وناشدوا عبر «الصحافة» خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يصدر اوامره السامية للجهات المعنية للسماح للطلاب والطالبات بمواصلة دراستهم وعدم حرمانهم من الدراسة بسبب برنامج «نطاقات» وعدم تجديد الاقامات التي لا يد لهم فيها.
و «نطاقات» هو برنامج يقيِّم أداء المنشآت ويصنفها إلى نطاقات «ممتاز وأخضر وأصفر وأحمر»، بحيث يكافئ النطاقين الممتاز والأخضر الأعلى توطيناً، ويتعامل بحزم مع الأحمر الأقل توطيناً، ويعطي مهلة أطول للمنشآت في النطاق الأصفر، فيصبح بذلك توطين الوظائف ميزة جديدة تسعى إليها المنشآت للتميز والتنافس.
ويأتي برنامج «نطاقات» لتحفيز المنشآت على توطين الوظائف باعتباره معياراً جديداً للسعودة، اذ تعتمد فكرته الاساسية على تصنيف المنشآت الى أربع درجات «ممتاز/ أخضر/ أصفر/ أحمر» حسب تفاوتها في مقدار توطينها للوظائف، بحيث تكون المنشآت الأقل توطيناً في الدرجتين الصفراء والحمراء، بينما تصنف المنشآت الأعلى توطيناً في الدرجتين الممتازة والخضراء، علماً بأن تقييم المنشأة يتم من خلال مقارنة أدائها بالمنشآت الأخرى.
وقال أبو خالد: لقد طردت ابنتي التي تدرس بالمتوسطة من المدرسة بسبب انتهاء رخصة الإقامة، بحسب النظام المتبع في المدارس السعودية، وقد حاولت إصلاح الأمر الا انني لم اتمكن من فعل أي شيء باعتبار أن كفيلي يقع ضمن الخط الاحمر، فيما أبقينا الابن الذي يدرس في الثالث ابتدائي في المنزل ايضاً لذات الأسباب.
وأضاف: اصبحت اطارد كفيلي في كل يوم حتى تتم معالجة اوضاع ابنائي، واعيش حالياً وسط الوعود المتكررة. وطالب الجهات السعودية المعنية بأن تكون هناك مرونة، وعدم حرمان الطلاب من الدراسة إذا كان ذلك سبب تجديد الإقامة «النطاق الأحمر»، باعتبار ان المكفول لا يد له في الامر، وطالب الملك عبد الله بن عبد العزيز بأن يوجه بمعالجة هذه القضية.
وأوضح عبد الرحمن أن ابناءه الثلاثة يجلسون حالياً بالمنزل لذات الاسباب، وان كفيله يبذل الآن جهوداً كبيرة لمعالجة هذه القضية، خاصة ان هناك اشخاصاً من جنسيات اخرى يعيشون ذات الوضع الصعب، معرباً عن امله في أن تنفرج الازمة خلال الايام المقبلة حتى يعود الصغار الى مدارسهم.
واتفق معه ابو طه وقال: يجلس ابناؤنا الآن بالمنازل بسبب انتهاء الاقامات، ونتفهم جيداً أية ترتيبات تضعها السعودية لتحقيق سعودة الوظائف، غير أن نظام «نطاقات» اصبح يدخلنا الآن في مشكلات نحن لسنا طرفاً فيها، فاذا كان الكفيل او صحاب المؤسسة هو ضمن الخط الأحمر، فيجب ألا نعاقب نحن بعدم تجديد إقامتنا، خاصة ان اضراراً كبيرة قد لحقت بنا جراء هذا.
واضاف: يجب على السلطات السعودية أن تتدخل لمعالجة هذه القضية التي تعتبر قضية انسانية في المقام الاول، فحرمان الطلاب من الدراسة امر في غاية الصعوبة.
واشار حسين اسماعيل الى ان مشكلة «نطاقات» وعدم تجديد الاقامات اصبحت قضية تؤرق مضاجع المغتربين، فكثير من السودانيين لا يعملون مع الكفلاء الذين قد لا تكون لديهم اعمال يقومون بها، وعندما تحين لحظة تجديد الإقامات تكون هناك مشكلة تمتد أحياناً لعدة أشهر، غير أن المشكلة الحقيقية التي تحدث الآن هي أن كثيراً من الأبناء والبنات تم طردهم من المدارس بسبب عدم تجديد الإقامة، باعتبار أن الكفيل يقع تحت الخط الأحمر، وهم محرومون من إجراء أية معاملات بالجوازات ما لم يقوموا بتصحيح وضعهم، وهذا أمر قد لا يتحقق وإن تحقق ربما يحتاج لوقت طويل، والأبناء والبنات لا يستطيعون الذهاب إلى مدارسهم.
وقال إنها قضية حقيقية تحتاج لحلول عاجلة من قبل المسؤولين على أعلى المستويات، حتى لا تترتب عليها آثار سلبية تلحق بالطلاب والطالبات الذين لم يتمكن ذووهم من تجديد رخص إقاماتهم.
وأكد أبو حازم أنه لو قدر لأبنائه أن يكملوا هذا العام الدراسي، فإنه سيرتب أوضاعه ليلحقهم العام القادم بالدراسة في السودان، داعياً الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى أن يتدخل بأوامره السامية لمعالجة هذا الوضع المتأزم.
إلى ذلك رصدت الهيئة الوطنية السعودية لحقوق الإنسان ظاهرة الحد من قبول أبناء وبنات غير السعوديين في المدارس بحجة عدم توفر أماكن بالمدارس، وكذلك منعهم من إكمال الدراسة في حالة عدم تجديد الإقامة، الأمر الذي يحدث في الغالب لأسباب تتعلق بخلافات بين الأب والكفيل أو رب العمل. [/JUSTIFY]
الصحافة