وأعلنت السودان ظهر اليوم الأربعاء أنها تمتلك أدلة على تورط إسرائيل في قصف المجمع ليل أمس، وهو الإعلان الذي التزمت إسرائيل تجاهه الصمت.
وقتل أربعة فلسطينيين، منذ يوم أمس في سلسلة غارات إسرائيلية على عدة مواقع في قطاع غزة، فيما جُرح 10 آخرون، جراح بعضهم بالغة الخطورة.
وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول للأنباء قال جواد الحمد مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بالأردن، إن “إسرائيل تعيش حالة من القلق والحذر من المتغيرات في دول الربيع العربي التي بالتأكيد لا تصب في صالحها وتحاول أن تظهر المشهد في صورة مغايرة للحقيقة من خلال العبث بوسائل اللعبة السياسية في المنطقة”.
وأضاف “إسرائيل تقوم باختبار رد فعل الدول في المنطقة بعد الربيع العربي ومحاولة الإيهام بوجود هيمنة لها على المنطقة”، مشبها ذلك بما أسماه “اختبارها السابق لتركيا حينما استهدفت أسطول الحرية إلا أنها فوجئت حينها برد الفعل التركي القوي”.
واعتبر الحمد أن “هذا العدوان المتمثل في مهاجمة السودان الهدف منه اختبار مصر مع السودان حيث أن الأمن القومي مشترك بين البلدين”.
وتابع: “نحن بحاجة إلى لوبي عربي قوي يمارس ضغطا مباشرا على إسرائيل وأمريكا من خلال اتخاذ مواقف واضحة ومن خلال مجلس الأمن الدولي وبعدها التوجه بشكل مباشر لإسرائيل وتهديدها بموقف عملي موحد للعرب ويتخلل ذلك مواقف بينية من خلال الطرف الأوروبي”.
واعتبر الحمد أن “الدول العربية وبخاصة دول الربيع العربي ومعهم تركيا أمام فرصة تاريخية لاتخاذ موقف حاسم بعد العدوان الأخير على غزة والسودان”.
وأضاف “للأسف هذه الرؤيا غير حاضرة لدى القوى الحزبية في البلاد العربية المختلفة والتي تفتعل معارك داخلية غير مبررة الهدف منها الصراع على الحكم فقط وهي لا تطرح إستراتيجية واضحة لمواجهة التحرك الإسرائيلي رغم ضعفه”.
من جانبه، قال مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة، إن “قلق إسرائيل نابع من علمها بأن اتجاه السياسة الخارجية لدول الربيع العربي مناوئ لمصالحها في المنطقة”.
وتابع “إسرائيل تحاول أن تؤكد من خلال هجماتها الأخيرة في غزة والسودان أن الأمن القومي الإسرائيلي أهم لديها من أي أمر وتستطيع أن تحميه بأي صورة”.
واعتبر أن تلك “الهجمات تأتي في سياق محاولة منها لوأد أثر زيارة الرئيس القطري لغزة والتي اعتبرها من أهم الأحداث المتعلقة بالقضية الفلسطينية في المرحلة الأخيرة، كما أن تلك الهجمات أيضا محاولة كذلك لإبطال أثر التحول السياسي في المنطقة الذي عكسه الربيع العربي”.
وشدد في هذا السياق على ضرورة التحرك العربي من خلال جامعة الدول العربية وضغط دول الربيع العربي على أمريكا وإسرائيل من خلال تفعيل القضية الفلسطينية عبر زيارات متتابعة لزعماء عرب إلى غزة لتأكيد فكرة كسر الحصار المفروض عليها.
[/JUSTIFY]محيط