الكفاءات السودانية .. ازدحام على بوابات الخروج

شهد العام الحالي زيادة في معدلات الهجرة وسط السودانيين حيث بلغت خلال الأشهر العشرة الأولى حوالى 75,631 شخص.. وأشار تقرير أصدرته وزارة العمل إلى أن الكوادر الصحية والتعليمية هي الأكثر هجرة، وبلغ عدد المهاجرين من الأطباء (5028) خلال الخمسة أعوام الماضية، فيما بلغ المهاجرين من المهن التعليمية (1002) معظمهم خلال العام 2012م.
وأكد التقرير أن هجرة الاختصاصيين والعلميين خلال الخمس سنوات الماضية تمثل هاجسًا للحكومة بعد بلوغها (14407).
ويجيء هذا الإعلان بعد تقدم (12) أستاذًا جامعيًا من الكفاءات العلمية بكلية الطب بجامعة الخرطوم باستقالاتهم مفضلين الهجرة خارج السودان، أبرزهم الاستشاري بأمراض الكلى ومدير مركز نورة لأمراض وجراحة الكلى أطفال د. محمد بابكر عبد الرحيم.
واعتبرت وزارة الصحة بولاية الخرطوم هجرة الكوادر الطبية إلى خارج البلاد تمثل كارثة، وعزت الأمر للأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وأرجع تقرير لوزيرة الموارد البشرية السودانية آمنة ضرار قدمته لمجلس الولايات أمس أسباب تزايد الهجرة لضعف الأجور وقلة فرص العمل بجانب انفتاح ومغريات سوق العمل في الدول المستقبلة للمهاجرين السودانيين، فضلاً عن السعي للحصول على موارد مالية من العملات الصعبة.ولفت التقرير إلى الزيادة المتوالية للهجرة السنوية للكوادر إذ بلغت ذروتها بحسب التقرير في العام 2012م حيث هاجر نحو 75631 سودانيًا مقارنة بـ 10032 مهاجرًا خلال العام 2008م بنسة زيادة (654%) أي ما يعادل أكثر من ستة أضعاف.وأشار التقرير إلى أن المملكة العربية السعودية تعتبر أكبر مستقبل للعمالة السودانية المهاجرة بنسة (91%) من جملة المغادرين خلال الخمس سنوات الماضية تليها دولة الإمارات العربية المتحدة بنسبة (3,5%)، وأوضح التقرير أن هجرة الحرفيين هي الأعلى خلال السنوات الخمس الماضية حيث بلغت (58484) تليها أعمال الرعي والزراعة وتربية الحيوان (54100).غير أن هجرة الاختصاصيين والعلميين خلال الخمس سنوات الماضية مثلت طبقًا للتقرير أكبر هاجس للسلطات الحكومية السودانية بمغادرة (14407) كادرًا، فيما بلغت أعداد الفنيين المهاجرين في ذات الفترة (11226).
ونوهت وزارة الموارد البشرية السودانية إلى أن هجرة الاختصاصيين والعلميين هي الأكثر أثراً على حركة التنمية في السودان. ولفتت الوزارة إلى أن فقدهم يعد خسارة للاقتصاد الوطني السوداني، وأشار التقرير إلى أن الهجرة في أوساط أساتذة الجامعات السودانية تشهد تصاعدًا مستمرًا وأنها ستؤثر على قطاع التعليم بنحو مباشر، وبلغت جملة المهاجرين من الأساتذة الجامعيين هذا العام (1002) أستاذ جامعي مقارنة بـ (21) أستاذًا في العام 2008م.وقالت الوزيرة «أقر بأن هناك مشكلات تواجه بعض المهاجرين السودانيين حتى سفارات السودان بالخارج لا يمكن أن تحلها» وطالبت بتأسيس ملحقيات عمالية بالخارج لمعالجة قضايا السودانيين العاملين بالخارج.
وطالب عضو المجلس بدوي الخير إدريس وزارة المواد البشرية بإجراء دراسات لأوضاع السودانيين بالخارج والعمل على الاستقرار الاقتصادي للتوجه إلى التنمية والبناء حتى يتعافى الاقتصاد، كما دعا إلى فتح مجالات العمل للراغبين في الهجرة باعتبارها حقًا شرعيًا للإنسان.
صحيفة الانتباهة
Exit mobile version