الشاعرة زينب محجوب للنيلين : الشعر حالة وجدانية عميقة تنتابني، واتمني أن أضيف الجديد المفيد إلي الشعر السوداني والعربي

تكتب بإحساس صادق، عرفت كيف تصل إلى مخاطبة وجدان المستمع بانتقاء العبارات القوية والرصينة، حروفها رقيقة عند العاطفة، كلماتها قويّة عند التعبير عن تطلعاتها لوطن أجمل يسع الجميع. الشاعرة الأستاذة زينب محجوب، يستضيفها موقع النيلين ويقدمها لزواره الكرام من خلال الحوار التالي:

*بطاقة تعريفية:
الاسم: زينب محجوب عبدالله محمد
الدراسة: بري المحس الابتدائية بنات ثم البراري الثانوية، وأخيراً تخرجت من جامعة الخرطوم كليه القانون في العام 2006م.
أعمل في مجال المحاماة ، وفي مجال العمل الطوعي الخيري والثقافي .

* متى تم اكتشاف الموهبة الشعرية لديك وبدايتك، ومن شجعك ؟
منذ مرحلة الأساس وتحديداً في الصف السابع كتبت أبيات شعرية بسيطة في والدتي الحاجه آمنة عبدالرحمن، وفي الأستاذة منيرة معلمة اللغة العربية بالمدرسة آنذاك . تلقيت التشجيع من داخل الأسرة من والداي وإخوتي ومن معلماتي. وكان الفضل في تعزيز ثقتي بنفسي وبما أكتب يرجع للأستاذة ابتهال النوراني معلمة اللغة العربية بمدرسة البراري الثانوية في ذلك الوقت.

* هل لديك محاولات في مناحي الكتابة الأخرى مثل القصة، أو المقال، أو أي نشاطات فنية؟
نعم أكتب القصة القصيرة ولي عدد من المقالات يدور أغلبها عن العلاقات الانسانية ودور القانون في تنظيم الفرد والمجتمع، وأمارس عدداً من النشاطات الفنية بحكم عضويتي في مجموعه قلوبنا ليكم الثقافية الخيرية الفنية .

* أين تجدين نفسك في الكتابة الشعرية: العاطفية أم الوطنية، أم ماذا؟ وكيف توصفين شعرك؟!
أجد نفسي في كلتيهما؛ ففي العاطفية أعبر عن ما يدور بداخلي وما أراه مرتسماً علي وجوه الآخرين من مشاعر وعواطف إنسانية، وفي الوطنية أعبر عن تطلعاتي ومن حولي لوطن أجمل يسع الجميع وتتساوي فيه الحقوق والواجبات .
شعري لايزال في بداياته واتمني أن أصل به إلي مرحلة النضج الشعري .

* المرأة هي معظم محاور الكتابة الشعرية لدى الرجال، هل الرجل هو محور اهتمامك الأول؟
الرجل محور اهتمام بالنسبة لي بلا أدني شك؛ ولكن ليس في جميع حالاتي الذهنية، وهو محور الاهتمام الأول لأن هذا تحكمه ظروف نفسية بحتة .

* هل تفضلين الكتابة بالعربية الفصحى أم العامية؟
أكتب بهما معاً ولكن أجد نفسي أكثر في العامية؛ فهي الأقدر علي سبر أغواري دونما جهد وعلي الوصول بسهولة للمتلقي .

* ما هو غرضك أو رسالتك من كتابة الشعر؟!
الشعر حالة وجدانية عميقة تنتابني فأعبر بها عن ما أود قوله تجاه الأفكار والرؤي والمفاهيم، وهو إعلان رسمي لموقفي تجاه أي شئ، وأي حالة إنسانية تمر بي أو أكون شاهدة عليها فأعالجها بالكتابة حسب وجهة نظري الشخصية، ووجهة النظر هذه قد تكون صحيحة أو خاطئة ولكنها علي أي حال تصل كما هي للجميع فيؤمن بها من يراها صائبة ويكفر بها من يراها خاطئة .

* هل تستخدمين ملكة الكتابة وموهبتك الشعرية في صياغة وتقديم المرافعات القانونية أمام المحاكم؟
بالتأكيد استخدمها وهي من نعم الخالق عز وجل علي، وأحاول الاستفادة منها وتوظيفها في مهنة المحاماة وقد نجحت إلي حد كبير في ذلك .

* ما تأثير كتابتك للشعر في طريقة تعاملك مع المجتمع من حولك؟
الشعر يهذب السلوك الإنساني ويجعلك متسامحاً تجاه الأشخاص والمواقف، لذلك أنا مؤمنة بأن كتابة الشعر صنعت مني إنسانة أخرى أقل حدّة وأكثر تفهماً، ووسعت مداركي للحد الذي جعل طريقة تعاملي مع من حولي أكثر إيجابية .

* ما هي درجة تقبلك للنقد وتفاعلك مع المعجبين بأعمالك، خاصة وإنك تميلين للنشر في فضاءات الإنترنت المفتوحة؟
اتقبّل النقد البنّاء والإيجابي الهادف بصدر رحب، وأغلق أذناي عن النقد غير الموضوعي ولا ألقي له بالاً، واتفاعل بوعي وحرص واهتمام مع المعجبين بكتاباتي خصوصا في العوالم الاسفيرية لأنني بدأت منها وانطلقت كتاباتي عبرها، وأحمد الله كثيراً علي أن هناك من يتابعون كتاباتي ويجدون فيها ملاذاً لهم وعزاء، هم زادي لغد أجمل وحرف أصدق .

* ما هو طموحك ومشاريعك في مجال الكتابة الشعرية؟
طموحي أن أقدم الأفضل دائماً والذي يرقي إلي ذوق المتلقي السوداني البسيط والمثقف، واتمني أن أضيف الجديد المفيد إلي الشعر السوداني والعربي، وأن انتقل معه وبه إلي فضاءات أرحب .

* حدثينا عن مجموعة قلوبنا ليكم ونشاطك فيها؟
مجموعة قلوبنا ليكم هي مجموعة ثقافية خيرية فنية تعني بالعمل الطوعي الخيري والفني في السودان، والمجموعة لها نشاطات خيرية متعددة في الدور الإيوائية وفي دور رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة و دور رعاية المعاقين، وللمجموعة نشاطات فنية متمثلة في سلسلة مهرجانات ثلاثي الإبداع والذي تكرم فيه المجموعة عدداً من المبدعين في بلادي في كافة مجالات الفن والإبداع، ورسّخت المجموعة مفهوم التكريم كآداة من أدوات العمل الاجتماعي الطوعي والذي هو مسئولية الجميع تجاه المبدعين، وفي ظل الغياب المتكرر لمؤسسات الدولة ذات الصلة رفعت مجموعة قلوبنا ليكم راية الوفاء لتعبّر عن الامتنان للمبدع وذويه لما قدمه خلال مسيرته الفنية، وتكريم المبدع وهو علي قيد الحياة تحفيزاً له للمزيد من العطاء في مستقبل الأيام وضخ للدماء الجديدة في عروقه ليبدع أكثر كما صرحت الكثير من الشخصيات التي قامت المجموعه بتكريمها في مهرجانات ثلاثي الإبداع من الأول وحتي العاشر .

* رسالة لزوار موقع النيلين؟
سعيدة جداً بأني كنت ضيفة علي الموقع وزواره الأكارم لقناعتي بأنّه عبارة عن سودان مصغر يحوي بداخله مختلف الأفكار والثقافات والسحنات والتي تلتقي لتتلاحق هنا، وتكوّن الشخصية السودانية المتفردة. واتمني أن أكون قد نجحت إلي حد ما في التعريف عني وعن حروفي، فأنا منكم وبكم وإليكم أكتب .. مع خالص احترامي وتقديري للجميع ..

نماذج من شعر الأستاذة زينب محجوب:
مقطع من نص بعنوان ” دم البلد ”

دفق دم البلد وبسيل
علي الأرض السماها انقد ..
رعف أنف البلد والناس
بتمزج بالهظار الجد ..
نزل دم الرهيفة و سال
وكت فات الكتال الحد ..
منو الشيال تقيلة وحار
بشيل طوبو ويعلي السد ؟
ويفرد للشواطئ مكان
وكت بحر المظالم مد ..
ويمنع سيل دمانا يفيض
يخفف من قساوة الرد ..
منو السواي وما حداث؟
جدار الظلم بيو يتهد ..

مقاطع دوبيت بعنوان ” أبسم ”

أبسم خلي بسماتك تضوي الحتة ..
ياتمنين في ميّة وتسعة زايد ستة ..
شافوك النجوم ساعه ظهرت وبنتا ..
غارن من ضياك ياللي سماهن زنتا ..

أبسم يا جميل ياضي صباحنا ونورنا ..
جود وانت الكريم اطرانا مرّة وزورنا ..
يارب الجمال يازاهي جوّة شعورنا ..
طلّيت في ربيع أيامنا طلا سرورنا ..

نص بعنوان : ” بحري ”

جميلة ومافى ليك مثيل ..
فريدة وقلبى ليك بميل ..
وكت اغشاك مشاعرى تسيل ..
بيوتك شامخة زى توتيل ..
وارضك خضراء يا بحرى
مجرتقة بالجروف والنيل ..

فيك بس حتة يا بحرى
معشعشة فى سبايب الراس ..
محل سيدى وحبيبى أنا
ومكان الروعة و الأحساس ..
نماذج لأشعار زينب محجوب من هنا

Exit mobile version