العفة والفحش
من الصفات التي تحفظ للمجتمع سلامته وصحته ،ومتانته ومكانته ، صفة العفة:وهي حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة ،وهي خلق إيماني رفيع وزينة، وركن من أركان المروءة التي ينال بها الحمد والشرف،و بالعفة يحفظ الإيمان ويستجلب رضا الله الواحد الديان ، وبها يعصم المرء نفسه من الفجور والعصيان.قال في ذلك الله تعالى:[ للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم]وقال تعالى:[ وابتلوا اليتامى حتى إذا ما بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يكبروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا]وقال تعالى:[ وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا وءاتوهم من مال الله الذي آتاكم ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم]وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:”إن أناسا من الأنصار سألوا رسول الله ص فأعطاهم ، ثم سألوه فأعطاهم حتى إذا نفد ما عنده قال:{ما يكن عندي من خير فلا أدخره عنكم،ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله ، ومن يصبر يصبره الله، وما أعطي أحد من عطاء خير وأوسع من الصبر}وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي ص أنه كان يقول:{اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى}.
ومن الصفات التي تهدد سلامة المجتمع وكرامته وعزته ورفعته صفة الفحش وهي الصفة الناقضة لصفة العفة ،والفحش هو:كل ما يكرهه الطبع من رذائل الأعمال الظاهرة، وينكره العقل ويستخبثه الشرع، فيتفق في حكمه آيات الله الثلاث من الشرع والعقل والطبع ،قال تعالى:[والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون]وقال تعالى:[ إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتائ ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون] وقال تعالى:[ ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا]وقال:[وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون]وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:قال رسول الله ص:{ما كان الفحش في شيء إلا شانه ،وما كان الحياء في شيء إلا زانه}وعن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ص:{ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش، ولا البذيء}
والفحش -قولا كان أو فعلا- من الأسباب الواضحة في قطع الصلات، وبرود العواطف الحميدة ،وتهديد الكيانات المتماسكة بالتفكك والإندثار، هذا فوق ما يوجبه من سخط الله وعقابه ، وإستحقاق الوعيد في الآخرة .اللهم إنا نسألك العفاف والغنى والصلاح ، اللهم آمين.
هنادي محمد عبد المجيد
[email]hanadikhaliel@gmail.com[/email]