن من يدير الاقتصاد في حكومتنا ومن يفهم تطوير الإيرادات بعيداً عن ثقافة الرسوم والجبايات الغبية!! كلما زاد عجز الميزانية تلفتوا فلم يجدوا فكرة غير فرض رسم أو ضريبة جديدة، مرة باسم رفع الدعم عن البنزين، ومرة باسم ضريبة السيارات!
نحن لانعاني من عجز الميزانية، نحن نعاني من عجز القائمين على أمرها!!
{ ومغرب الفقراء يضرب المثل لأمثالنا في كيفية تحقيق الاستقرار الاقتصادي وكسب ثقة المستثمرين والمانحين الدوليين دون حاجة إلى بئر بترول واحدة!!
{ مؤخراً عرض صندوق النقد الدولي على المغرب قرضاً بمبلغ (9) مليارات دولار، غير أن حكومته الرشيدة لا تريد منه سوى (ملياراً ونصف المليار) !!
{ و العاقبة عندنا.. في المسرات.
صحيفة المجهر السياسي [/JUSTIFY]