لكن المؤسف أن الكثيرين وبعضهم أحسبهم من المثقفين أرادوا أن يمحوا مسيرة حافلة امتدت لأكثر من خمسة عشر عاماً لـ «سيدا» بجرة قلم فقط لأنهم اعتصموا خمسة عشر يوماً بمعدل يوم واحد لكل سنة قضاها في الملاعب يصول ويجول وينثر الفن والإبداع.. اعتصموا احتجاجاً لشطب الثنائي ولإثناء إدارة الهلال للعدول عن القرار الظالم والمجحف حد تعبيرهم، هو الظلم بعينه..
الاعتصام لم يأت بخير ولم يثمر عن نتيجة.. والإدارة تتمسك بالقرار.. هذه الجماهير الهلالية ماذا تريد من الـ «هيثم وعلاء الدين»؟!.. وإلى متى ينتظر الثنائي الرأفة والرحمة من إدارة الهلال لتفكر في إعادتهما؟!.. وإلى متى يكونا في بند العطالة؟!.. وهل هذه الجماهير ستمنحهما راتباً شهرياً؟! وإلى متى؟!.. اللاعبان اختارا الطريقة المثلى لتأمين حياتهما..
الثنائي قدما للهلال وقبله للسودان كل ما يمكن أن يقدمه لاعب من بذل وعطاء وتضحية بكل تفان لا يمكن لكائن من كان أن يحجب شمس الحقيقة بغربال في لحظة غضب لا يستطيع أن يفرق بين الأبيض والأسود خاصة الفلتة هيثم..
يجب أن نعي تماماً ان النادي كأي مؤسسة أو شركة أو جهة حكومية وكذلك اللاعب أو المدرب يماثل الموظف والعامل.. وعندما يسرح للصالح العام أو الخاص أو يتقاعد فمن البديهي عن يبحث جهة أخرى ليبدأ عمله من جديد.. ولا يعقل أن يلزم البيت أو المقاهي ليلعب الطاولة ويتسلى لقتل الوقت.. وما ينطبق على هذه الشريحة ينطبق على اللاعبين.. وهناك بون شاسع بين الاخلاص والتضحية والمصلحة الشخصية والمكوث في المنزل بلا «شغل» أو «مشغلة».. فهؤلاء الذين يرمون الهيثم وعلاء الدين بالحجارة ويصفونهما بالتمرد ماذا فاعلون لو فصلوا اليوم قبل الغد من عملهم ـ لا سمح الله ـ؟! هل سيكون الولاء والانتماء لمصلحتهم ومؤسستهم وشركتهم القديمة للأبد ويرفضون كل العروض والمغريات الجديدة؟!
اتفاقية «الجنتلمان» والذي يقال إنها لا تساوي الحبر الذي كتبت به بعيدة كل البعد عن تسجيلات الثنائي لأنهما لم يكونا أصلاً ضمن الكشوفات الهلالية..
يجب الابتعاد عن التعصب المضر والتفكير بعقلية القرون الأولى والعصور الحجرية والتي ولت إلى غير رجعة وأن نعي بأن عصر الاحتراف يوم هنا وآخر هناك وفي الغالب الغلبة لمن يدفع أكثر.. وعلى الهلالاب أن ينسوا هيثم وعلاء الدين وألا يحيدوا عن تشجيع المنتخب القومي إذا لعب الثنائي صاحبا الجدل البيزنطي في المريخ والهلال كالبيضة أولاً أم الدجاجة؟؟ محيي الدين حسن محيي الدين
صحيفة الانتباهة