علاء الدين والعلاج السحري

علاء الدين والعلاج السحري
الأستاذ علاء الدين جعفر محمد علي (46 سنة) شاءت الأقدار أن يفقد بصره بسبب معلم في المرحلة الابتدائية إذ صفعه صفعة بينها وبين الأهداف التربوية بعد المشرقين، ولكن ليس هذا موضوعنا لعدة أسباب منها: أن الله عوضه عن بصره بصيرة نافذة، ثم ثانيا لم تعطله هذه الإعاقة عن دراسته كما سنرى، والأهم أن علاء الدين وأهله قد عفوا عن ذلك المعلم في وقتها ولا يحمل علاء أي غل أو ضغينة تجاه المدرسة أو المدرسين. استطاع علاء الدين إكمال مشواره التعليمي إذ درس القانون واجتاز المعادلة وهو الآن محامي وإن كان يرغب في العمل في القضاء الجالس بشقيه ولكن القائمين على الأمر لم يعطوه الفرصة بحجة الإعاقة البصرية وعندما صدر قرار يلزم أي مؤسسة بإتاحة الفرص للمعاقين بنسبة 2% وذهب علاء للنائب العام ليعمل مستشارا وجد أن عمره قد تجاوز العمر المطلوب بعامين ولم يطبق القرار عليه بأثر رجعي.
علاء الدين والحمد لله ينعم بدفء الأسرة مع زوجة صالحة وثلاثة أطفال في حي شعبي ولكن أقدار الله أرادت أن يصاب بذبحة صدرية أرقدته في مستشفى الشعب أسبوعا ثم تقررت له قسطرة علاجية بتكلفة سبعة آلاف جنيه (بالجديد). رقة حاله جعلته يلجأ للمؤسسات التي أنشأتها الدولة للمساعدة في مثل هذة الحالات فبدأ المشوار بشركة الخرطوم للخدمات الصحية المسماة شوامخ فقيل له عليه أن يودع بين الخمسمائة إلى ألف جنيه للمستشفى وبعد ذلك سوف تمنحه (السيدة) شوامخ ألفا آخر (لكن منين يا حسرة؟) ذهب لوزارة المالية الولائية وهناك طلب منه أن يورد 30% من المبلغ المطلوب للمستشفى ثم بعد ذلك سوف تساهم السيدة الوزارة معه (أخير قبُل) بعدها اتجه علاء الدين إلى ديوان الزكاة وهناك قالوا له إنهم سوف يعطونه ألف وخمسمائة جنيه ولكن شريطة أن يكون قد ورد للمستشفى بقية المبلغ وهو خمسة آلاف وخمسمائة جنيه ولن يدفعوا المبلغ الذي وعدوه به في الأسبوع الأول من يوليو القادم, كأنما هناك مفاوضات بين علاء والمرض (هذا هو السيد ديوان الزكاة!).
علاء الدين الذي تعود التعايش مع ظلم مؤسسات الدولة منذ المرحلة الابتدائية إلى عدم التوظيف إلى عدم العلاج الآن يكابد ويجابد من الأسرة الممتدة ومن بعض الجهات الخيرة الأخرى لجمع المبلغ المطلوب، وإن شاء الله سوف يدخل مستشفى الشعب (لاحظ الشعب) يوم الأحد القادم لإجراء عملية القسطرة العلاجية ولكنه يعرض المشكلة هنا لكي يعرف المسؤلون عن هذا الشعب الفضل كيف تتعامل هذه المؤسسات التي يفترض أن تكون تكافلية مع هذا الشعب الفضل هذا إن كانوا لا يعلمون ولكي يتفرج هذا الشعب على خواء هذه المؤسسات التي أصبحت مثل البنوك المسماة إسلامية في مطالبتها بـ(هامش جدية) كأنما المريض مثله مثل المرابح والمضارب والمشارك هؤلاء الذين هبروا بالمليارات لا بل الترليونات، فالواضح أن هذا المبلغ المطلوب إيداعه لإثبات أن المال سوف يذهب للجهة المخصص لها علما بأن هناك ألف سبيل آخر لمعرفة هذا الأمر لكنها المحقة وبؤس الفكر الإداري هذا إذا لم نقل إنه الفساد لا شيء غير الفساد وتبكي يا بلدي الحبيب.
حاطب ليل- السوداني
[email]tahersati@hotmail.com[/email]
Exit mobile version