وأعلن وزير الإعلام أحمد بلال أن الأجهزة الأمنية اعتقلت 13 من ضباط الجيش وجهاز الأمن والمخابرات وعناصر مدنية “لتورّطهم” في محاولة انقلابية تم إحباطها فجر الخميس الماضي.
وأضاف بلال، في مؤتمر صحفي، أن أبرز المعتقلين هم: مدير جهاز المخابرات السابق الفريق صلاح قوش، وقائد الحرس الرئاسي الأسبق اللواء محمد إبراهيم الشهير بـ”ود إبراهيم”.
والعميد “ود إبراهيم” من مواليد العام 1964، التحق منذ وقت باكر بتنظيم الإسلاميين، وكان له دور مهم في الانقلاب الذي أوصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى السلطة عام 1989.
لمع نجمه خلال اشتداد الحرب الأهلية ما بين الشمال والجنوب، والتي أصبغ عليها الإسلاميون صبغة جهادية بعد وصولهم للحكم وتجييشهم للآلاف من شباب الإسلاميين كمتطوعين يساندون الجيش في الحرب ويعرفون باسم “المجاهدين”.
وفي عام 2001 منحه عمر البشير وسام الشجاعة عقب الانتصار الكبير الذي حققته قوة تابعة للجيش تحت قيادته على المتمردين بالجنوب في معركة سميت “نيال ديو” بمنطقة غرب النوير، ويعتقد على نطاق واسع أنه من أكثر الضباط المقربين من البشير؛ حيث سبق له أن عمل مديرا لأمن القصر الجمهوري.
مهمته العسكرية التي استغرقت سنينا طوالا لم تقتصر على التراب الوطني حيث كان قائدا للقوة السودانية ضمن قوات حفظ السلام الدولية بالكونغو، وقضى أربع سنوات ملحقا عسكريا بسفارة السودان في كينيا.
شراسة المؤسسة العسكرية وقسوة الحرب وجهت موهبته الشعرية لصالح قضيته، ومن أشهر قصائده الحماسية “ليش ليش يا مجاهد” التي تتصدر دواوين الإسلاميين “الجهادية”.
و”ود إبراهيم” أحد أبناء الدفعة 35 بالكلية الحربية، ويكاد يكون أكثرهم حضورًا في تاريخ الدفعة، ويتمتع بعلاقات قوية مع القادة الميدانيين لكنه صلته ب”المجاهدين” أقوى من منطلق إشرافه المباشر على تدريبهم وتسليحهم طبقا لما قاله أحدهم لمراسل وكالة “الأناضول” مفضلا حجب اسمه.
وعندما أعلن شباب الإسلاميين مطلع العام الحالي عن مذكرة “الألف أخ” نسبة لعدد الموقعين عليها والتي طالبت بإصلاحات سياسية في البلاد برز اسمه من ضمن عدد من ضباط الجيش كانوا وراء مذكرة أخرى وقع عليها 700 ضابط تطالب أيضا بالإصلاح على مستوى الجيش وبقية مؤسسات الدولة، وطالبت المذكرة صراحة بإقالة وزير الدفاع، عبد الرحيم محمد حسين، المقرب من الرئيس البشير، وهو ما لم يتم.
منذ 14 سنة درج على إقامة إفطار رمضاني بمنزله لـ”المجاهدين”، وحضر الإفطار الأخير أكثر من ألف “مجاهد” تركز حديثهم حول الإصلاح وفرص الشباب في فرضه على القيادة.
وبعد صدور البيان الختامي للمؤتمر العام الثامن للحركة الإسلامية قبل أيام، وما تبعه من انتقادات وجهها الشباب للقيادة التي اتهموها بـ”الالتفاف” على مطالبهم الإصلاحية وإجراء تعديل دستوري “يكرس” سلطتها، لمع اسمه مجددا ضمن عدد من العناصر المدنية والعسكرية الرافضة لنتائج المؤتمر؛ وتم تداول أنباء عن ردة فعل عنيفة من الشباب ترقى لدرجة التمرد الصريح على القيادة.
وعقب اعتقاله سرت أنباء عن تململ وسط “المجاهدين” وضباط الجيش؛ حيث يتمتع الرجل بكاريزما (جاذبية) قوية بينهم، لكن القيادي بحزب المؤتمر الشعبي المعارض، الأمين عبد الرازق، قال لمراسل وكالة “الأناضول” إن المتذمرين لا يملكون القدرة على اتخاذ فعل يمثل تهديدا حقيقيا للنظام؛ حيث لا تزال القيادة مسيطرة على الأمور.
وتعود جذور ود إبراهيم لقرية العبيدية بشمال البلاد، وهي إحدى قرى قبيلة الجعليين، أحد أكبر القبائل السودانية، والتي يوصف أبنائها بالشجاعة، متزوج وله ولدان وبنت، أكبرهم في المرحلة الجامعية، وثانيهم في المرحلة الثانوية، وثالثتهم في العام الدراسي الثاني بالمرحلة الابتدائية.
[/JUSTIFY]وكالة الاناضول