* ولم يكتف السيد وزير الخارجية بذلك، بل أكد في رده على طلب الإحاطة الذي تقدم به بعض أعضاء المجلس الوطني أول امس، بأن الحكومة استوثقت من مصادر داخل الجماهيرية الليبية من صحة مشاركة أفراد من الحركات المسلحة في عمليات الاقتتال الدائرة في ليبيا، وقال ( إن تحقيقات واسعة أجريت بواسطة سودانيين داخل ليبيا وعبر سفارتنا في طرابلس وقنصليات بنغازي والكفرة، وتأكد لنا صحة ذلك) .. أي أن سيادته ما زال مصرا على تحريض الليبيين على المواطنين السودانيين المقيمين في ليبيا، بغض النظر عن كونهم متمردين على الحكومة السودانية ام لا، حيث لا يمكن لأي مواطن ليبي، خاصة فى الظروف التى تشهدها ليبيا، ان يتأكد ما إذا كان المواطن السوداني الذي يراه أمامه أو يعيش معه في نفس الحي متمردا أم لا؛ حتى يحدد طريقة التعامل معه .. تخيلوا وزير خارجية يحرض على مواطنيه بدلا عن حمايتهم..!!
* وقال الوزير (المسؤول عن أرواح السودانيين بالخارج) بأن رده تأسس على إبراء ساحة أي مواطن سوداني، وتوضيح أن ما حدث لا يعدو كونه تصرفاً شاذاً من قله شاذة؛ أملته عليها المصالح الفردية، مؤكدا عدم تأثر أي سوداني من تصريحات وزارته ..( ولكن كان يمكن ان تؤثر، أليس كذلك يا سيادة الوزير، ثم هل بالضرورة ان يصاب أحد او يقتل حتى يقع الضرر.. أليس تسبيب الرعب والهلع ــ لوأخذنا بصحة حديث الوزير بأنه لم يصب أو يقتل احد ــ هو أسوأ أنواع الضرر، أم ما هو الضرر في رأى الوزير الهمام) ؟!
* ونأتي إلى أغرب ما باح به الوزير أمام المجلس كاشفا عن موهبته الجديدة في تحديد هويات الناس بما كانوا يأكلونه، والمكان الذي كانوا يأكلون فيه، حيث قال بأنه كان من بين المواطنين السودانيين الذين أجلتهم الحكومة السودانية من ليبيا (وجوه لأشخاص كانوا يأكلون في أماكن خاصة) في إشارة الى بعض عناصر الحركات المسلحة التي جاءت من المعسكرات..!!
* ولكي لا أظلم السيد الوزير وأمر مرور الكرام على موهبته الجديدة، فلا بد ان أخصص لها عمودا منفصلا .. فانتظروني غدا بإذن الله.
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email]
الاخبار، 23 يونيو 2011