وفي ذات السياق قالت مريم والدة المتوفى محمد البالغ من العمر (24 ربيعاً ) والمقيم بمرزوق الحارة 60 فوجئت بالاعتداء على ابني بهذه الصورة الوحشية التي ضرب في إطارها ضربات قوية علي جسده فلم يشعر بنفسه بعدها ليسقط على الأرض فاقدا الوعي مغشياً عليه وبعد فترة من الزمن استيقظ من غيبوبته إلا أنه مازال يعاني من الجراح الغائرة .. ومن هنا بدأت أشعر بخطر حقيقي يهدد حياة أبني (محمد ) الذي لم يكن يخطر ببالي أنه سيكون ضحية لسبب بسيط لا يستحق معه استخدام السلاح الناري.
وزادت : الأيام تمر دون إلقاء القبض على النظامي الذي بدلاً من ان يوضع في الحراسة قام بفتح بلاغات في مواجهة محمد متهماً إياه بمحاولة السرقة في حين أننا اتخذنا الإجراءات القانونية الحافظة لحقوقنا بقسم شرطة سوق امدرمان وتولي فيها التحري المحقق يسرى الذي جاء إلينا في مشرحة الطب الشرعي التابعة لمستشفي امدرمان التعليمي والقي نظرة على الجثمان متأكداً من انتقاله إلى الرفيق الأعلى وعلى ضوء ذلك وعدنا بإلقاء القبض على النظامي الذي أوضح في خصوصه الطبيب الشرعي أن أسباب الوفاة ناجمة مما تعرض له من طلق ناري في وقت سابق .. الشيء الذي جعل أبني يتألم من ذلك عام كامل من تاريخه.
والتقطت منها قفاز الحديث ابنتها سمية قائلة: الحكاية بدأت بمشاجرة بين أخي والنظامي في سوق امدرمان فما كان من الأخير إلا وأخرج مسدسه مصوبة ناحيته ثم أطلق عليه الأعيرة النارية وعندما سألت (محمد) عن الأسباب التي استدعت إلى تطور الخلاف على هذا النحو ؟ قال : أنا في الأساس جلست بالقرب من عربة أمجاد بغرض قضاء الحاجة إلى هنا كان الأمر يمضي بشكل طبيعي إلى أن جاء نحوي النظامي المشار إليه مسبقاًَ فقال لي :” أنت مارست هذا الفعل على الإطار فقلت له : لم أفعل على الإطار إنما على الأرض والعربة كانت بالنسبة لي ستاراً من المارة في سوق أمدرمان فقال النظامي : لا أنت أتيت لسرقة العربة .. هكذا أصبحنا في نزاع وصفه عليه بلفظ يعف عليه الزمن ولم يعد له أساس في الوقت الحاضر لأنه كان يطلق في الحقب الجاهلية.
وأضافت : وما ذهبت إليه دخل أخي (محمد) في شجاره مع النظامي الذي استخرج مسدسه ما حدا بأخي مغادرة المكان جرياً إلا أن النظامي هرول خلفه مسافة وعندما لم يستطيع اللحاق به أطلق عليه رصاصة لم تصيبه إلا أنه لم يكتف مطلقاً الرصاصة الثانية وهي أيضاً تجاوزته وبما أنه كان مصراً على إصابته أطلق العيار الناري الثالث الذي به استطاع أن يصيبه به من الخلف إلى أن خرجت الرصاصة من الأمام ما نتج عن ذلك سقوطه على الأرض ليتم نقله إلى قسم الشرطة ومن ثم أسعف باورنيك (8) إلى مستشفي امدرمان التعليمي الذي طلب فيه الطبيب المعالج لحالته فك الأصفاد المقيد بها في تلك الأثناء وكان ان استجابوا لرغبته ليبقي في المستشفي عشرة أيام كتب له بعدها الخروج إلى المنزل.
واستطردت: بالرغم من كل التداعيات التي ذكرتها إلا انه مازال يعاني من الإصابة إذ انه كان يتألم ألما شديدا لم يدعه يتذوق طعم النوم نهائيا حتى عبر المسكنات التي كانت تعطي له في تلك اللحظات القاسية جدا علينا حتى أنني بسبب ذلك تعلمت كيف اطعن الحقن لطول المدة التي بقي فيها محمد طريح الفراش يتغلب على الألم الذي لم يبرح مكانه قيد أنملة رغما عن حقني له بأربعة حقن يوميا إلي ان اضطررنا إعادته إلى الطبيب مرة أخري حيث اتضح انه لديه شريان أصبح خفيفاً من الإصابة ما أدي إلى انتفاخه وبالتالي نتج عن ذلك كيس دموي ليقرر الأطباء إجراء عملية جراحية بمستشفي رويال كير بالخرطوم بتكلفة مالية 29 ألف جنيه قادت والدتي إلى بيع منزلها الذي لم يكف لذلك لجأنا لديوان الزكاة الذي أعطانا 3 ألف جنيه بالإضافة إلى وزارة المالية والاقتصاد الوطني 7 ألف جنيه وكان ان أجريت له العملية الجراحية إلا أنها باءت بالفشل الذريع فقالوا: إن الجسم لم يستجيب لذلك تم أخراجه من غرفة العمليات الجراحية وعندما تعب تعباً شديداً ذهبنا به إلى مستشفي امدرمان التعليمي الذي قرر فيه الطبيب أبو قرجة عمل إجراءات سفره إلى خارج البلاد لتلقي العلاج اللازم في مصر.
واسترسلت: وبما ان الأمور مضت على غير ما نهوي بدأنا في عمل ترتيبات السفر إلى القاهرة وكان يفترض يوم الأحد الماضي ان نستلم الأوراق مكتملة إلا ان الشريان انفجر فتوفي أخي (محمد) ليتم نقل جثمانه إلى مشرحة الطب الشرعي التابعة إلى مستشفي امدرمان التعليمي وجاء قرار الطبيب المختص ان الوفاة ناتجة عن التأثر بالطلق الناري الذي صوبه عليه النظامي حتى أننا لم نكن نلم بأن الكبد أيضا أصيبت في تلك الأثناء وكان ان أشارت علينا الشرطة الامدرمانية بأنها ستلقي القبض على النظامي إلا انه لم يحدث ذلك حتى الآن.
وعرجت إلى الإجراءات القانونية المتخذة من قبلهم ضد النظامي سالف الذكر قائلة: فتحنا البلاغ الجنائي بقسم شرطة سوق امدرمان بالرقم 2738 تحت المادة 20/ 130 من القانون الجنائي.
الخرطوم : سراج النعيم