* صدقونى لقد أصبت بدهشة كبيرة فى الوهلة الأولى لرؤية الصورة لأنني لم أكن أتخيل ابدا ان الدكتور نافع يعرف الضحك، ولا يمكن للابتسامة أن تتجرأ وتعلو وجهه، وإلا توعدها بالويل والثبور وعظائم الأمور ولحس الكوع.
* لقد تعاملت مع الدكتور نافع بشكل شخصي خلال عمله كمحاضر بقسم وقاية النباتات بكلية الزراعة/ جامعة الخرطوم، وكنت فى ذلك الوقت أدرس للحصول على درجة الماجستير فى الطب البيطري، ولقد لجأت إليه لمعرفة بعض أنواع (القوارض) التي يعتقد انها من الحيوانات الخازنة لمرض (الليشمانيا) الذي كان موضوع دراستي (وهو مرض ينتقل من الحيوان للإنسان)، فكان فى غاية اللطف والكرم معي وقدم لى مساعدة قيمة، كغيره من أساتذة الجامعة الذين كانوا يفعلون ذلك بشكل تلقائي مع كل الطلاب فى ذلك الزمن الجميل بدون ان يسألوا حتى عن أسمائهم.
* ورغم كرمه ولطفه معي إلا أنني لم أره يبتسم او يضحك أبدا أبدا، ثم سمعت بعد ذلك انه غادر الى ايران فى إجازة أكاديمية بغرض البحث أو (إجازة سبتية) كما تعرف به فى الأوساط الأكاديمية ( Sabbatical Leave )، وهى الإجازة التى زعم البعض فيما بعد أنها لم تكن بغرض العلم، وانما للالتحاق والتدريب بجهاز المخابرات الإيراني، ثم عاد بعدها ليكون أول مدير لجهاز الأمن لفترة من الزمن بعد استيلاء الجبهة الاسلامية على الحكم، وهى الفترة التى كانت فيها (بيوت الأشباح) هي السمة المميزة لجهاز الأمن فى ذلك الوقت!!
*ثم ما لبثت دهشتى ان تحولت الى فرحة غامرة، فإذا كان الدكتور نافع يضحك بكل هذه الطلاقة فهنالك على الأقل بعض الأمل فى تحوله من خانة التكشيرة الدائمة ولحس الكوع، الذي ما فتئ يهدد به خصومه الى خانة (اختفاء التكشيرة والكف عن تهديد الخصوم)، ولا أريد ان اكون مبالغا أو متفائلا وأقول الى خانة ( البشاشة والقول الحسن) ..!!
* غير أننى أتساءل .. إذا كان نافع يبتسم ويضحك فى وجه هيلارى، عدوة الاسلام ونصيرة الصهيونية، أليس الأولى بهذا الابتسام أبناء جلدته الذين يحث الاسلام على التبسط فى وجوههم .. (تبسمك في وجه اخيك صدقة)، أم أن الشعب السودانى لا يستحق من نافع فضيلة الابتسام إلا إذا كان خانعا وخاضعا للإنقاذ، او نصيرا للصهيونية والأمريكان ؟!
زهير السراج
[email]drzoheirali@yahoo.com[/email]
الاخبار، 16 يونيو 2011