قصة الثعابين
يقول مقربون من صبري إنه يقضي حوائج الناس باستخدام قدرات غير طبيعية إذ أنه يتعامل مع الثعابين ومنها جاء اسم الشهرة وله قصر فخم بحي بانت بداخله مجموعة حيوانات مفترسة كالتماسيح والغوريلا وغيرها، وله زوّار كثر من خارج وداخل السودان، وله زوار من الدستوريين والوجهاء والمساكين وكل فئات المجتمع، وإن داره العامرة مفتوحة على مدار الساعة وبالإمكان أن يستقبلك الراحل صبري حتى في الساعات المتأخرة من الليل والساعات الأولى من الفجر تجده يقظاً باشاً هاشاً، لذلك عندما وقع الاعتداء عليه من قِبل المتهمين المصريين في ذلك الوقت لم يكن بالحسبان أن جريمة بشعة وقعت في ديارهم فما حدث من وجود سيارات وأناس بالداخل والخارج بات أمرًا طبيعيا لدى سكان الحي.
التحري وإجراءات الشرطة
فور وقوع الحادثة تم تدوين بلاغ تحت المادة 139 الشروع في القتل وتسبيب الأذى الجسيم وبعد وفاة صبري متأثراً بجراحه تم تعديل المادة إلى »130« من القانون الجنائي القتل العمد ضد ثلاثة مصريين دخلوا البلاد وفق اتفاقية الحريات، وكشفت التحريات أن المتهمين ممن أطلق عليهم المصريون »البلطجية« الذين فرُّوا من سجون مصر بعد الثورة، وقد تمكَّنت السلطات من معرفة هُوِيَّتهم وتحديد أسمائهم وإحضارهم للسودان عبر الإنتربول لتقديمهم للمحاكمة، وترجح مصادر أن دوافع الجريمة تعود إلى محاولة سرقة عصا ذهبية تخص القتيل.
كلمات عن صبري
ترجع أصول الفقيد صبري إلى شمال كردفان مدينة الأبيض وقد جاء للعاصمة في منتصف القرن الماضي وتزوج من منطقة الموردة، واستقر بمنزله الكائن ببانت شارع الأربعين، وهو رجل كثير الأسفار خاصة إلى منطقة الخليج والمنطقة العربية، يقول بعض رواده إن صاحب الحاجة الذي يأتي لصبري يرى عجائب وغرائب إذ بامكانه أن يجعل مجموعة من الثعابين تلتف حول الزائر دون أن تمسه بسوء كما أنه بالإمكان رؤية التمساح الذي يقف على رجليه وكثير من الروايات التي قد تكون من نسج الخيال إلا أنها ذات القصص التي تدور بين أوساط الناس هناك.
لذلك عاش صبري ومات وهو غريب لا يعرف عنه الناس كثيراً وستظل أسراره وغرائبه ودبائبه وحياته ومماته لغزاً محيراً وإن جيء بالبلطجية.
كتب: علي الصادق البصير
صحيفة الانتباهة