انها المفارقة بعينها ان تصبح مياه الشرب هى الوسيلة الفعالة لنقل الامراض فى السودان , فى اى بقعة من بقاع الدنيا لو حدث خلل اقل شأنا من ذلك لذهبت الحكومة الولائية الى الجحيم , وهنا الخلل ظاهر وكذا اثاره المفضية للموت والمرض بكل مايمثل ذلك من اهدار لحق الحياة وحق العيش الامن , هكذا يجرى التعامل مع امر يتعلق بحياة وموت البشر الذين يتحولون لمجرد ارقام تبقى فى دفتى تقرير بينما المسئولين يباشرون حياتهم كالمعتاد لا شئ يحدث لا حساب او عقاب لحاكم او لمسئول .
الظاهرة ليست قاصرة على الجزيرة بل هى عامة فاأهل الخرطوم قد خبروا تلوث المياه ورأوا باعينهم الديدان و الاجسام العالقة تجرى غير عابئة فى مياه (الحنفيات ) فى المنازل حتى اضطر البعض للشرب مباشرة من الابار وعافت انفسهم مياه الانابيب الملوثة ذات الرائحة الكريهة انه الاستهتار طال كل شئ حتى مياه الشرب مع لا مبالاة متفاقمة ..اذن لا نحلم فى ظل الانقاذ بتحسن الاحوال .المطلوب من الاحزاب السياسية والمنظمات المدنية واللجان الشعبية الديمقراطية رفع الوعى بالحقوق وممارسة كافة اشكال الضغوط على السلطات المحلية لتوفير خدمات المياه النقية ( المدفوعة القيمة سلفا) حان الوقت لتغيير الخطاب السياسى المعارض من العام للخاص ومن الشعار لقضايا يومية لا تتحمل التأجيل , هذا العمل اليومى هو وحده الذى يقود لتجميع ارادة التغيير الجذرى لنخرج من دائرة البؤس الحالية , وهل هناك ما هو اشد بؤسا من موت البشر بتلوث المياه فى بلد يجرى فى ارضها اعذب انهار العالم ؟
الميدان