هل يأثر قانون تكوين الجاليات علي ترابط السودانيين بالسعودية؟

[JUSTIFY]عرف السودانيون الهجرة منذ وقت مبكر، وتعتبر الجاليات السودانية من اوائل الجاليات في المملكة العربية السعودية التي بادرت بتأسيس روابط ومنظمات وجمعيات تمثلهم وتلم شملهم وتوحد جهدهم وتستثمر طاقتهم نحو خدمة مناطقهم ووطنهم الكبير السودان، انتشرت الجمعيات بين قطاع كبير من المغتربين وفوائدها لا تحصى، وتقوم بدور كبير في توطيد العلاقات والتماسك الاجتماعي بين السودانيين وربطهم بوطنهم والمحافظة على التقاليد السمحة لانها تمثل كيانًا جامعًا لابناء القرية او الحي او المدينة مما يسهل التواصل بينهم، وتتيح دور الجمعيات اللقاءات اليومية والاسبوعية والشهرية والسنوية العامة على اقل تقدير ولها انشطة متنوعة وبرامج خيرية لأعضائها كالعمل على تأهيلهم وزيادة كفاءتهم العملية والعملية بالدورات التدريبية المختلفة، كذلك تقدم العلاج بالتعاقد مع المرافق الصحية الاهلية لتيسير امور الزواج ومساعدة المحتاجين وغيرها، وهذه الجمعيات بمثابة المؤسسات التربوية والدعوية والاجتماعية والثقافية والرياضية وتنظيم اعمالها وفق نظم ولوائح وقوانين متفق عليها، وتحمل الجمعيات أسماء بعض القبائل ولها دور للتلاقي والتسلية قبل ان يكون لها دور اجتماعي ثم ثقافي ورياضي وبمرور الوقت صارت هنالك منظمات وجمعيات بمفهوم اوسع تضم تحت لوائها عددًا كبيرًا من السودانيين بالخارج دون اعتبار لقبيلة او منطقة فكانت اتحادات الجاليات في العواصم والمدن الكبرى والروابط التي تتبع لها في مختلف المناطق ولا شك ان المنظمات والجمعيات والروابط تقوم بدور كبير ومهم، كما ان الحاجة لهذه المنظمات والجمعيات في تزايد كبير وفق دورها اجتماعيًا او ثقافيًا.
كما ان الجمعيات الطوعية تقوم بأعمال اكبر من حجمها الرسمي ودورها دبلوماسي شعبي يقوم على مساعدة السودانيين المعسرين بدفع الايجارات او الرسوم للمرضى بالمستشفيات او استخراج اوراق لتسفير المعسرين وان كل ذلك يتم بطريقة خاصة، وقد فاقت اعدادها «400» بالمملكة العربية السعودية وهي تختلف باختلاف تخصصها كما ان لها دورًا محسوسًا يتمثل في العلاج والوقوف مع بعضهم البعض في المساهمة في النفقات العلاجية بجانب الخدمات التكافلية والتعاونية بين الكيانات المختلفة والنواحي الاجتماعية والرياضية والمهنية.
لكن بعد صدور القرار بوقف انشطة جميع الروابط والجمعيات والاتحادات التي تنشط في مختلف مدن المملكة العربية السعودية كيف يكون حال تلك الجمعيات والاتحادات والروابط التي كان عملها يفوق عمل الجاليات في تماسك المغتربين ودورهم الاجتماعي وكان من المشهود التفاف المغتربين نحو الجمعيات التي تمثلهم اكثر من انتمائهم للجاليات كما ان الرياض لم تشهد جالية منذ اكثر من عشرة اعوام وكان ينظم عملها الجمعيات والروابط والاتحادات تحت مظلة السفارة، فمع هذا القرار الذي مثل صدمة لهذه الكيانات فكيف يكون الحال في الرياض!؟ كما ان تكوين الجالية يقوم على تمثيل الروابط والكيانات المختلفة فهل سيغير قانون تكوين الجاليات؟ ام أن هذا القرار صدر من اجل شل حركة السودانيين بالمملكة؟ وكيف سيكون الحال بعد غياب تلك الروبط؟

الانتباهة – رشا عبد الله ــ الخرطوم

[/JUSTIFY]
Exit mobile version