وقال المهدي في رسالة مفتوحة بعث بها للمؤتمرين أمس،ان الشعار الإسلامي الذي رفعه التظام القائم ،كان سببا في تعزيز العوامل الانفصالية في الجنوب، كما ان سياساته كانت سببا مهما في «نكبة دارفور»، وفرض وصاية على البلاد عبر قرارات مجلس الأمن.
واضاف ان «أسوأ ما في تجربتكم هو ربط الشعار الإسلامي بالحرمان من الحرية، والعدل، والعدالة الاجتماعية، وخلق ظروف لتمدد الوصاية الأجنبية على البلاد».
وذكر المهدي ان تجربة الانقاذ كانت تكراراً لتجربة البعث في العراق «حيث احتكروا القرار لأنفسهم، واستخدموا نفس أسلوب القوة الذي استخدموه في استلام السلطة في التعامل مع من يخالفهم في الرأي بعد استلامها بمن فيهم أشياعهم» ،وقال ان ولاة الأمر الجدد أقل احاطة بالقضايا الفكرية، والمطالب السياسية، لاعتيادهم على أسلوب الأمر والنهي والسلطة دون ضوابط دستورية قوية تقود حتما الى التسلط الذي وقع فيه حتى حكام بني أمية من صحابة وتابعين.
وطالب المهدي المؤتمرين بالاعتراف بخطأ الانقلاب العسكري لتحقيق أجندتهم، وبخطأ النهج الشمولي في الحكم،وادراك أن الإسلام الآتي مع الفجر العربي الجديد إسلام معزز بمبادئ الإسلام السياسية ،وأن شعار تطبيق الشريعة مطروح بطريقة مضللة، فالشريعة أغلبها مطبقة من شهادة، وشعائر، وعبادات، والخلاف محصور في نظام الحكم وتطبيق الأحكام.
ورأى المهدي أن النهج الإسلامي في العصر الحديث لم يعد شأنا نظرياً، «بل نجد طيفاً عريضاً ما بين تركيا وماليزيا في اليسار، وطالبان في اليمين، وعلينا نحن في السودان أن نقرر ديمقراطياً ما هي أفضل وسائلنا للتعامل مع المرجعية الإسلامية».
وأكد المهدي ان محاسبة النفس والتخلي عن الأخطاء، ستفتح الباب لفجر سوداني جديد، «وحينها نكون أحرص الناس على هندسة الوضع الجديد، وأحرص الناس على ألا تخضع تلك الهندسة لأحد ولا تعزل أحداً».
الصحافة[/JUSTIFY]