النصاب الشهري لزكاة المغتربين .. البعض لا يستطيع إعاشة نفسه ناهيك أن يرسل لأهله وأولاده

لظى الغربة ومعاناتها بالنسبة للكثيرين ليست وحدها من تطارد المغتربين، ولكن بفرضيات أخرى تطاردهم قسوة أكبر فرضتها عليهم الدولة والسياسات الاقتصادية والميول والمصالح الشخصية في كثير من الأحيان.. وتظل قضية نصاب الزكاة من المغتربين هي واحدة من القضايا التي تؤرق المغتربين شهرياً لا سنوياً كما هو الحال لنصاب الزكاة بالعالم الإسلامي أجمع، وهو ما جعل ديوان الزكاة يحدد الزكاة من السوداني العامل بالخارج الذي تجب عليه الزكاة بعد خصم الحاجة الاصلية وقدرت بنسبة 70% من مرتبه، على أن يذكي الـ30% المتبقي من المرتب إذا بلغ النصاب، وذلك عن طريق إقرار يملأه المغترب بنفسه، وقد وجد هذا الامر اعتراضاً كبيراً من قطاعات العاملين خارج الدولة، وأصبح ذلك تحدياً كبيراً للكثيرين منهم، لعدم استطاعتهم دفع النصاب في ظل الظروف الاقتصادية الحرجة التي يمرون بها من محدودية الراتب وقلته في مواجهة ضنك العيش، وضعف الراتب الذي لا يزيد في بعض الأحيان عن 1000 ريال في دولة كالسعودية، وأقل من 500 جنيه مصري وينعدم أحياناً في الدول الغربية التي يعتمد الكثيرون فيها على المعونات. وفي ذات الوقت لا ترحم الإيجارات المرتفعة هؤلاء المغتربين مما يجعلهم يؤثرون السكن الجماعي بالاضافة إلى التزاماتهم الأسرية التي تحتم عليهم الصرف على اكثر من اسرة، هذا غير طوارئ ذويهم المرضية مما يستدعي الحوالات العاجلة ما يدخل الكثيرين منهم في دوامة ديون لا يمكن الفكاك منها، بجانب التزامات الدولة من ضرائب وإتاوات عند رجوعهم في العطل السنوية، وقد كشف ديوان الزكاة بواسطة امينه العام محمد يوسف إن العام 2013م سيشهد تحديد نصاب للمغتربين في كل دولة على حدة بدلاً عن النصاب الموحد المعمول به الآن، وذلك وفقا للمعلومات والإحصاءات. وفي الوقت القريب طالب نائب الامين العام لديوان الزكاة محمد عبد الرازق برفع النسبة التي تترك للصرف على حالات المغتربين المستحقين الى 40% بدلاً عن 30%، ووضع لائحة تقنين وتشجيع المغتربين بدفع زكاتهم للسفارات بالخارج، لكن المغترب غلام الدين طه تحدث عن معاناة المغتربين، وقال لقد جئت للمملكة العربية السعودية بعد اتفاق يقضي بصرف راتب 3 آلاف ريال سعودي، وبعد ان عملت لمدة شهرين نقض الكفيل العهد وأصبح يعطيني 1000 ألف ريال، وبعد ان ذكرته بنقض عهده هددني بفتح بلاغ الهروب، وان يدق لي خروج، وعندما اتذكر الاوضاع الحرجة بالسودان اجبر نفسي على مواصلة العمل إلا ان يحل الله عقدتي، وهذه لا تكفي حتى لسكني واكلي فكيف لي استطيع ان ادفع من هذا المبلغ 40% للزكاة، وأنا لا تنطبق عليّ الزكاة لأنني فقير احتاج الى الزكاة، وليس لي مقدار او نصاب، لذلك لا ينطبق عليّ النصاب خاصة ان الزكاة تحسب بنسبة من المرتب، لا ان يمر عليها الحول، فنصاب الزكاة يخرج بربع العشر، وقال غلام هذه الاحوال تنطبق على الكثيرين منا فلابد من معرفة احوال المغتربين والتعامل معهم بحسب ظروفهم المادية، فمثلنا لا يستطيع اعاشة نفسه ناهيك ان يرسل لأهله وأولاده، فنوعنا هذا يجب ان يدعم بالزكاة لا ان تؤخذ منه، كما ان المغتربين يعملون بالخارج ليس بالسودان لماذا توخذ منهم الزكاة وهم خارج البلاد ولماذا يلاحقون بها، واعتبر المغترب معتز يوسف ان ما يتم الآن من زكاة للمغتربين قبل مرور الحول وبنسبة من المرتب بدعة ابتدعتها الدولة والسياسات الحكومية، ولا علاقة لها بالدين المعروف للجميع، ولابد من الشكوى القانونية في هذا الأمر بواسطة قانوني ضليع، وان وصل الامر للمحكمة الدستورية حتى لا تتشفى الدولة منا وتجبرنا على دفع اخطائها المالية الداخلية وتحملنا اياها، ويجب ان يتفق الجميع على ذلك، لأن الدين معروف، لابد ان يمر الحول على المال وهذه قاعدة معلومة. كما ان على جهاز المغتربين الدفاع عن عضويته حتى لا يفهم الجميع ان هذا الجهاز حكومي يطبق اجندة الدولة وذراع لها، وان لم نتحد ستنفذ فينا هذه السياسات غير العادلة، كما نعذب بالضرائب والجمارك.
وذهب أمين ديوان الزكاة بسفارة السودان بالمملكة العربية السعودية مأمون عثمان الجميعابي في ورشة قضايا المغتربين التي نظمها ديوان الزكاة بالتعاون مع جهاز شؤون العاملين بالخارج لذات ما أكده المغتربان غلام الدين ومعتز، بمراجعة حقيقية للنصاب الشرعي لزكاة المغتربين في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها الأسر السودانية بدول المهجر، مشيراً إلى أن تحديد مبلغ النصاب لزكاة المغترب الذي حدد بـ4216 ريالاً كحد أدنى للمرتبات التي تخضع للزكاة، غير حقيقي من خلال متابعتنا للواقع المعاش للمغتربين بالمملكة خاصة في ظل التغيرات الاجتماعية والأزمة الاقتصادية وارتفاع حمى الأسعار، بالأخص في الإيجارات حيث بلغ إيجار الشقة في مدينة الرياض 25 ألف ريال في العام .
واستعرض الجميعابي عدداً من المشاكل التي تواجههم، مشيراً إلى أن الديوان بالمملكة السعودية قام بتوزيع 113 ألف ريال سعودي عام 2011 على المغتربين خاصة مصرف ابن السبيل، فضلاً عن إسهامه في ترحيل 37 سودانياً عبر الخطوط الجوية السودانية و800 سوداني عبر الخطوط البحرية السودانية. وقال الدكتور كرار التهامي إن حاجة المغتربين لابد من جهود وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي لمعالجة مشكلة الفقر والعوز والانقطاع عن العمل، وقال ان نسبة اداء جبايات زكاة المغتربين من أكثر من 7 آلاف في العام 2011 الى 9 مليارات جنيه في العام الحالي.. مبيناً أن جملة حالات المرضى بالداخل والخارج بلغت 415.500 دولار في 2007-2011

تقرير: زحل الطيب

Exit mobile version