تردي الوضع الإنساني بجنوب كردفان

[JUSTIFY]تعاني ولاية جنوب كردفان السودانية، وهي إحدى مناطق التماس بين السودان وجنوب السودان، أوضاعا إنسانية صعبة رغم اتفاق طرفي اتفاقية السلام الشامل على ترتيب الأوضاع المستقبلية لهذه الولاية وفق بروتوكول “المشورة الشعبية”.

وظل بند الوضع الإنساني بالولاية يشكل حضورا في المفاوضات الشائكة بين دولتي السودان، بحثا عن تهدئة التوتر الحدودي بينهما بعد انفصال دولة جنوب السودان، إذ تتمسك الخرطوم بضرورة “فك الارتباط” بين جوبا والحركة الشعبية لتحرير السودان-قطاع الشمال، كشرط لسريان اتفاق التعاون الذي وقعة الرئيسان، عمر حسن البشير وسلفاكير ميارديت، تحت رعاية الاتحاد الأفريقي بأديس أبابا في 27 سبتمبر/أيلول الماضي.

وتردت الأوضاع الإنسانية في الولاية بعد محاولة الخرطوم تجريد منتسبي الجيش الشعبي بالقوات المشتركة من السلاح في 6 يونيو/حزيران 2011، بحسب جاتيكا دلمان، وهو صحفي سوداني يعيش في مدينة كاودا بجنوب كردفان وصف الأوضاع الإنسانية هناك بأنها عصيبة.

ويتهم دلمان القوات الحكومية بقصف القرى والمدن في الولاية، ويشير إلى شهادة منظمات حقوقية دولية بهذا الخصوص، قائلا إن القصف الجوي تسبب في فشل الموسم الزراعي المطري، فضلا عن أنه قضى على الكثير من الأهالي وتسبب أيضا بنفوق العديد من قطعان الماشية.

وقال دلمان للجزيرة نت إن معسكر “أييدا” الذي يقع على بعد 75 كيلومترا داخل حدود دولة الجنوب هو أكبر المعسكرات التي تضم نازحي الحرب، حيث إن عدد اللاجئين الذي أحصي الآن يبلغ حوالي 121 ألف لاجئ معظمهم من النساء، وبينهم عشرات الأطفال المحرومين من مقاعد الدراسة ومن الرعاية الصحية.

ويرى دلمان أن أبرز العقبات أمام جهود الإغاثة الطوعية رفض الخرطوم لعمل المنظمات الأجنبية في المنطقة، مشيرا إلى أن قطع الطريق أمام وصول الإغاثة للمتضررين في المناطق التي تسيطر عليها الحركة الشعبية يزيد في معاناة الأهالي، كما أن الأمم المتحدة تضع شروطا للمنظمات الإنسانية التي ترغب في مساعدة النازحين.
الصحفي جاتيكا دلمان: الخرطوم رفضت عمل منظمات الإغاثة (الجزيرة نت)

ويدعو الصحفي السوداني المجتمع الدولي للاضطلاع بدوره الإنساني” حتى لا يكون شريكا في قتل المدنيين إذا ما تجاهل المعاناة القاسية للمتضررين من الحرب في الجبال”.

تهميش
ويؤكد القيادي بحزب الأمة بجنوب كردفان آدم كجام أن معاناة المواطنين تفاقمت إثر فشل الموسم الزراعي بسبب تفشي الآفات وهروب العمالة بعد تردي الأوضاع الأمنية في الإقليم، وأشار إلى أن أغلب النازحين في المعسكرات هم من الأطفال والنساء، و”الحكومة لا ترى أن هناك أطرافا محايدة في هذا الصراع، وتتهم الشباب والرجال بأنهم من المتمردين”.

ويقول آدم كجام إنه لا توجد قرية بجنوب كردفان تنعم بالهدوء، وبينما تعد المنطقة الغربية للولاية الأكثر استقرارا، فإن مناطق تلودي وأبو جبيهة والعباسية وكادوقلي عاصمة الولاية تعاني من ويلات الحرب في ظل غياب دور منظمات الإغاثة التي قال إن الحكومة أقصتها.

ويضيف المتحدث أن هناك مظالم وتهميشا واستقطابا إثنيا وسياسيا حادا، وأن الشروخ الاجتماعية بين المواطنين ستتفاقم ما لم تتوصل الحكومة وقطاع الشمال إلى حل سلمي عبر التفاوض.

من جهته، قال الطيب حسن بدوي نائب رئيس اللجنة السياسية للمؤتمر الوطني بجبال النوبة إن الحرب تفرز أوضاعا إنسانية قاسية على أطراف الصراع، ولكن “منذ نشوب الحرب اعتمدت الحكومة العديد من الترتيبات لتخفيف حدة المعاناة، منها دعم نشاط منظمات العمل الإنساني الوطنية”. ويرى أن الحكومة استطاعت امتصاص رغبة الطرف الآخر في أن تتحول جنوب كردفان إلى معسكر كبير للنازحين.

ويشير حسن بدوي إلى أن الحكومة وقعت اتفاقية مع الجامعة العربية والأمم المتحدة لمجابهة الأزمة الإنسانية، لكن الجهات الخارجية لم تف بالتزاماتها، ويقول بدوي إن بعض الأطراف الدولية في المقابل توقع اتفاقيات مع أن الحركة الشعبية ليست صاحبة السيادة في الإقليم.

ويؤكد بدوي أن خيار الحكومة هو الحل السلمي عبر الحوار، مستدركا بقوله “إن أبناء جبال النوبة لا يقبلون أن تكون قضاياهم رهينة لأطماع دولة جنوب السودان”.

الجدير بالذكر أن رئيس مفوضية العون الإنساني الحكومية أعلن أثناء زيارة وفد المفوضية لكادوقلي في منتصف هذا الشهر أن الأوضاع الإنسانية مستقرة بالإقليم.

[/JUSTIFY]

الجزيرة نت

Exit mobile version