بأمر الزواج… بنات (العاصمة) في الولايات..!!

في زمن ليس بالبعيد كان حلم الكثير من الفتيات اللائي قدمن للخرطوم من أجل الدراسة أو العلاج، هو الظفر بعريس من أبناء العاصمة لما كانت تتميز به الخرطوم من بقية الولايات من خدمات صحية وتعليمية، لكن من الملاحظ في السنوات الأخيرة ان الكثير من الولايات انتعشت وتوفرت فيها الكثير من الخدمات، وبالمقابل تعرضت العاصمة للكثير من الضغط علي الخدمات بسبب الهجرة من الريف إلي المدن وهذه من أكبر المشاكل التي تواجهها الدول الفقيرة خاصة في قارات اسيا وأفريقيا وبعض دول أمريكا الجنوبية حيث يكون الريف طارداً للآلاف لعدم توفر سبل العمل وصعوبة الحياة مقارنة بالمدن وعدم توفر الخدمات الصحية والتعليمية ذات النوعية المتقدمة بالأضافة لبعض العوامل كالحروب الأهلية وبعض العوامل البيئية كالجفاف والتصحر، والسودان كجزء من القارة الأفريقية توفرت فيه بعض العوامل الطاردة من الريف إلى المدن ومن الولايات إلى العاصمة نتيجة لعوامل طبيعية وأخرى من صنع الإنسان كتركز التنمية في العاصمة أكثر من الولايات الأخرى. وتوفر

الكثير من فرص العمل والدراسة في الكثير من المؤسسات مما جعل الهجرة من الولايات إلى العاصمة في تزايد في العقود الأخيرة مما كان له أثر سلبي في مستوى الأمن والخدمات التي تقدم في العاصمة.
هجرة عكسية:
لكن من الملاحظ في السنوات الأخيرة قيام بعض المشاريع التنموية في الولايات وانشاء بعض الكليات أو الجامعات والتى أسهمت في خلق هجرات عكسية بسبب توفر الكثير من فرص العمل للشباب خاصه أن الكثير منهم قد فقد الامل في الحصول على وظيفة بالعاصمة بسبب ضيق فرص العمل نسبة للإزدحام بالعاصمة وأيضا ً انتعاش الولايات بتلك المشاريع وتوفر البنيات التحتية التي أتاحت الكثير من فرص الزواج للشباب في الولايات سواء الذين هاجروا من العاصمة إلي الولايات أو أبناء الولايات وبتنا نسمع بالكثير من الفتيات اللائي تزوجن وهاجرن إلي الولايات من العاصمة.
طرق وإتصالات:
في الماضي كان أهم أسباب رفض الارتباط بعريس من الولايات هو صعوبة الطرق والإتصالات مابين العاصمة والأطراف ولكن في السنوات الأخيرة نلحظ إنحسار هذه المشكلة بسبب العولمة وتوفر وسائل الإتصالات والطرق المعبدة التي قربت المسافات و أحدثت ربطا بين أجزاء البلد حيث كان في الماضي الذهاب إلى الولايات من الخرطوم يستغرق أياماً عدة أما الأن أصبح من المألوف أن يسافر شخص لبعض الولايات والعودة في نفس اليوم.
تفكير واقعي:
العوامل سابقة الذكر بالاضافة إلى الوعي الذي إكتسبته الفتاة بسبب التعليم اسهم في إدراكها لكثير من الأمور وأضفى لها الكثير من الواقعية فكانت هي المبادرة في قبول أن تبدأ حياتها من الولايات بل تشجع شريك حياتها في ذلك فهل تنجح حواء فيما فشلت فيه السياسات الإقتصادية والتنموية..؟؟؟
العودة إلي الجذور:
(فلاشات) التقت بالدكتورة إبتسام محمد أحمد أختصاصية علم الإجتماع يجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا والتي بدأت حديثها قائلة أن زواج فتاة الخرطوم من شاب من الولايات هي ظاهرة إيجابية وقابلة للنجاح إذا كان هنالك تفاهم بين الطرفين وتوافق في الأفكار و هي عبارة عن عودة إلي الجذور فهي تسهم في التقليل من تفاقم مشكلة العنوسة.
ضغوط نفسية:
اما الخبير النفسي عبد الله عجبنا من جامعة أفريقيا العالمية فقال لفلاشات إن الإنسان بطبيعته يبحث عن الأفضل ولكن الفتيات في السنوات الأخيرة بسبب تفاقم مشكلة العنوسة وتعرضهن للضغوط النفسية والإجتماعية لجأن إلى قبول عريس بمواصفات أقل من تلك التي رسمنها بأحلامهن… وتابع : (نجاح هذا النوع من الزيجات يرجع إلى قناعة الفتاة وقبولها بالتضحية لأن أوضاع الولايات في بعض الأحيان تكون أصعب من العاصمة)… وزاد : (زيادة هذه الظاهرة يرجع إلى أن الأوضاع الإقتصادية أصبحت عصيبة و تكاليف الزواج بالولايات قليلة مقارنة بالخرطوم ).

الخرطوم : عفاف عبد الفتاح
صحيفة السوداني

Exit mobile version