الصادق المهدي يعلن نيته التنحي عن رئاسة الحزب

ألمح زعيم حزب الأمة القومي المعارض “الصادق المهدي” إلى إمكانية التنحي عن قيادة الحزب العريق، ليتفرغ مطلع العام الجديد لتدريب كوكبة من قيادات حزبه لتنتخبها المؤسسات المعنية لتولي القيادة، وهو يقول: (أنا في قوة عطائي). وأعلن “المهدي” أن برنامجه خلال الفترة القادمة هو تشجيع تلك القيادات للعمل في مؤسسات الحزب كافة، وقال إنه سيرسي تجربة جديدة في ثقافة الخلافة ستكون تجربة فريدة، وزاد: (لأن العادة ألا يفكر فيها الناس إلا إذا ردوا إلى أرذل العمر أو فرضتها عليهم المنية)، وشدد على أنه يشجع إقدام تلك القيادات في مؤسسات الحزب كافة، ورأى أن عطاءه يحجب عطائهم.
وقال “المهدي”، الذي خاطب احتفالاً حضره عدد من أنصار حزبه وقيادات قوى المعارضة بمناسبة بعيد ميلاده بمنزله في الملازمين أمس (الثلاثاء)، قال إن تدريباته لقيادات حزبه سوف ترشح أكثر من خيار، وتابع: (لكن المؤسسات المعنية هي التي ستنتخب قياداتها)، وأعلن أنه سيتفرغ لستِّ مهام الأول منها وهو “أعمال فكرية لإنجاز مهام أهمها السيرة بعنوان (محمد رسول الإنسانية) وتفسير للقرآن بعنوان مقاصد التنزيل ومرجع للتنمية البشرية بعنوان التنمية المحيطة، ثانيها الدخول في عمل استثماري، ثالثها إنشاء معهد لدراسات الحوكمة، رابعها إنشاء أكاديمية رياضية، خامسها المناشط الدولية وسادسها إنشاء البقعة الجديدة بمسجدها ومعاهدها ومكتبتها”.
وكشف “المهدي” أنه كان وما يزال أكثر الناس عرضة لإغراءات سلاطين الطغيان: (لكنني مهما كان الإغراء لم أمنح نظمهم شرعية)، وتابع بالقول: (كان لي دور مفتاحي في الانتفاضات الديمقراطية) وقلل من أصوات معارضيه داخل الحزب وخارجه الذين نعتوه بالشيخوخة والديكتاتورية واتهمهم بالافتقار للحجة والغرق في الأهواء الشخصية، وأقر بتقدم سنه قائلاً: (صحيح قد تقدمتُ في السن وأن الأعوام التي قضيتها في القيادة (80%) منها في الأسر والحرمان، لكن مع ذلك أشعر بأن عطائي يزيد لا ينقص).
وقال رئيس حزب الأمة القومي إن العام المنصرم زادت فيه الحالة سوءاً واتسعت فيه جبهة المعارضة، وزاد بالقول: (إن بعض الناس عابوا علينا قلة الحماسة للإطاحة بالنظام، ونحن ملتزمون بالعمل لإقامة نظام جديد عبر وسيلتين إما الاقتداء بما حدث في جنوب أفريقيا أو الانتفاضة الشعبية بأساليب مدنية تتجنب العنف والاستنصار بالأجنبي).
وهنأ “المهدي” مصر على الإنجاز الدستوري والاستفتاء الآمن، ونصح قيادة الدولة المصرية باستدراك ما فاتها من عمل على تحقيق التوافق الوطني، مبيناً أن حزبه سيشكل آلية عالية المستوى للمتابعة والمناصحة.
وقال رئيس حزب الأمة القومي إن حكومات الطغيان – على حد وصفه – اتبعت سياسات طاردة رجحت انفصال الجنوب، مبيناً أن حزبه يعمل حالياً لمحاصرة الاختلافات وحصر السيادة المستقلة في البلدين في إطارها السياسي بينما تتسع العلاقات في الإطار الثقافي والاقتصادي وجعل وجه الشعب السوداني المتجه نحو الجنوب مختلفاً عن وجه الحكومة.
صحيفة المجهر السياسي
الخرطوم فاطمة مبارك/ سامي عبد الرحمن
Exit mobile version