هل صار سؤالاً (يقلب المواجع) .. عزيزي الزوج .. هل أنت مرتاح مع زوجتك..؟؟؟

هل أنت مرتاح مع زوجتك؟ عفواً على السؤال.. ولا يُفترض أن يحتمل التدخل في خصوصيات الآخرين… أو يفهم كذلك… وإنما هو جواب لوجوه كثير من الرجال التي نراها متعبة ومثقلة بالهموم.. فكان السؤال أعلاه أحد الاحتمالات.. ولكن ربما تكون هناك أسباب أخرى…ويبقى سؤال نصف إجابته (مجاملة) والنصف الآخر ربما (حقيقة) وفي كلتا الحالتين يبقى الجواب غالباً (مرتـاح)، وقد تكون الإجابة مغايرة…ويعبّر عنها القلب أكثر من اللسان…وهنا تكون المعاناة أكبر، لأن الحياة لم تعد إجابة عن سؤال عابر…وإنما تعبر واقعا وقدرا إلى نهاية العمر، ويرفض كثيرون السؤال الخفي: (هل أنت مرتاح مع زوجتك؟!).. ويعدونه مزيجاً من (التطفل) و(التنكيد)، حيث يسعى البعض بحسن نية أو بغيرها إلى إزعاج الزوج وإحراجه بسؤاله عن حياته الخاصة، ويزداد الأمر سوءاً إن كان هذا السؤال في مجلس عام أو بين زملاء العمل؛ بقصد الاستفزاز.
ملكية وخصوصيات:
العامل محمد عبد الله إعتبر حياته الخاصة خطاً أحمر، وليس من حق أحد أن يتدخل فيها أو يسأل عن مدى إرتياحه أو تعبه، فكما لا يحب أن يسأل أحداً عن حياته الخاصة لا يحب أن يوجه إليه هذا السؤال، مضيفاً: لكل شخص مقامه لدي، فالبعض اكتفى بالإجابة بحمد الله، بحيث تكون إجابة عامة، لا أضطر لتفصيل محتواها للسائل، بينما يختلف الأمر لو سألتني الوالدة أو الوالد فأجيبهما بما يريح قلبيهما، ولكن كما قلت خصوصياتي ملكي وحدي.
مرتاح ونص:
وبيّن الموظف عبد الباقي عبد الرحمن لـ(السوداني) أنه متزوج منذ ما يقارب العام والنصف- وأنّ عدم إنجابه وزوجته لأطفال ساهم في تكرار السؤال على مسامعه، مما جعله يعتاد على نمط الدعابة بالإجابة، حيث يرد : (مرتاح ونص… وزوجتي كل يوم عروس..؟!)… معتبراً أنّ هذا السؤال غير مناسب، خصوصاً إذا لم يشتك الزوج او يتذمر أو حتى يلمح لمن حوله بعدم إرتياحه مع زوجته، موضحاً أنّ حرص الأهل الزائد يكون سبباً في بداية التدخل في العلاقة الزوجية وأحياناً تخريبها. وختم الحديث قائلا: (الراحة بين الزوجين تبدو واضحة امام الآخرين).
رد صامت:
أما المهندس أحمد علي فقال إنّه يكتفي بالصمت في رده على هذا السؤال المحرج، مبيناً أنّه في حال كان السائل زميلاً بالعمل أو شخصاً علاقته به شخصية يستنكر منه ذلك، مفيداً أنّ البعض يعمد إلى طرح هذا السؤال وسط المجالس العامة رغبة منه في إحراج الزوج، معتبراً أنّ الأمر يعود إلى شخصية الشاب، فإذا كان من النوع الرسمي في تعاملاته فلا أحد سيفكر في طرح هذا النوع من الأسئلة المتعلقة بحياته الخاصة.
موقف صارم:
وكشف خالد ناجي أنّه تلقى تعليقات محرجة من زملائه بالعمل، فقد كان أول موظف يتزوج، ولأنّه من النوع الذي يمزح معهم لذلك تجرأ الكثير من الزملاء عليه بعد الزواج، ظناً منهم أنّه سيبقى كما كان عليه قبل الزواج، ولكنّه تغيّر، مبيناً أنّ هناك أموراً لا يجب أن يتم الخوض فيها ولها خصوصيتها، موضحاً أنّه قد ساعده في تلافي الإحراج أحد زملائه الذي تزوج بعده بثلاثة أشهر، وقد كان موقفه صارماً مع الزملاء الفضوليين، حيث أعطاهم محاضرة عن آداب السؤال؛ مما جعلهم يُنهون الحديث في هذه المواضيع منذ ذلك الحين.
عادة واطمئنان:
ورأى سامي يوسف أنّ الأصدقاء والزملاء والأهل قد يسألون الزوج من باب العادة والاطمئنان وليس التطفل أو الفضول، مضيفاً لـ(السوداني) : هناك في حياتنا اليومية العديد من الأسئلة التي نرددها يومياً بدون انتظار إجابة معينة، وهذا هو الحال خاصة مع أهلنا أو أصدقائنا، ولو لاحظنا أنّهم لا يتوقفون عند هذا السؤال كثيراً، حيث يسألون أكثر من سؤال في وقت واحد، مبيناً أنّه يرد على من يسأله بحمد الله ومعاودة السؤال.
مقارنات:
الباحثة في علم الاجتماع الاستاذة معزة الفاضل تقول لـ(السوداني): في إطار التحول الاجتماعي الذي تعيشه الأسرة السودانية في قضايا الزواج ومستجدات الحياة اليومية، نجد أن قرار الزواج قديماً كان بيد أسرتي الزوج والزوجة، وقد لا يرى الزوج زوجته إلاّ ليلة الزواج، لذلك كان السؤال (هل أنت مرتاح مع زوجتك؟!) كنوع من الاطمئنان على الحياة الجديدة، وكان للإجابة عن هذا السؤال أهميته، أما اليوم فقد اختلف الوضع مع الانفتاح الكبير، حيث نرى أنّ الزوج لا يقدم على الخطبة إلاّ وقد عرف كل شيء عن عروس المستقبل، وهناك رؤية شرعية يتبعها مكالمات بالهاتف لتقريب وجهات النظر، فلا يكون الزواج إلاّ بعد التوافق في الأفكار والانسجام بين العريسين، لذلك فالسؤال لا يكون إلاّ من باب المجاملة أو الفضول أو حتى الإحراج من قبل الأصدقاء أو الزملاء، مشدداً على أهمية أن يكون السؤال بصيغة أخرى تحمل للزوجين الدعاء بالتوفيق دون الدخول في الخصوصيات والتطفل المزعج.

الخرطوم: فاطمة خوجلي
صحيفة السوداني

Exit mobile version