إذن سنة أولى حب هي سنتي الأولى في الإبتدائي، فبسبب إقامتنا في حي جديد نسبيا من أحياء الثورة (سنة كم ماعارفة..غايتو قريبات دي !!) فقد كانت المدرسة الإبتدائية عبارة عن بيت عادي مؤجرمن بيوت الثورة مكون من غرفتين وبرندتين وصالون صغير ومع التوزيع البسيط لغرف المنزل مع عدد فصول الإبتدائي الستة نجد أن نصيب سنة أولى كان الزقاق الضيق الواقع بين حيطة الجيران وغرف المنزل ففي ضل هذا الزقاق كانت بدايتي .
كانت مقاعد الدراسة عبارة عن بنابر خشبية يسمى الواحد منها (ككر) كان يشبه مقاعد الملوك قديما أو زي البقولو في الغلوتية (ملكين في ككر، واحد غاب والتاني حضر) طبعا الككر هنا هي السماء والملكين هم الشمس والقمر.
المهم كنا نقضي صباحتنا ونحن نتلقى الدروس في سبورة متنقلة على حامل، ومتنقلة دي عشان الشمس لما تزاور زقاقنا نزح منها ذات الشمال فتقرضنا ذات اليمين ولو ضايقتنا من كل الجهات كنا ننتقل لضل الشاتي أو الضحى حسب فصول السنة .
أما عن التحصيل في تلك السنة فهو طبعا صفر كبير فما بين سيلان لعابنا من صحن الشطة وروايح سندوتشات سلطة الأسود والطعمية والفول المدنكل المنبعثة من قفف خالتي شامة بت الداير ست الفطور، الكانت قاعدة جنبنا في الزقاق !! أيييي يعني على طريقة عادل إمام قاعدة معانا في نفس الأوضة. كانت روايح فطور خالتي شامة وكركبتا للعدة مع متابعتنا لكل من يدخل من باب الشارع وإيصاله لمقصده وملاحقتنا للماشة والجاية كانت كافية لتشتيت إنتباهنا عن أيي حصص أو دروس.. كنا نكتب الواجب مستندين على الشنط في رجلينا أو ونحنا باركين على الركب في الأرض وكثيرا ما كان جرس الفسحة يضرب قبل انتهائنا من الفروض فنتعرض للإجتياح من التلميذات الجائعات ومندفعات لشراء سندوتشات الفطور من خالتي شامة، كنا نتعرض للدهس والعفص وتقطيع كراساتنا تحت الأقدام المندفعة زي قطيع الأغنام الخايفة من مرفعين!!
كان لأبي دكان بقالة في البيت ورغم تمتعنا بسندوتشات الجبنة والطحنية أو المربة والتي كانت تشتهيها الأخريات إلا أن ريحة الطعمية وسلطة الأسود كانت مكرهانا الطحنية ومخليانا في حالة اشتهاء دائم لمجرد قرمة من سندوتشات خالتي شامة أو نلجأ للتحايل بي تعالي نتشارك .. ولا أديني حتة وأديك حتة.
انتهت سنة أولى واصطفت المدرسة في نهاية العام الدراسي لسماع النتايج فقد كانت تذاع من ورقة تحملها الناظرة فرفاهية النتايج المطبوعة التي تسلم في الأيادي ما كانت متوفرة حينها … اصطفينا وتمت إذاعة الجميع دون أن أسمع إسمي.. انطلقنا للبيت وأنا أبكي وأتشنهف لعايدة أختي طول الطريق: عايدة .. عايدة.. أنا ما قالوني يا عايدة!!
فتجيبني مطمئنة: قالوك.. قالوك إنتي جيتي السبعتاشر.. ولكني أعاود السؤال بعد قليل: قلتي كم يا عايدة ؟!!
فتجيبني في صبر:السبعتآآآآشر..فأطمئن نفسي في سعادة: السبعتاشر دي كتيييرة وسمحة!![/ALIGN]
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com[/frame]