أشعل سوانسي سيتي الصراع بين قطبي مانشستر وذلك بعدما أجبر مانشستر يونايتد المتصدر على الاكتفاء بالتعادل للمرة الأولى منذ نيسان/أبريل الماضي بانتهاء المباراة بينهما على ملعب “ليبرتي ستاديوم” 1-1 الأحد في المرحلة الثامنة عشرة من الدوري الإنكليزي لكرة القدم.
وتقلص الفارق بين يونايتد الذي لم يخسر في الدوري أمام مضيفه الويلزي منذ عام 1982، وجاره سيتي حامل اللقب إلى أربع نقاط عوضاً عن ست وذلك لأن الأخير حقق السبت فوزاً بشق النفس على ضيفه ريدينغ 1-صفر بفضل هدف سجله غاريث باري في الوقت القاتل.
وهذه المرة الأولى التي يكتفي فيها يونايتد بالتعادل في آخر 21 مباراة (رقم قياسي شخصي له في الدوري الممتاز)، إذ أن تعادله الأخير يعود إلى نيسان/أبريل الماضي أمام ايفرتون (4-4 على أرضه).
وفشل فريق المدرب الاسكتلندي اليكس فيرغوسون بالتالي في تحقيق فوزه السادس على التوالي والخامس عشر هذا الموسم واكتفى بنقطة في مرحلة حساسة من الموسم كونه، كما حال الفرق الأخرى، يخوض أربع مباريات في غضون 10 أيام تقريباً لأن الدوري الممتاز لا يتوقف خلال فترة الأعياد بل أنه يخوض مباراتين إضافيتين بعد عيد الميلاد في يوم ما يعرف بـ”بوكيسنغ داي” وخلال عيد رأس السنة، وبالتالي قد يلعب التعب دوراً في قلب الطاولة وتغيير الحسابات.
والأمر الإيجابي ليونايتد الذي أوقعته قرعة الدور الثاني من مسابقة دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد الإسباني حامل الرقم القياسي بعدد الألقاب (9)، هو أنه يخوض مباراتي الأربعاء والسبت المقبلين على أرضه أمام نيوكاسل يونايتد ثم وست بروميتش البيون قبل أن يحل يوم رأس السنة ضيفا على ويغان اثلتيك.
وشهدت مباراة اليوم عودة المدافع الصربي نيمانيا فيديتش الى تشكيلة مانشستر للمرة الأولى منذ آواخر أيلول/سبتمبر الماضي بعد شفائه من عملية جراحية من أجل إزالة غضروف، وهو لعب أساسياً إلى جانب جون ايفانز الذي عاد بدوره من الإصابة، وقد لعب الاثنان على حساب ريو فرديناند وكريس سمولينغ فيما غاب الظهير البرازيلي رافايل دا سيلفا للمرحلة الثانية بسبب إصابة في العضلة العليا الخلفية للفخذ.
وشكل غياب فيديتش عن دفاع “الشياطين الحمر” مشكلة لفيرغوسون لأن فريقه لم يحافظ على نظافة شباكه سوى خمس مرات في 25 مباراة خاضها في جميع المسابقات هذا الموسم، وكانت مباراة الأول من الشهر الحالي أمام ريدينغ في المرحلة الخامسة عشرة من الدوري المحلي أبرز دليل على هشاشة دفاعه إذ تلقت شباكه ثلاثة أهداف في الشوط الأول من المباراة التي انتهت لمصلحته 4-3.
وبدا دفاع يونايتد مهزوزاً أيضا في بداية مباراة اليوم رغم وجود فيديتش إذ كان سوانسي الأخطر على مرمى الحارس الإسباني دافيد دي خيا الذي اضطر للتدخل في وجه تسديدة من حدود المنطقة لواين راتليدج (11)، ثم أتبعها الإسباني ميتشو بتسديدة أخرى لكنها كانت ضعيفة لم يجد مواطنه صعوبة في التعامل معها (13).
وجاء رد يونايتد بتسديدة قوية لواين روني تمكن الحارس الهولندي ميشال فورم الذي لعب أساسياً على حساب الألماني غيرهارد تريميل، من صدها (13) ثم تدخل مجدداً على محاولة لاشلي يونغ وحول الكرة إلى ركنية نفذها الهولندي روبن فان بيرسي وأثمرت عن افتتاح التسجيل للضيوف بفضل رأسية الظهير الفرنسي باتريس ايفرا (16).
لكن هذا الهدف لم يؤثر على معنويات فريق المدرب الدنماركي مايكل لاودروم، إذ حاول صاحب الأرض العودة إلى اللقاء ونجح في تحقيق مبتغاه في الدقيقة 29 إثر لعبة جماعية مميزة تمكن على إثرها الكندي-الهولندي جوناثان دي غوزمان من كسر مصيدة التسلل إثر تمريرة بينية متقنة من راتليدج الذي انفرد بدي خيا وحاول أن يضع الكرة في الشباك فصدها الأخير ببراعة لكنها سقطت أمام مواطنه ميتشو الذي تابعها في المرمى، رافعاً رصيده إلى 13 هدفا وحيداً في صدارة ترتيب الهدافين بفارق هدف عن فان بيرسي.
وهذا الهدف ال25 الذي يدخل شباك يونايتد هذا الموسم، ما يجعله ثامن أسوأ دفاع في الدوري، علماً بأن مجموع الأهداف التي دخلت مرماه في 18 مباراة حتى الآن أكثر من مجموع الأهداف التي دخلت شباكه خلال موسمي 2007-2008 (22 هدفا) و2008-2009 (24 هدفا) بأكملهما.
وواصل سوانسي اندفاعه وحاصر يونايتد في منطقته وكان قريبا من تسجيل هدف التقدم بعد مجهود مميز على الجهة اليمنى لدي غوزمان الذي تلاعب بتوم كليفرلي قبل أن يسدد الكرة من زاوية ضيقة لكن دي خيا كان له بالمرصاد (38).
واستمر الوضع على حاله في بداية الشوط الثاني حيث حصل سوانسي على فرصتين لتسجيل هدف التقدم لكن دي خيا تألق في وجه الهولندي كيمي اغوستيين (53) وراتليدج (55) وانقذ فريقه الذي كاد ان يخطف هدف التقدم في الدقيقة 67 لو لم يعاند الحظ فان بيرسي بعدما ارتدت تسديدته “الطائرة” من العارضة اثر عرضية من روني، ثم تكرر الأمر في الدقيقة 78 عندما ارتدت رأسية مايكل كاريك من العارضة أيضا.