* أَين دور مصر في قضية العرب الأولى، فلسطـين… فتوازن القوى في المنطقة، لصالح إسرائيل؟؟!
* الإرهاب، أصبح ظاهرة عالمية.. وأنتم اكتويتم منه، وأضرّ بالسياحة في مصر.. ولكن، هناك مآخذ عليكم أَنَْ دائرة مواجهة الإرهاب، اتسعت لتمنع النشاط السياسي لبعض الأحزاب: لماذا تحظرون حركة الأخوان المسلمين؟؟.
* رغم التطور السياسي، بعد ثورة يوليو 1952، في مصر… والذي انتهى إلى نظام تعددي، إلاَّ أنَّ بروز وصعود جمال مبارك، ينبيء باحتمالات نمط رئاسي وراثي؟!
«السفير »:
* نسعى لإيجاد مخرج للخلافات المتجددة بين حماس والسلطة الفلسطينية
* ليس هناك إتجاه لتوريث الحكم لـ«جمال مبارك»… والباب مفتوح للجميع
* لهذه الأسباب كان حظر حركة الأخوان المسلمين في مصر
* لم نتردد في طرح كلّ ما يدور في ذهن المواطن العربي.. تجاه كافة القضايا المحلية والاقليمية والدولية، المتعلقة بمصر… فهي الدولة ذات الثقل الكبير والدور المعتبر، في المنطقة.
وقد شئت أَنْ يكون الحديث ساخناً وشفافاً وجريئاً.. بعيداً عن المجاملات أو التنميقات.
* الحديث كان شاملاً… وتطرّق لمجمل شؤون الشرق الأوسط… وقضايا مصر الداخلية…
وقد ركّزنا على موضوعات تهم السودان ومصر، بخلفيات تأريخية وآنية..
عادل سيد أحمد
* الشرق الاوسط
** قضايا الشرق الأوسط بشكل عام، شائكة ومعقدة.. خاصة القضية الفلسطينية بين حماس والسلطة الفلسطينية من جهة، وبين السلطة الفلسطينية واسرائيل، من جهة أخرى .. نريد معرفة الدور المصري، في هذا الصدد؟!.
– مصر دائماً وأبداً لها حضور يفرضه عليها التاريخ.. وبحكم عوامل الجغرافيا، فهي أكبر دولة عربية، ولها دور سياسي مفهوم في كل الأوقات.. ليس فقط في السنوات الماضية.. ولكن أيضاً في المرحلة الحالية ومستقبلاً.
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أنتم تعلمون أن لمصر دوراً مؤثراً وأساسياً، في كافة الاتصالات التي تتم بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية من جهة، وبين اسرائيل وحماس من ناحية أخرى..
وفيما يتعلق بحماس والسلطة الفلسطينية، تقوم مصر بدور مؤثر.. فهي تحاول أَن تجمع الطرفين لاجراء المصالحة الفلسطينية، وايجاد حل ومخرج للخلافات المتجددة بين حماس والسلطة الفلسطينية، لصالح الشعب الفلسطيني. حتى تتفق الاطراف الفلسطينية على موقف موحد تجاه اسرائيل، واستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين لتحقيق حل سلمي..
مصر دورها مطلوب ومعترف به من كل الأطراف الاقليمية والدولية، وأيضاً هذا الدور معترف به ومفروض عليها.
مصر لا تتوانى في القيام بدورها.. ليس فقط تجاه القضية الفلسطينية.. لكن تجاه كل القضايا العربية.
* الارهاب
** موضوع الارهاب، من المواضيع التي شغلت مصر، فهو يؤثر سلباً على السياحة.. هل نستطيع أن نقول إنها قضت على مشكلة الارهاب بالكامل، وأغلقت ملفه للابد..؟!.
– القضية الأولى والشغل الشاغل للقيادة السياسية في مصر، هو مواجهة موجة الارهاب، والتي ظهرت منذ سنوات عديدة.. وبالأصح فإن الجهات المصرية المعنية نجحت إلى حد كبير في القضاء على ظاهرة الارهاب..
ولكن على فترات بعيدة تظهر بعض الأحداث الارهابية، وأخرها ما حدث في شرم الشيخ منذ عدة أشهر .. ولكن اجمالاً نستطيع أن نقول: إن السلطات المصرية المعنية، نجحت لحدٍ كبير جداً في القضاء على ظاهرة الارهاب.. وهي تتابع بجهد هذا الأمر لاجتثاث كل جذور الارهاب في مصر.. نحن متعاونون مع كافة دول العالم لمكافحة ظاهرة الارهاب.. هناك تعاون معروف لمصر ليس فقط مع الدول الغربية.. ولكن مع شقيقاتها من الدول العربية… والتجربة المصرية في مواجهة الارهاب معروفة لدى الجميع.. كان هناك توجه للتعامل مع هذه الظاهرة على كافة الاوجه والأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى الدينية، من أجل خلق حوار هاديء مع الجماعات المتطرفة.. والكل يعلم أنه كانت تجري ندوات مع بعض عناصر التطرف من وقت لآخر بشكل هاديء لمعالجة حتى المسائل والمفاهيم الخاطئة، والتي تتركز في آدابهم، ويعتقدون بها انهم هم الذين يطبقون الدين الصحيح والقويم.. هذه الحوارات معهم كانت نتيجتها أن هؤلاء يرجعون إلى رشدهم، ويفهمون الدين على وجهه الصحيح.. هذا الحوار كان فعالاً، وله اثره الطيب في هذا الاتجاه.. بدليل أن الكثير من هذه العناصر المتطرفة غيرت مفاهيمها تماماً، وأصدرت نداءات لاخوانهم في الحركات المتطرفة، خاصة الجماعة الاسلامية.. تدعوهم لايقاف كل أنشطتها الارهابية، والرجوع لمباديء دين الاسلام السمحة، التي لا تحض على وجه الاطلاق إلى استخدام العنف، كوسيلة للوصول لأهداف سياسية.. بل بالعكس فإن الاتجاه في الدين الاسلامي دائماً يحض على حسن استضافة المسلمين للأجانب، حتى السياح الأوروبيين.. ليأخذوا فكرة طيبة عن الاسلام، الذي يدعو إلى كرم الضيافة مع الأجانب..
المعلوم تماماً أن الأحداث الارهابية كانت تستهدف ضرب الاقتصاد المصري في الصميم، والقضاء على ظاهرة الأعداد المتزايدة من السياح القادمين لمصر.. ولكن الآن نجحنا بشكل كبير في القضاء على هذه الظاهرة، والسياحة تشهد ازدهاراً في مصر.. السواح الذين يأتون لمصر حوالى 9 ملايين.. والمستهدف خلال السنوات القليلة القادمة أن تصل إلى 15 مليون سائح.
*الاخوان المسلمين
** لماذا يتم حظر نشاط الأخوان المسلمين في مصر، رغم وجود قانون يبيح التعددية السياسية والفكرية؟!.
– فيما يتعلق بالاخوان المسلمين، الكل يعلم أن هناك استغلالاً للدين للوصول لأهداف سياسية معينة.. وهو في النهاية الوصول لسدة الحكم.. ربما يلجأون لأساليب مختلفة تظهر عكس ما يبطنه هؤلاء.. والباب مفتوح للجميع، للمشاركة في كافة الأحزاب السياسية.. ومن يرغب في تأسيس حزب، فليتقدم بطلبه لاقامة الحزب السياسي.. ونعلم أنهم كانوا ينضمون إلى حزب العمل في فترة من الفترات، وكانوا يمارسون نشاطهم السياسي دون حجر.. نحن نرفض تماماً أصباغ الأحزاب السياسية بأية صبغة دينية.. هناك عنصر آخر في مصر ديني، هم الأقباط.. لا نريد لأي طرف سواء الأخوان المسلمين أو غيره أن يستغل المناخ السياسي الحالي، ومناخ الحريات لصبغة دينية معينة.. ومن هنا كان الموضوع ألا يستخدم الدين للوصول لأي هدف سياسي.. وعلى من يرغب ان يمارس السياسة أن ينضم لأي حزب سياسي قائم أو يتقدم بطلب لاقامة حزب سياسي، ويتم النظر في طلبه، وعمل الاجراءات التي تتبع، والسماح له بإنشاء الحزب.
* جمال مبارك
** مصر بعد النظام الملكي وقيام الثورة في 23 يوليو 1952م، اعتمدت نظام سياسي.. بدأ شمولياً، ثم تطور الى نظام تعددي، يقوم على الأحزاب.. لكن بعض الناس يتساءلون: في خضم هذا التطور يبرز نظام رئاسي جمهوري يتجه الى التوريث.. إن المرشح للجمهورية الرئاسية هو السيد جمال مبارك.. ما تعليقكم؟!.
– مثل هذا الكلام يطرح من آنٍ لآخر… كل مرحلة تاريخية لها ظروفها.. وتجربة نظام الحزب الواحد هي التي كانت تسود في كل دول العالم الثالث، ودول الكتلة الشرقية.. وأعتقد أن هذا النظام كان مناسباً لهذه المرحلة.. التطورات التي حدثت فيما بعد حرب أكتوبر 1971، كانت متجهة نحو التعدد.. خاصة في افريقيا وغيرها.. والتجربة الجديدة، أفرزت عدة أحزاب، وبعد تعديل انتخاب رئيس الجمهورية، أصبحت هناك فرصة للأحزاب لأن ترشح منها من يدخل في المنافسة على منصب رئيس الجمهورية.. والتجربة الأخيرة أثبتت أن هناك توجهاً يختلف تماماً عن المرحلة السابقة.. لأنه تتاح الفرصة لأكثر من بديل للناخب المصري للاختيار.
وفيما يتعلق بالافرازات التي نتجت عن النظام التعددي الحزبي، وما تردد حوله عن أن هناك اتجاهاً للتوريث… هذا الكلام، ولو أن البعض يمثلون دوراً على الساحة السياسية بهذا الشكل، فالحقيقة لا يقدم النظام بأي شكل من الأشكال لأن تصل الأمور لمبدأ التوريث.. هذا المبدأ ليس له ما يسنده دستورياً أو سياسياً.. فالباب مفتوح للجميع، لأن يتنافسوا على منصب رئيس الجمهورية… نتمنى للرئيس مبارك الصحة، وطول العمر.. ومستقبلاً فإن الباب مفتوح للجميع للمنافسة على منصب رئيس الجمهورية..
ووفقاً للنظام الحالي لانتخاب الرئيس، فليس هناك على الاطلاق ما يسند أي اشاعة عن أن هناك اتجاهاً للتوريث.. فالأمر متروك للناخب في أن يختار من يختاره.
حتى لو رشح جمال مبارك نفسه، عندئذٍ فالأمر متروك للناخب المصري.. والموضوع لا يتم بشكل آلي، بأن يقولوا للأستاذ جمال مبارك تفضل وأجلس في منصب رئيس الجمهورية، لأنك الأحق بهذا المكان.. هذا ليس وارداً، لأن هذا ليس له ما يسنده دستورياً ولا قانونياً ولا منطقياً. ولو رشح جمال نفسه للرئاسة، فهذا حقه كمواطن، وحقه كعضو في الحزب الحاكم.[/ALIGN]